الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وطنية النحاس وإرهاب الاخوان

محمود جابر

2014 / 2 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


فى 32 اغسطس/آب 1965 توفى الزعيم مصطفى النحاس، وعليه قامت الاذاعة المحلية بالاسكندرية باذاعة خبر الوفاة ، وفى مشهد نادرا ما يتكرر حيث امتلأ ميدان التحرير عن آخره بالجماهير التي جاءت تودع مصطفي النحاس.. وأحاطت الجماهير بالجثمان الطاهر، وحملته علي الاعناق. واذا كانت الجماهير قد عرفت بداية الجنازة من جامع عمر مكرم، فلم يعرف أحد نهاية الجنازة التي اتجهت إلي شارع طلعت حرب ومنه إلي جامع الكخيا الذي كان مقرراً أن تنتهي عنده الجنازة. ولكن الجماهير أبت إلا أن تصلي علي جثمان الزعيم في مسجد الامام الحسين. وحملت جماهير مصر الجثمان وهي تهتف: لا زعيم بعدك يا نحاس ويا حفيد النبي الزين.. جالك الزعيم الزين. اشك لسعد الظلم يا نحاس.. والزعامة ماتت من بعدك يا نحاس.. واستشاط الحاكم غضباً. وقال لمن حوله: همه الوفد لسه عايشين.
......
هنا نحتاج أن نطرح سؤال :
- ما الذى دفعت الجماهير ان تلتف حول جثمان رجل بلغ من العمر التسعين عاما، واعتزل السياسة والشأن العام منذ قرابة الخمسة عشر عاما منذ قيام ثورة يوليو ولم يعد له حزبا ولا حركة ولا سلطان او مطمع ؟
.....
الجواب تجده فى سيرة حزب الوفد وسيرة النحاس الذى كان رجل قضاء مرموق ورئيس وزراء كبير شكل اكثر من اربعة وزارات قبل الثورة ولما قامت الثورة تم اعتقاله هو وزوجته السيدة زينب الوكيل ....
كان باستطاعت الرجل ان يتزعم حركة سياسية ترفض الانقلاب وحكم العسكر وتطيح بمجده ومجد حركته السياسية وحزبه من الفضاء السياسى برمته.....
الرجل لم يفعل ... الرجل نام فى بيته بعد الثورة ... الرجل طلب من اولاده الوفدين السكوت والصمت او التعاون مع حكام البلاد حفاظا على مصر التى حكمها واحبها وترعرع فيها .... الوفد والنحاس لم يضبطا احد منهم متلبس بتهمة العمالة او الخيانة او التخابر او تنظيم القمصن الزرقاء لاحراق المبانى وقطع الطرق ... النحاس صمت وسجن حتى مات .... حبا فى مصر
... فى المقابل ... قامت ثورة 25يناير 2011 والشارع المصرى فى اغلبه يعتقد ان الاخوان ظلموا وانهم لديهم استحقاق سياسى منذ ثمانون عاما ..
الشارع اندفع نحو تايد الاخوان بقوة بفعل عوامل متعددة النتيجة الاخوان حكموا اغلبية البرلمان والشورى والرئاسة ...
الاخوان حاولو ان يتمكنو من مفاصل الدولة ويكونو دولة داخل الدولة ....
الاخوان اغضبو كل الشارع المصرى ...فهب الشارع ضد الاخوان وضد الرئيس وتم خلعه ...
الاخوان تحرق وتقتل وتقطع الطريق وتتخابر وتدمر مصر من اجل الحكم حتى ولو تحولت مصر الى قاعدة للارهاب والعنف والطائفية .... ترى لو مات مرسى او بديع او الشاطر او عزت ...
كم فرد من الشارع سوف يخرج فى جنازتهم ..... من اجل ان تعرف انظر الى هتاف الناس فى جنازات ضحايا اجرام الاخوان وانت تعرف الفرق بين وطنية زعيم مثل النحاس وعميل مثل مرسى والشاطر وبديع ....
النحاس مات ولكنه حى فى قلوب مصر ... والاخوان تحيا ولكن مصر تلعنهم صباح مساء ...
الفرق بين ان تموت لمصر وان تحرق مصر .....كبير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب