الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى متى يبقى بعير النفاق ..على التل !!

عدنان سلمان النصيري

2014 / 2 / 17
كتابات ساخرة


مجتمعنا الشرقي باغلبية حواضره ، لايزال يشكوا الحنين ،والتواصل الباطني الى بدويته وصحرائه، ويعيش ازدواجيته الثقافيه والاخلاقيه وسلوكيته بالانويه، وحب الظهور والتفاخر فيما بينه، ومع الاخرين ، وبكل السبل والوسائل ،وبكل الاتجاهات ،وفي مختلف الحقول والمواقع .
واصبح اكثر الناس لا يمتلك زمام حريته بتكويين وبناء طبيعة شخصيته المستقله نحو الاعتدال والشفافيه، بسبب ذريعة التحصين ودفع اتهام عقوق الامجاد او الانحراف ، فصاروا يتبجحون بالتفاخر والتقليد الاعمى بالاقتباس غير الواعي ، وكما تفعل القرود بينها ، او تتلقن الببغاوات دون ادراك لما تقول.
وصار التصيد بالمياه العكره مهنه سهله ورائجه للحصول على مبتغاهم ،بعيدا من صفاء ونقاء الطبيعه الحقيقيه، والاخلاق وكل مثــــل الفرسان، ، وهم يتخبطون بالتناقض بين ذكوريه المجتمع وتبريم الشوارب واباء الرجوله،و اضمار عنصر الخنوع المذل في بناء العلاقات المشبوهه مع كل المجموعه القيميه بالمجتمع ،كما لوكان الحال باستدراج الانوثه وقضاء النزوه ،بابداء الاعجاب والمداهنه والولاء المزيف .
و صاروا في تمرسهم بخطف الود ،وسرعة قطع المراحل، والتشطر لطموحهم النرجسي بالتزلف والصعود ،و يدعون بكرمهم الحاتمي ،بذبح قطيع من الخيول ،دون التفريط بدجاجه واحده ، او يتظاهرون ببطولة (شيبوب اخو عنتر) بقتل سبعة فرسان بضربة سيف واحده ! .
وكما صار البعض الاخر كالمرتزقه الاذلاء حول اصحاب الشهره او العناويين البراقه الذين يروجون ماهب ودب وما انزل الله به من سلطان .. ليجدواانفسهم مهووسين كسكارى وما هم بسكارى وسط الطوابير .. وكل شيئ صار يطرى عليهم بالخطاب ،و مهما كان غريبا او غير مفهوما ، يلاقى منهم بالتصفيق وبهتاف الحناجرالصادحه .. او حتى اذا ما تنحنح القائل اوصاحب الخطاب، او اخرج صوتا غريبا، والعياذ بالله ،من فوق او اسفل ، تراهم يصفقون و يهتفون له: رحمك الله ، :وصح لسانك .. أعـــــــــد ، أعــــــد.
وقد يبلغ الامر بالبعض الاخر من المتخرصين والمتسكعين في طريق طلب الشهره والالمعيه و حضوة الجلوس بصدر مجتمع المضيف او الديوانيه ، بعيدا عن اماكن خلع الاحذيه ، بعدم الابتئاس والترفع من ابداء الخنوع ، و تلبس الوسائل المذله ، ارضاءا لعقدة الضعف وهزال الشخصيه ، وحتى لو وصل الامر بهم بتقديم افضل الخدمات ارضاءا لسيد مصالحهم ، بارتداء النقاب ،وترقيق الاصوات ،وهز الارداف والبطون، كالحريم، من اجل اشباع رغبة مصالحهم، او الحصول على الاعجاب المزيف .. ولم يكن الامر بالوصف المبالغ ، بل واقعا حقيقيا ، مكتشفا من خلال الحقبات الطويله، في طريق تجارب السياسه والمجتمع، وعدد من المواقع الاجتماعيه ومنها القبليه والعشائريه ، وطيلة السنوات التي سبقت تعميم تجربة الفيس بوك .. ويبقى السوال : اين مثل كل هؤلاء الان ،وفي المستقبل ؟؟
المصيبه في تفنيد اسباب سقوط الانسان في دوره الريادي بكل مسؤوليات مجالات الحياة ، ياتي غالبا بسبب دعم وتشجيع هؤلاء المنافقون،من الحثلكيه ،والملاقون ، والمنتفعون، والذين في نفوسهم ذله ومرض .. وهم يسعون بنفخ ضحيتهم مثل الضفدع ،او نفش ريشه مثل الطاووس .. واسقاطه في وهم عبقريته، الى الكدر الاسفل من الخيبه والخسران .وسيبقى الامر كذلك، مادام بعير النفاق عصيا بوقوفه على التل، يابى النزول الى الوادي الاخضر، والنهر الجاري بالشفافيه والتجدد والامل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-