الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتاهة

عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .

2014 / 2 / 17
الادب والفن


يعتصر كالوردة الباكية
التي هدها الإعصار
و تماوجت بها الأنواء
إلى أين ؟
إلى بلاد الطليان
إلى أرض الأحلام
ويركب القوارب
وتتلاطم الأمواج
رويدا
رويدك
يا أماه
ما عادت الأرض تطاق !
أرضي سكنها الجفاف
وجسدي سكنه البوار
رويدك
رويدا
يا أماه
إنني أعتصر كالوردة الباكية
وأهرق كالعروق الدامية
أماه
أرضاه
شمسك تصفعني بالأشواك
وها أنا أتصاعد كالبخار
وأغادرك مطمئن البال
هاجموك كالجراد
ولم أجد ما آكل سوى الدوم والأحجار
رحماك
لقد مات الإنسان
وها أنا أغادر إلى أرض الطليان
وداعا أيها الرفاق
وداعا أيها الماضي المفعم بالأحلام
يعتصر كالوردة الباكية
التي هدها الإعصار
ويرتجف كالنحلة التي
محقها السعار
ويبكي ويبكي وهو غارق
في العناق
يودع جدته
وهو غير متأكد ما إن كان
سيلقاها
تنهمر الدموع
وهي تتهاوى كالشلال
تعانقه
ثم تعانقه
كأنها لا تريد تجديد اللقاء
رويدا
رويدك
وداعا
يا أرضي
حيث سكنك الموت الزؤام
***************
أغادرك يا أرضي
وها أنا بين العباب
أرتعد من هول الرياح
أنادي أمي
أمي
.....
ولا من مجيب غير الصراخ
لا هوية لا إحساس
غير قوارب مهترئة تتقاذفها الأمواج
هنا في طرابلس أرض الرمال
معتقلون بين الجدران
عبيد في حضرة الأسياد
باعونا للمافيات
لمن أبكي وجدتي داهمها الرحيل
متشنجا بدماء العويل
وداعا أرضي
لقد كان لي موعد مع الفرار
والجوع يسري في كياني
بانمحاق
قسموا الخيرات
وتركونا كالحثالات
نتغذى على الفضلات
ونمتص العظام
***************
يعتصر كالوردة الباكية التي
هدها الإعصار
ورياح لامبيدوزا تسحق الأحشاء
لمن أغني
ولمن أبكي أيها الرفاق
ودخان أسود يلوث الدماء
وفقر يحبس الأنفاس
*****************
ها أنا أصل إلى الطليان
وجنتهم تحولت إلى يباب
إنها جهنم بالنسبة للأغراب
وها أنا أسير متشردا
من زقاق من زقاق إلى زقاق
آكل البقايا والفضلات
غريب في كل الأوطان
ووطني رماني كالأحجار
وقسموه ذرات ذرات
لمن أبكي
والجفاف تركته في الوراء
لأجده متفرسا في
الأمام
******************
أعمل في الضيعات
وجسدي منهوك بالأتعاب
أشتغل من الصباح
إلى المساء
والطليان يتعاملون
معنا كالبغال
لمن أغني
وكلاب وطني
خرشتني
لمن أسرد
وكلاب وطني
مريضة بالسعار
********************
رويدك يا وطني
لقد جبلتني بالتيهان
ومافياتك أعمتني بالضباب
لا أعرف أين الخطأ
وأين الصواب ؟
رويدك يا وطني
أنا في أرض الطليان
أعاني هنا وهناك
الاغتراب
لكن أنت من لقنتني
العذاب
حيث لا عدالة ولا مساواة
حيث الظلم والطغيان
هنا في أرض الطليان
عرفت عيشة الأحرار
وكيف يتعاملون مع
الحيوان والإنسان
*****************
أعتصر كالوردة
في انمحاق
ولكن متى يا وطني
تستفيق على الثورة والفوران
وتعانق الإنسانية
وهي في المخاض
تشهق شهقة
الولدان
وترتل أغاني الحب
والسلام
أنت المتاهة
وما المتاهات
إلا أنت
متاهة المتاهات
وأفقك يكتنفه السواد
وجدرانك عصية على الاجتياز
والقضية ليست قضية سرداب
أريد أن تفتح الأبواب
وأعانق وطنا جديدا
أتنفس فيه
رائحة الإنسان

ع ع / الطريق إلى واد زم / 16-02-2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهرجان وهران للفيلم العربي يكرم المخرج الحاصل على الأوسكار ك


.. محمود حميدة يحمل الوهر الذهبي من مهرجان وهران للفيلم العربي




.. تفاصيل أول زيارة لمصر من الفنان العالمي كامل الباشا?? #معكم_


.. خطبة باللغة العربية.. ما الرسائل التي أراد المرشد الإيراني إ




.. تاريخ كبير للفنان الفلسطيني???? كامل الباشا ?? #معكم_منى_الش