الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصتان :

ثامر ابراهيم الجهماني

2014 / 2 / 16
الادب والفن


1-قطعة سكر مر :

تخرج له من فنجان القهوة قبل أن يذوب السكر ..وتحمل له الجريدة في كل صباح ..فيقرأها في أول صفحة خبراً مفرحاً وترقد هناك .
يهرب منها ...ويتركها على رصيف الذاكرة .فتنبز له كما الدفلى من صفحات الفايس بوك ...ككادر ...أو سؤال ...تلّح عليه ..بما تفكر . تغريه كي يغازلها ...كي تشعر بأنوثتها ..
يمرّغ أنفه بغبار الحلم ، ينتشي كحبة البَرَد في فم صبية ...يذوب في مقلتيها كلما أغمضت ...تحلم هي وتنسى عمدا جفنيها في نصف إطباقة كي لا يفر ..من حلمها ..من عمرها ....
لكن بالنهاية تلقي به في مهب الذكريات دون أن تدري أنه قدرها ..وانها ما عادت تخرج من فنجان القهوة ....وأن كل السكر قد ذاب ...أدركت بعد فوات الوقت ان سواد غربتها ما هو الا قعر الفنجان ...وأن وطنها الجديد منفى ...وعمرها قطعة سكر تبحث عن فنجان ...عن ريقٍ مر ٍ .
أما هو مازال يشرب قهوته السادة كالعلقم ككل المجانين فكيف ستذوب وأين
السكر ...؟
2- نسيان :

كلما همست... تفرقت أضلعه ..وطار القلب إليها تلعثماً وارتجالاً ...
كلما تنحنحت ....سعل وراح يبحث عن رشفة ماء لها .
لكنه يدرك لاحقاً أن ظله الحجري في مرآة حجرته ...يبتسم هازئاً ..ويحك يا أنا ...
بعد أيام ثلاثة ...يتكور على نفسه ويدرك أن كل هلوساته تلك كانت بفعل السردين باللبن ..الذي نسي تناوله ...ونسي شرائه أصلاً ...
في النبضة العاشرة إلا فلب ...تدور عقارب عقله بحثاً عنها من جديد ...يكرر إصراره على مغادرة الزمن في هذا اللامكان ...يبحث عن مفتاح الدار ...يطرق دقيقة ...يحمل مظلته كي تقيه وقع الصمت والوعود والامل الهابط عليه عبر الاثير ..فقد قرر نسيانها ...
إنتعل حذائه الجديد ، إعتمر قبعته السوداء ...توجه الى الباب ...وقف الى المرآة ليسوي هندامه ...وجدها تبتسم ...نسي كل شيء .. نسي أنه رآها يوما ما ...كان ذلك في اليوم الرابع من النسيان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي