الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعتقال ذات

واثق الجلبي

2014 / 2 / 17
الادب والفن


اعتقال ذات
في عملية البوح الذاتي الخاص ينطلق الإنسان بسرد ذكريات ربما لا تنتمي اليه فتشكيلها الذي يمر على الشخص يمر على بقية من ذوات يتواجدون على مساحة من حياته المعاشة او المقروءة الو المسموعة فلهذا تراه منغمسا بالشطب والتحليل والاضافة والبناء لما هو قادم بسلسلة دقيقة جدا وربما هذا يعطيه الحق في بعض الحالات بأن يسمح وبكيفية معينة للولوج في عالم شخصية غير شخصيته فيطلق عندها بالازدواجية وهي عموما في جميع البشر وليست حكرا على شعب بذاته .. القلق المتحصل من السيولة الذاتية بواقع الأنسنة يعتر رافدا مهما في عملية البناء المعرفي المتأصل لدى الانسان على الرغم من مخاوفه من المستقبل القريب او البعيد .. هنالك شعوب تخاف من الضحك رغم انها تعيشه يوميا ويتعوذون بالله من الشيطان الرجيم على اطلاقهم لتلك الضحكات وهذا ما يحصل هنا في العراق فهو شعب محب للحياة طامح لها يضحك من موقف يصوغه ذاتيا ليتفجر الحزن القديم المحتبس في الداخل ولكن وبالرغم من ذلك ترى العراقي يخاف من الضحك.. دواعي السيولة الذاتية كثيرة وعلى رأسها الحزن والقلق المستمر والقاضي بالشجن الدائم عبر محطات الحياة القلقة التي يعيشها وفق منطلقات ربما توصف بأنها غير مدروسة لكنها درست وبعناية من قبل الذات السيالة الدافعة نحو شتى الطرقات . من منا اعتقل ذاته ؟ أو فلنعكس السؤال : من منا اعتقلته ذاته ؟ في هذا المتشابكة الذاتية التي تتخطى حدود التفكير الآني يتوجب علينا ان نعي ما هي منظومة الذات بوصفها مسار حياة ممنهجة أو غير ممنهجة .. كيف نعتقل الذات ؟ وبأي كيفية ؟ ثم هل من الممكن هذا النوع من الاعتقالات ؟ لا شيء مستحيل في هذه الحياة ما دام الامر يتعلق بالانسان فهو المتمكن والمعبأ بالقدرة على التغيير والابداع والانجاز تحت ظروف غير محتملة والتجارب الحياتية تؤكد الى ما نذهب اليه.. فلضرورة الأمر ولزوميته كان من الواقعية بمكان ان نعتقل الذات بين الحين والآخر لنتعرف على المزيد من التراث التاريخي وغيره المزروع أصلا فينا . ولكن ان تعتقلنا الذات وهذا من الامور اليومية غير المدركة للأغلب منا فهذا أمر خطير وجدير بالدراسة والبحث عن مخرج ناعم من هذا الاعتقال.


[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف