الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المفصول السياسي .. معاملة سيئة للغاية

طه رشيد

2014 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


نقطة ضوء
المفصول السياسي .. معاملة سيئة للغاية

كانت فرحة المنفيين ـ المغتربين العراقيين كبيرة حين شرع قانون ينظم عودة المفصولين السياسيين الى دوائرهم ووضائفهم واعمالهم التي تركوها مجبرين في حقبة النظام الفاشي البائد في العراق . وجاء في باب الاسباب الموجبة لاصدار "قانون الفصل السياسي" هو رفع الحيف عن شريحة واسعة من العراقيين الذين عانوا من العسف والاضطهاد ايام النظام السلبق. وجاءت مادة اخرى صريحة في القانون تلغي كافة القوانين التي تتعارض مع قانون الفصل السياسي. وهو الذي دفع العديد من العراقيين المنتشرين في ارجاء العالم للعودة لوظائفهم.
وقد سهلت السلطات في باديء الامر هذه العودة وعوضت قسما منهم مبالغ كبيرة كما فعلت وزارة التربية .وهذا لا يعفي ان هناك عناصرا، سواء في الداخل والخارج، كانت مهادنة للنظام السابق وتركت وظائفها لاسباب ليس لها علاقة بالاختلاف مع النظام، ثم عادت باسم قانون الفصل السياسي ، مما اجبر المسؤولين على تنفيذ هذا القانون مؤخرا، التشديد في تنفيذه من خلال التمحيص والتدقيق، وانتقلت صلاحية اعطاء الحق بالعودة للوظيفة من الوزارة المعنية الى لجنة تحقق خاصة مرتبطة بالامانة العامة لمجلس الوزراء. لحد الان الامر مقبولا، الا ان ما يثير استغرابنا هو ما تقوم به دوائر الهجرة والمهجرين، مؤخرا، بحساب مدة الفصل السياسي اعتبارا من حصول المعني على اللجوء السياسي، اما الفترة التي تسبق ذلك التاريخ فتحذف من عمر المغترب المنفي المسكين . والحكومة ممثلة بشخص رئيس الوزراء وبقية المسؤولين يعرفون جيدا ان هناك عددا كبيرا من العراقيين هربوا من جحيم صدام حسين باتجاه سوريا والجزائر وليبيا واليمن وعملوا بنشاط وهمة في صفوف المعارضة آنذاك، جنبا الى جنب العديد من المسؤولين في السلطة الجديدة. وهناك مجاميع اخرى التحقت منذ نهاية السبعينيات بفصائل المقاومة المسلحة في كردستان، ولم يلتحقوا بالدول الاوروبية الا بعد ان ضاق بهم الخناق مع مطلع التسعينيات. فهل نكافؤهم بهذه الطريقة؟ ام اننا لا نريد عودتهم ؟، واذكّر السادة المسؤولين بان معاملتهم تتم بطريقة سيئة للغاية من مختلف الدوائر وكانها عملية مقصودة مما حدى بالكثير من المغتربين العودة مجددا لبلدان الغربة، لنخسر طاقات سخية ذات خبرات كبيرة كان يمكن ان تساهم ببناء العراق خاصة ان اغلبيتهم قد تجاوزوا وتخطوا العصبية القبلية والطائفية، ولا يهمهم سوى حب العراق، بحكم عيشهم الطويل ببلدان الحرية . اما السؤال الاخير الذي لا بد من طرحه وهو لماذا يتم الكيل بمكيالين بالنسبة للعائدين من ايران الذين يلاقون حسن استقبال دون طلب شرط اللجوء السياسي؟
المفصولون السياسيون، ياسادة يا كرام، ليسوا شحاذين، وعدد كبير منهم تركوا بلدانا آمنة وعوائل جميلة وبيوتا عامرة ومرتبات كبيرة من اجل المساهمة ببناء العراق، والا كيف تفسرون ان يترك احدنا مرتبا يصل الى سبعة الاف يورو ليقبل بخمسائة يورو شهريا ؟ اليس هو جنون حب العراق؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المجر بقيادة أوربان تتسلم الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي..


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية.. التجمع الوطني: الإغواء الأخي




.. انتخابات فرنسا.. ماذا سيحدث إذا لم يحصل أحد على أغلبية مطلقة


.. مستقبل غزة في -جيوب إنسانية- .. ملامح -اليوم التالي- تتكشف




.. إسرائيل تعتزم بدء المرحلة الثالثة من الحرب على غزة خلال أيام