الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عربانة...... فوزية الجابري

بارقة ابو الشون

2014 / 2 / 16
الادب والفن


عربانة...... فوزية الجابري

رحلة مع عربانة ماهود
من الجنوب من بيوت الطين تسير عربانةماهود الى مكان لاندريه ,يطالعنا اولا اللون الاسودالسمة الابرز للجنوب , فالحزن يقبع في ثنايا الارواح.
جندي منكسر متخال مهزوم هو لاشك عائد من حرب خاضها مع رفاقه كما بدلنا لاحقا فلاش باك _ يعيده لحرب خسرها بأمتياز , وبروح مثقلة بهم الفجيعة والخذلان , يقبع في تلك العربانة يترفع جسمة سكر الحزن والضياع فلا يقوى
على رفع رأسه فهو لايبصر ما تمر به العربانة من مدن موبوءة بالحزن والصبر والعفن .فيصبح موال الصبر الجنوبي الشجي لغة نوح الباكيات .
ونخادعنا الاحلام فدائما هناك شيء ما ملون وسط شحوب
الامكنة فيتكرر بكل المحطات , الا انه واهوفارغ الا من الهواء فهل يسخر القدر منا فلا يكون املنا بالفرح المللون
سوى بالونة هواء.
ودائما الحزن في كل محطات الجنوب وهذه المرة (تابوت) موت آخر يقله الجندي بعربانته وكأنه يحمل صليبه ورمز هزيمته . الحرب رحى لاتطحن الارواح حسب انما تفتت قيما واخلاقا ومبادئا تقتل المثل وتنزل الاعراف من عليائها
,فنحدث مفارقات مبكية , فالمصحف نبع قوة الجنوب بعشاريته وتقاليده يتحول الى مرعى تاكل الاغنام من ملحه
والمراة الريفية وسط دخان تنورها الفائر تلهو بمكياج قبيح
ومخيف . ويقف الشباب بيطله اللاهي فيغامر بصعود نخيل من ان يجني حبة بلح واحدة ,اما المثقف الجنوبي القابع بهمومه فمثلا برسام امام اطار لوحة بلا قماش وكانه يرسم على الماء , اشارة لعجزه في تغير واقعه ,
ويستمر طريق العربة الطويل وسط الحزن الجاثم فوق الصدور
كا لكابوس مرعب ولا مخرج هذه المرة سوى التمسك
باذيالومظهريات الدين دون جوهره , فلا يكون ذاك نافعا فلا يداوي جرحا ولا يشفى علة ,فهو ليس اكثر من دمية نرغب الطيور العمياء , وعلى اختلاف دروب الجنوب ومحطاته التي تمر بها العربانة ,الاانها تبدو واحدة يلفها الحزن والالم والجهل والتخلف والفقر .

وفجيعة اخرى تضاف الى ما مر , وتقصد فجيعة السيارات المفخخة فالموت يطول الجميع بلا استثناء .لتزيد الحزن حزنا , والالم وتكثر محطات الحزن والبؤس التي تمر بها العربانة ويبقى الهم ذاته يقبع في دواخل التفوس المشتاقة للفرح كأحلام عانس ظلت تتشبت بشموع الخضر طمعا وخوفا.


ويثقل محل العربانة بعدما تعلق جثةالشهيد ,فيجدهاالجندي متكئأيستندعليه ,وكأنه يستندعلى الموت من هول الموت ,وتتخذالعربانة طريقهاوسط عتمة الغروب وهذه تستطيع ان تحزرالى اين تسيرالعربانة فلعلها تأخذطريقهالدفن ا لجثة لتدفن معهاالاحزان والهموم وعذابات الحروب لينبلج ضوءالنهاركاشفاعن مرح الطفولةلاتلفه الملاهي والالعاب بل بستان اخضر , وكأن الجنوب سيظل قابعاتحت غمامةالتخلف وبؤس الاوضاع , فلايحق له العيش كمايعيش الاخر .
مسكين ايهاالجنوب بفقرك وبتخلفك واحلامك تبقى الاوحد
المتفردوبكل مافيه وكماقال احدالشعراء . لااله إلاالجنوب.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟