الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكنة دويج الزيدي مثال لحقوق الانسان الصرف

قصي طارق

2014 / 2 / 17
حقوق الانسان


ان قديسات ما بعد الحداثة نساء عاديات لا يملكنه هاله حول روسهن او يمش ورائهن رهط من الملائكه , ولا ياتين بمعجزات انهن حققن قضايا انسانية بحته واقعية ومنهن السيده حكنة دويج الزيدي سيدة عراقية اميه، لا تقرأ ولا تكتب، لكنها بعملها الإنساني، وتحديها لنظام صدام في احتضان الطفل تيمور، رغم أنها تعلم ، لو وصل الخبر لجلاوزة النظام، فأن عائلتها وقرية العيشم ستُباد بالكامل ـ اظهرت انها قديسة .
لا أعتقد، أن أحد يمتلك شيئاً من الحس الإنساني سمع بقصة الطفل الكُردي تيمور ولم يتأثر بها الذي أُعدم أمام عينيه مجموعة من الاطفال والنساء في صحراء مدينة السماوة، عام 1986، ضمن سلسلة الاعدامات الجماعية التي كان يقوم بها نظام صدام حسين ضد شعب كوردستان العراق ( عمليات الانفال )، وقد كانت شقيقات تيمور ووالدته بينهم. وبمعجزه نجى الطفل تيمور بأعجوبة،هربا بعد ان جرح واغمى عليه تظاهر بالموت، أمام الابطال الذين كانوا في حالة نشوة مزهوين بنصرهم السادي ، بعد أن تأكدوا من قتل النساء والاطفال . هجم عليهم مجموعة من جهاز الاستخبارات، اعتقلوهم مع مجموعة من العوائل، أودعوهم في سجن ـ طوب زاوار ـ في كركوك حوالي ثلاثين يوم، بعد ذلك نقلوهم في شاحنات كبيرة لنقل البضائع الى صحراء مدينة السماوة الجنوبية، حيث أعدت لهم مقابر جماعية، توفى بعضهم في الطريق خنقاً، كما ذكر تيمور.وصلت الشاحنات المحملة بالأطفال والنساء إلى الصحراء انزلوهم من الشاحنات.بدأوا برميهم في الحفر بشكل جماعي. ثم فتحوا النار عليهم.
على الصراخ والبكاء من الامهات والاطفال. قتلوهم جميعاً، بزهو وعنفوان..إلا الصغير تيمور الذي أخترقت جسده النحيف رصاصة، فـ تظاهر بالموت.
حكنة دويج قديسة في الطريق بعد أن هدأت مدافع ( الرجال ) بدأ تيمور بعملية الزحف المضنية إلى حيث لا يعلم.. زحف تيمور، ثم زحف دون ان يلتفت الى جراحه .شاهد تيمور من بعيد على ضوء القمر شيء اسود يتحرك
اقترب اكثر، فتبين أن السواد كلاب مخيفة سرعان ما انتبهت أليه. الكلاب اندفعت نحو القادم وهي تزمجر، لكن سرعان ما اكتشفت أنه طفل يبكي ومذعور. تركت الكلاب الطفل دون ايُ إزعاج.. وسارعت إلى إين إلى حيث العظيمة حكنة دويج.
راحت الكلاب تعوي، تنبح بقوة أمام خيمة القديسة. طلبت السيدة من أبنها حسين أن يخرج ليعرف سبب عوي الكلاب بهذه الطريقة؟ عاد حسين الى والدته : أمـاه هنالك طفل، طفل يبكي..خرجت دويج مسرعة، وصلت إلى الطفل احتضنه.. أدخلته إلى خيمتها ألبسته ملابس عربية. أسرعت في حرق ملابسه الكُردية، خوفا من عيون صدام المنتشرة، كما ذكرت.
يقول تيمور:
_ ما زلت أتذكر تلك الليلة الرهيبة، الحزينة، بعد أن ادخلتني والدتي إلى خيمتها، لم تتركني لحظة واحدة، جلبت لي الطعام والشراب، وأخذت تمسح على رأسي، وتكلمني بحنان رغم أني لا أعرف العربية، كنت أُحدق في عينيها الجميلتين، غفوت على صوتها الناعم ودموعها التي كانت تحاول إخفائها عني.... و عند الصباح الباكر نقلتني والدتي السيدة حكنة إلى قرية العيشم خوفاً علي من الدخلاء، فتم معالجتي , عشت معهم واحداً منهم، بل كنت المفضل والمميز عندهم، وقد وطلبت والدتي من أبنتها الكبرى أن تعلمني اللغة العربية. لا يمكن لي نسيان الخوف والقلق الدائم الذي سببه لهم، لكنهم حافظوا علي بسرية.أن قصة الطفل تيمور، هي واحدة من الآلاف القصص التي كان يعيشها الإنسان العراقي في زمن صدام حسين، لكن المميز في قصة ـ تيمور الانفال والقديسة حكنة ـ هي أنها أصبحت عنوان ورمز للامومة التي تربط الشعبين الكُردي والعربي في العراق ( بزي برايه كورد وعرب)
المصدر . كتاب قديسات ما بعد الحداثة , العنف ضد المراة , طبعه اولى تأليف قصي طارق مراجعة وتدقيق واشراف داني براون فايد .
راجع :http://ahewar.org/rate/bindex.asp?yid=6023
راجع :قاسم المرشدي , زيورخ .إحتضان طفل كُردي محكوم بالإعدام. مقالات وآراء حرة.
* تيمور أحمد عبد القادر تيمور :طفل كُردي عراقي مسلم، لم يكمل عامه العاشر، كان يعيش في كنف والديه إلى جانب شقيقاته في بيتهم في قضاء كالار التابع لمحافظة كركوك، ( إداريا تابع للسليمانية حاليا )،ويعتبر من شواهد المقابر الجماعية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تثير لوعه وحزن كبيران
علي العبيدي ( 2014 / 2 / 17 - 12:20 )
قصه حقيقيه تثير شجنا كبيرا وهي واحده من الوف غيرها جمعتها جنبات بلد الشقاء الذي لاينتهي عراقنا الحزين
حكم البعث المجرم لم ولن تنتهي حكايات جرائمه ضد الانسانيه وهي تتوالى وتخرج للعيان يوم بعد يوم

اخر الافلام

.. مسيرة إسرائيلية توثق عمليات اعتقال وتنكيل بفلسطينيين في مدين


.. لحظة استهداف الاحتلال الإسرائيلي خيام النازحين في رفح بقطاع




.. مبادرة لمحاربة الحشرات بين خيام النازحين في رفح


.. تونس.. معارضون يطالبون باطلاق سراح المعتقلين السياسيين




.. منظمات حقوقية في الجزاي?ر تتهم السلطات بالتضييق على الصحفيين