الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكرة في ملعب النجيفي.

مالوم ابو رغيف

2014 / 2 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ما كان ليقال ان النواب من معدن رديء لو لم يصدئوا، وما كان البرلمان ليكون بهذا السوء والتردي لو لم يؤسس على قاعدة الفساد والتسيب، اذ ان نظامه الداخلي والقوانين التي شرعت تأسيسه خلقت من اعضاءه طبقة طفيلية متسيبة تصرفا وكلاما. لقد وضعتهم امتيازاتهم، ليس المالية فقط، انما الوظيفية والاعتبارية، فوق القانون وفوق الشعب، فهم مصونون غير مسئولين وهو فرض لم يعد معمولا به الا في ممالك وامارات العربان.
واذا لم يكن شعار تجربتنا الديمقراطية الفريدة من نوعها، حاميها حراميها، لما تربعت هذه المخاليق فوق كراسي المسؤلية، وهم اول من يعرف عدم آهليتهم للجلوس على المقاعد النيابية لحماية مصالح الشعب والدفاع عن حقوقه، فقد اثبتت كل الدورات النيابية بانهم أقل وقدرا من حرامي الدجاج.
واذا كان المثل يقول رحم الله امرؤ عرف قدر نفسه، فانهم، اي النواب يعرفون قدر نفوسهم الضعيفة ونفسياتهم المريضة وقابلياتهم الفكرية والقانونية الفقيرة، لكنهم لا يحترمون انفسهم وينتفخون زهوا وطيشا بريش الاموال المنهوبة التي تغدق عليهم وتبذرعلى ملذات مداخلهم ومخارجهم من المال السائب. انهم يأكلون ويشربون ويسكنون ويلبسون ويطيرون ويسافرون وينتجعون ويتعالجون ويحجون ويعتمرون ويتناكحون متعة ومسيارا بالمجان.
وحين عرضت المسرحية الكوميدية بعنوان قانون التقاعد الموحد حيث حشر الدجاج مع الثعالب، وحين طلب التصويت باعطاء الحق للثعالب بافتراس الدجاج، كانت نتيجة لتصويت فضيحة، فالاحزاب التي تدعي انها افنت عمرها مجاهدة ومدافعة عن مصالح الشعب، والنواب الاسلاميون الذين لا تفوتهم فرصة الا وتحدثوا عن خشيتهم من حساب البرزخ، وبكامل مظاهرهم الايمانية، وهي ازياء ومحابس ومسابح ولحى وعمائم وزبائب على الجباه وكروش مندلقة على ركبهم تتحدث عن نعمة ربهم، كانو هم والنائبات المحجبات والمنقابات اول طلائع المصوتين بنعم.
ولأول مرة في البرلمان العراقي، وبافتخار يتوقع غباء الشعب، وقف النواب على مسرح البرلمان بوجوه مبتسمة واحاديث تعبرعن الفرحة والسعادة الجماعية بانجاز عمل ضنوا ان الناس لا يفطنوا الى فقرات الدس فيه، انها صورة الفضيحة رايناها على شاشات التلفزة العراقية، لقد اعتقدوا واهمين ان الشعب سيصفق لهم ويسمعهم انشاد المديح وليس اصوات الغضب والاستهزاء والستهجان.
تكتمل مهزلة الاحزاب الاسلامية، بان اعضائها المصوتين بنعم والذين قالوا بان النواب يجب ان يمتازوا عن الشعب بالترف والنغنغة لانهم يمثلون شخصيته الاعتبارية، سارعوا بانتقاد زملائهم الذين صوتوا مثلهم بنعم للامتيازات والرواتب التقاعدية. انهم يعملون وفق اغنية تقول ضربني وبكى وسبقني بالشكا.
ولان هؤلاء النواب يدركون بانهم جزء من هذا المشهد الهزيل، لم يخرجوا الى الناس بعيون حمراء باكية ولم يبثوا لواعج حبهم وعشقهم للشعب العراقي، بل خرجوا يلومون ويشهرون بعضهم بالبعض الاخر ويتنكرون من جنحة الاشتراك بسرقة المال العام بشكل قانوني تفرضه فلسفة الفساد.
لقد انقلب المشهد السياسي في العراق الى حلبة لصراع الديكة، حيث تحولت الفضائيات والصحف ومواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب الى حلبات لنتف الريش واللحى.
وزيادة في التشويق وجلب الانظار الى الدمى المسماة مجازا نواب، الذين ويمتثلون لقرارات ورغبات ونزوات وطيش رؤساء الكتل، قرر النجيفي صاحب مسرح العرايس حجب قوائم المصوتين بنعم.
النجيفي اختار الحرص على مصلحة النواب اذ نقل عنه قوله بان نشر قائمة التصويت هو تسقيط سياسي ، مسقطا الشعب من معادلة التفضيل.
ان الكرة في ملعب النجيفي.
فاي المصلحتين يفضل وايهما يختار اذا ما تعارضت مصلحة الشعب مع مصلحة النواب ؟
النجيفي ولحد هذه اللحظة قد اختار مصلحة الغربان فالطيور على اشكالها تقع.
واذا استمر في اصراره وعناده في عدم نشر اسماء المصوتين بنعم او لا ، فانه اضافة لاختياره الخاطئ للوقوف مع مصحلة النواب ضد مصلحة الشعب، فهو ايضا يشترك في مؤامرات الخديعة، ان ذلك دليلا قويا على عدم آهليته لاي منصب في الدورة التشريعية القادمة.
نشر قائمة الاسماء النواب ليست هي القضية، فهم( كسر بجمع) لم يبرهنوا على جدارتهم بمقاعدهم النيابية. اننا نقترح ان يكون العمل النيابي مبني على اساس الطوعية، حيث يمنح النواب مكافئات شهرية وليس رواتبا. كما يجب ارسالهم الى الدول الديمقراطية لغسل ادمغتهم من الوسخ الطائفي والروح التي لا تعرف الا الأنا وتعليمهم المبادئ الأولية للديمقراطية واحترام حقوق الانسان ومبادئ التمدن والتحظر.
كما ان اعادة النظر بالدستور والانظمة والقوانين ومعادلات الرواتب والفروق المعاشية اصبحت ضرورة لا تقبل التاجيل.
القضية ليست الرواتب التقاعدية، بل هي هذا الفرق الشاسع الذي يشبه الفرق بين الجنة والجحيم. بين حياة طبقة الحاكمين الطفيلية وبين حياة الشعب المآساوية.
في الدول الديمقراطية يتم سنويا نشر وفضح جميع اسماء المتهربين من دفع الضرائب او اولئك الذي يملكون حسابات بنكية في الدول الغربية دون علم السلطات، اما الطبقة الطفيلية الحاكمة في العراق وبكل مشتقاتها الفاسدة، الرئاسات الثلاث ومجلس النواب واجهزة الاعلام والاوقاف الدينية والوزارات، فهم عوامل تخريب اساسية، فهؤلاء لا يكتفون بما يسرقون، بل تستثمر سرقياتهم مبالغ رواتبهم الضخمة في بلدان اخرى. ولا احد يعلم بمقدار ثرواتهم ناهيك عن حساباتهم البنكية واملاكهم واستثماراتهم في الخارج ان هؤلاء يمتصون دم العراق المريض ويحقنونه في جسد اجنبي معافى..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مأساه العراق
كامل حرب ( 2014 / 2 / 17 - 04:04 )
الاستاذ المحترم مالوم ابو رغيف وبالطبع انا متالم لهذه الكوارث التى تحدث فى العراق الحبيب ,مع انى لست عراقيا الا اننى اتحسس حجم الجحيم والمعانه والالم ومدى بشاعه الظلم والقسوه من طرف هذه العصابه المجرمه والتى تم فرضهاعلى الشعب العراقى بواسطه الامريكان لغرض فى نفس يعقوب ,لكنى اعتقد الى حد كبير ان التركيبه الاثنيه والعشائريه والعقائديه تلعب لحد كبير فى ازكاء هذه المأساه المروعه التى يعيش فيها الشعب العراقى والذى لا حول له ولاقوه ,لكن بينى وبينك فانا اعتقد ان بصمه الصلعم المنكوب بشقيه السنى والشيعى تلعب دور محورى فى الكوارث المفجعه التى تحدث فى العراق وباقى الدول الاسلاميه والتى ابتلت بهذا السرطان الصحراوى


2 - االاخ كامل حرب المحترم: الصراع الطائفي في العراق
مالوم ابو رغيف ( 2014 / 2 / 17 - 12:01 )
الاخ كامل حرب
يترآي لي ان الامريكيون لم ينجحوا بانهاء النظام السابق، فهو وان بدى قد حل نفسه بنفسه وانتهى الى شراذم، لكن افراده، وخاصة العسكريون منهم، وعصابات فدائي صدام والحرس الجمهوري والامن والاستخبارت القديمة وبعض من رجال الادب والصحافة وغيرهم قد بقوا على ولائهم للفرد-الدولة اي صدام، هذا التحزب للنظام القديم، يتمظهر في اشكال مختلفة، منها الطائفي ومنها الارهابي ومنها السياسي او التخابر مع دول اجنبية، من الجهة المقابلة اي الاحزاب المسيطرة على السلطة وبيدها القرار، فانها وعلى وعي او عدم وعي منها استمترت في تغليب المظاهر الدينية الشيعية مما زاد الانقسام في المجتمع العراقي واصبح صراعا طائفيا باعلى درجاته.. بين مذهبين، السني والشيعي، وهي حقيقة لم يعد انكارها مجديا ولم يعد الامر منحصرا في العراق، اذ شمل كل البلدان الاسلامية حتى البلدان التي تخلوا من الشيعة، حيث اتخذ الصراع طابعا ايدلوجيا اسلاميا يحذر من استفحال المد الايراني..
ان مشكلة العراق هي النظام الديني، يحث يتم ادلجة المجتمع العراقي بمذهبين متعاديين، هما السنة والشيعة، ويوما بعد تزداد الروح العدائية التي لا حل له لها الا بالتقسيم.


3 - بين الاسلام والوطن ماذا نختار؟ انه الخيار الصعب
سيلوس العراقي ( 2014 / 2 / 17 - 13:29 )
الاستاذ مالوم المحترم
ان هدف العراق (والعراقيين !!) أصبح واضحا بكل صراحة هو : تدمير البلاد
وهمّهم (وهو بذات الوقت وهمهم) الوحيد انتصار الاسلام وأحزابه ولتخسأ البلاد
أما أميريكا فلم يكن هدفها اسقاط النظام (الا في وسائل الاعلام) بل اسقاط أي امكانية لاقامة حياة لمجتمع منتظمة تخضع لأي نظام، الا الفوضى، وهي المطلوبة
والهدف غير المعلن أن ينتحر المسلمون ويتحاربون ويقتلون بعضهم وينحرون أنفسهم وبلدانهم
ولم يتحقق الهدف بأشمله
لازلنا في أول المشوار
علينا الانتظار لعشر سنوات أخر أو ربما أكثر
لأن المسلسل لم ينتهي
فلازال هناك الجزائر والسودان والمغرب والاردن ولبنان وايران وتركيا وتليها جمهوريات روسيا الاسلامية وهلم جرا
ان هذا القرن سيكون بامتياز قرن انهاك الاسلام أينما وجد
لكن للاسف فان المخطط هذا سيعاني ويتألم منه الفقراء والابرياء أما النواب والسياسيين وقادة الاحزاب في الدول الاسلامية هذه فهم كالقوادين على بلدهم وشعبهم الذين لا يصيبهم الضرر لا المباشر ولا غير المباشر، ومهمتهم تكديس الاموال من مهنتهم التي ذكرتها قبل قليل
إنها وجهة نظر للمستقبل على ضوء مانراه في الحاضر
تحياتي وتقديري لك


4 - السيد سيلوس العراقي
عبد الرضا حمد جاسم ( 2014 / 2 / 17 - 16:48 )
تحية طيبة
ارجو تكرمكم بتوضيح التالي مما قلتموه اعلاه
(اما أميريكا فلم يكن هدفها اسقاط النظام (الا في وسائل الاعلام) بل اسقاط أي امكانية لاقامة حياة لمجتمع منتظمة تخضع لأي نظام، الا الفوضى، وهي المطلوبة
والهدف غير المعلن أن ينتحر المسلمون ويتحاربون ويقتلون بعضهم وينحرون أنفسهم وبلدانهم (


5 - الزميل سيلوس العراقي: الله وامريكا
مالوم ابو رغيف ( 2014 / 2 / 17 - 17:45 )
الزميل العزيز سيلوس العراقي
المسلمون دون الارادة او سمها المؤامرة الامريكية يذبح احدهم الاخر منذ تأسيس الدين الاسلامي؟
انهم لا يحترمون حتى مقدساتهم
الم يقتلوا ابن بنت نبيهم ويسبوا عائلته؟
الم يقصفوا الكعبة بالمنجنيق ثم يضرموا فيها النار مرتين؟
وانظر اليوم الى جرائم الذبح المعلن، انظر كيف انهم يأكلون الاكباد ويشرعون زواج النكاح ويبيحون اجساد النساء بحجة او باخرى..ـ
ان الاسلام يقدم خدمة كبرى للامريكان ولغيرهم فهو يشيع الجهل بين الشعوب ويجعلها لا تعي سوى ما تعتقد انه يسئ الى الله
تحياتي


6 - السيد عبدالرضا
سيلوس العراقي ( 2014 / 2 / 17 - 17:55 )
تحياتي
بعد اذن السيد مالوم
ان مشروع الفوضى الخلاقة المعروف لم يكن الهدف منه بناء ديمقراطيات أو دول متحضرة وهذا معلوم لك وواضح على الارض ولا تصدق ماقاله ويقوله الاميريكان في اعلامهم الدعائي
والمشروع لم يكن هدفه الرئيسي اسقاط صدام بل اسقاط العراق لأنه كان بامكانهم القضاء على صدام ورفاقه لوحدهم من دون حرق العراق وتركه في عدم الاستقرار والمستقبل المجهول لو كان يهمهم مستقبل العراق ، وتتالت السبحة لاسقاط ليبيا فسوريا واليمن كدول وباقي الدول في الطريق في الوقت الذي يحدده الاشرار وكل هذا معروف
أما بخصوص الاسلام فالفوضى الخلاقة واحتراب المسلمين وقتلهم لبعضهم وانشغالهم بخلافاتهم واشغالهم بالسعي لركوب السلطة سيبعد الارهاب عن اميريكا والغرب ولو لبضع سنوات أو عقود لتصبح ساحة الارهاب في دار الاسلام وهدفهم يتحقق تباعا
وكأن صوت حالهم يردد المثل العراقي : نارهم تاكل حطبهم
والخاسر الوحيد سيكون هي الدول المسلمة لأن مشروع الفوضى الخلاقة كما يبدو لحد الآن لا يشمل دولا غير اسلامية
كنت أظن أن تعليقي رقم 3 كان واضحا
تحية ثانية لك وللاستاذ مالوم صاحب الدار

اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ