الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضوء اخضر اميركي لفتح جبهة جنوب سورية

خليل خوري

2014 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية



احدث التحليلات والتوقعات التي توصلت اليها طائفة كبيرة من المحللين والمراقبين لمجريات الصراع الدائر على الساحة السورية بين التنظيمات الاسلامية المسلحة ، وبين الجيش العربي السوري منذ اكثر من ثلاث سنوات دون ان تحسم لصالح " المجاهدين في سبيل اعلاء راية الاسلام على الساحة السورية" كما هو مقرر في الاجندة الاميركية وصولا الى تفكيك سورية الى امارات ظلامية ، احدث استنتاجات هؤلاء المحللين تشير الى ان الادارة الاميركية تتخبط في سياستها تجاه الساحة السورية ،بل يذهبون الى ابعد من ذلك الى حد الزعم ان الولايات المتحدة الاميركية اصبحت تسلم بالامر الواقع مؤكدة بان الوضع في سورية يشكل كارثة لان سياستها في هذا البلد لا تحقق نجاحا ، وبمعنى ادق الادارة الاميركية فقدت بوصلتها ولم تعد قادرة الى اتخاذ قرارات صائبة تجاه تقديم الدعم للجماعات الاسلامية المسلحة فتارة نجدها متحمسة لتقديم الدعم المالي والعسكري عبر ادواتها في الدول المجاورة ل لهذه الجماعات بدون تمييز بين المتشددين والمعتدلين من الجماعات المسلحة، وكأن ثمة فرق بين في التوجهات والشعارات الاسلامية التي يتبناها الجيش السوري الحر وبين فروع وامتدادات تنظيم القاعدة المتمثلة في جبهة النصرة وداعش، وتارة نراها تضع التنظيمات القاعدية على قائمة الارهاب الدولي ، وتكتفي بالتالي في تقديم الدعم للجيش السوري الحر تحسبا لامكانية نقل الجماعات المتشددة معركتها الى الساحة الاميركية والاروبية بعد ان تنجز مهمتها الجهادية في سوريا ،خاصة وان عددا كبيرا من المجاهدين الذين ما زالوا احياء ولم يستشهدوا بعد من اجل الاستمتاع بالحور العين التي تغص بهن جنات النعيم ، يحملون جنسيات اميركية واروبية ولا يرون فرقا بين الجهاد على الساحة السورية ضد العلويين النصيريين، وبين الجهاد في اروبا واميركا ضد اتباع الصليب: فكلاهما كفار ولا سبيل لتخليهم عن الكفر واعتناق دين الحق الذي هو الاسلام الا بحذو حذو السلف الصالح بغزو بلدانهم واخضاعها للحكم الاسلامي واجبار سكانها اما على اعتناق الدين الاسلامي او دفع الجزية لبيت مال المسلمين وهم صاغرين . فهل اجندة اميركا للساحة السورية وتطبيق بنودها على الارض الواقع تثبت ان الادارة الاميركية كما يزعم هؤلاء المحللون بان الادارة الاميركية تتخبط ولم تعد تبعا لذلك تمتلك رؤية واضحة تمكنها من وضع خطط ناجعة تكفل الاطاحة بنظام بشار الاسد والحاق الهزيمة بالجيش النظامي السوري . لكن مما نراه ونلمسه على ارض الواقع ان الادارة الاميركية منذ ان بدات تدس انفها وتدخلها السافر على الساحة السورية ، سواء بتوجيه اوباما الدعوة المرة تلوالمرة الى بشار الاسد بالتخلي عن السلطة، وكأن الاخير مجرد موظف او عميل للسي اي ايه عليه ان ينصاع لاوامر البيت الابيض بمجرد ان يصدر سيد البيت فرمانا بتخلية عن سدة الحكم ، او تدخلها الفظ في بداية اندلاع الثورة العرعورية عبر السفير الاميركي روبرت فورد الذي لم يكن يخفي اتصالاته ببعض رموز المعارضة السورية ، ولا يكف ايضا عن تحريضها ضد النظام ، وخلافا للاعراف والتقاليد الدبلوماسية تصل به الوقاحة الى حد المشاركة في المظاهرات التي كانت تنظمها المعارضة الاسلامية انطلاقا من المساجد السورية ، كل هذه المواقف والممارسات من جانب الادارة الاميركية تثبت انها لم تكن تتخبط في سياستها ازاء ما فجرته من فوضى خلاقة على الساحة السورية ، بل لديها خطط جاهزة للاطاحة بالنظام السوري وتدمير الجيش السوري ، وتحويل سورية الى دولة فاشلة بعد تدمير مرافقها الاقتصادية والخدمية والعسكرية ، ومن يقول غير ذلك لا يستطيع ان ينكر ان الادارة الاميركية قد حققت جزءا من مخططها الموجه للساحة السورية ، سواء عبر استنزاف الجيش السوري في معارك الكر والفر التي تدور بينة وبين المجاهدين المرتزقة ، او في بسط هذه الجماعات الجهادية على مناطق شاسعة من سورية . كما انه من المستبعد ايضا ان تشكل الجماعات الارهابية قلقا حقيقيا او مصدر ازعاج لها كما يتوقع هؤلاء المحللون لدى عودة الالاف منهم الى الدول التي انطلقوا منها لغزو سورية لاستكمال غزواتهم في دول الغرب واميركا، حتى لو توعدوا كما نسمعهم يرددون على مواقعهم الالكترونية باطلاق غزواتهم الجهادية مستقبلا ضد الصليبين، لان الادارة الاميركية تستطيع في أي وقت ان تلجم هذه الجماعات وتحد من نشاطها الارهابي وتضع نهاية لاحلامهم الجهادية ، اذا ما اطلقت الضوء الاخضر لمشغّليهم في مشيخات النفط والغاز بالكف عن تقديم الدعم المالي والعسكري لهم ، لان غالبية المقاتلين ضمن اطار هذه العصابات الارهابية ليسو من المجاهدين في سبيل الله كم يدعون ، وانما مرتزقة و عاطلين عن العمل التحقوا بهذه العصابا ت بغرض الحصول على المال ، وما ان تجف سيل المال حتى يعودوا الى بلدانهم ، كذلك لا احسب سوريا واحدا ، اللهم الا المغسولة ادمغتهم بالفكر الوهابي، كان سينضم الى هذه الجماعات لو كان يشغل وظيفة او كان لديه مصدر رزق ثابت ؟ وهل يمكن لهذه الجماعات الاسلامية المتطرفة ان تشكل خطرا على الامن القومي الاميركي والاوروبي، كما نسمع بعض المسئولين الاميركان يروجون لهذه القضية عبر وسائل الاعلام المختلفة ، ذرا للرماد في العيون وللتغطية على دورهم في دعم جماعات مسلحة اثبتت ممارساتهم على الساحة السورية وشعارتهم انها جماعات لا تؤمن بالديمقراطية وترفض كافة اشكال الحداثة ، امام الراي العام الاوروبي الذي فتح عينية ولو متاخرا على الثورة السورية المزعومة واصبح يعي ان هؤلاء الثوار المزعومين هم مجرد عصابات من المرتزقة والمتعصبين دينيا ومن المجرمين ، وان الدعم الذي تقدمها دولهم لهذه العصابات لا يستهدف اقامة نظام ديمقراطي في سورية بل يستهدف تدميرها ، هل يمكن ان تشكل هذه العصابات خطرا على مشغليهم سواء كانوا اميركان او اوروبيين وحكام مشيخات نفط ، بعد ان اتبعت الادارة الاميركية في ادارتها لهذه الحرب الملعونة سياسة فخار يكسر بعضه وحيث يمكن للجيش العربي السوري الذي يمتلك خبرات قتالية والة حربية وقوة نيران ان يبيد الالاف منهم ، وبالتالي الحد من خطرهم على الامن القومي للدول التي تقدم الدعم لهم ، وفي نفس الوقت ابادة الالاف من الجنود السوريين !!. ولهذا اذا ما بدا في الافق ان مشروع الادارة الاميركية اخذ" يتعثر " الى حد حدوث خلل في التوازن العسكري لصالح الجيش العربي السوري ، فان الادارة الاميركية ، حتى في ظل تقدم الجيش السوري، وفي ظل تقلص المساحات التي يسيطر عليها مرتزقتها من العصابات الارهابية ، لا زات تملك اوراقا ضاغطة لتحقيق مزيد من الانجازات العسكرية لصالح مرتزقتها وبالتالي الحد من تقدم الجيش السوري وخاصة في منطقة القلمون ، حيث باتت القوات السورية المتقدمة والاقوى من حيث التجهيزات العسكرية من العصابات المسلحة المرابطة في بيوت سكان يبرود وكهوفها ، قادرة على احتلال هذه المدينة وبسط سيطرتها عليها وتطهيرها من هذه العصابات خلال الايام القادمة . ولعل اخر وما تملكه الادارة الاميركية من اوراق للحد من تقدم الجيش السوري ، وبالتالي لانقاذ مرتزقتها من العصابات المسلحة : هو فتح جنوب الجبهة الجنوبية السورية ،وحيث تشير وسائل الاعلام الغربية والاسرائيلية ان ثمة تحشدات للالاف مما يسمى بالجيش السوري الحر الذين تم تدريبهم تحت اشراف ضباط اميركيين في الاردن ، تحضيرا لهجوم سينفذه الجيش الحر انطلاقا من الاراضي الاردنية ، تحت غطاء انساني هو اعادة اكثر من نصف مليون لاجىءسوري من المقيمين في مخيمات الزعتري الى مناطق امنة في سورية ، ولاقامة حكومة مؤقتة اومجلس حكم انتقالي في المناطق المحررة . وهواحتمال وارد بعد ان صرح الرئيس الاميركي بانه لم يقف مكتوف اليدين امام تقدم الجيش السوري وبانه لن يتاخر في تقديم كافة اشكال الدعم للتنظيمات المسلحة المعتدلة. والسؤال هنا : هل ستتخذ الحكومة الاردنية موقفا معارضا لهذا الهجوم انطلاقا من مصالحها الوطنية والقومية ، ام انها ستتناغم مع الاجندة الاميركية فتسمح بفتح جبهة ضد سورية ، حتى لا تثير غضب الماما اميركا الى حد ان تكشرالاخيرة عن انيابها كما كشرت عنها في حرب الخليج الاولى حين رفض الاردن الانضمام الى معركة اميركا ضد العراق انطلاقا من حفر الباطن وكان الرد الاميركي على الموقف الرسمي الاردني انها اتخذت قرار بحجب المساعدات عن الاردن ؟ كما قلنا اميركا لن تتخلى عن الخيار العسكري لتمرير مشروعها الرامي للاطاحة بالنظام السوري ولاقامة نظام موال لها، لانها لا تنفق سنتا واحدا من الخزينة الاميركية كما لا تنزف قطرة دم واحدة من دماء جنودها من اجل تمرير مشروعها ، بل يتحمل عبئه المالي حكام مشيخات النفط والغاز مثلما تحملوا العبء المالي لحرب حفر الباطن فيما يهدر هؤلاء المجاهدين المعتوهين دماءهم ، ولا يبقى لافشال الغزوة الاميركية لسورية انطلاقا من جنوب سورية سوى ان يلتحم الجيش الاردني مع الجيش العربي السوري من اجل توجيه ضربة قاصمة لهذه العصابات الارهابية التكفيرية التي لم تعد تشكل خطرا على الامن الوطنى لسورية والعراق ولبنان بل تشكل خطرا على الاردن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل