الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوراق من زمن الحب 9

حنان فوزي المسعودي

2014 / 2 / 18
الادب والفن


أوراق من زمن الحب 9

المحبة هي الحرية الوحيدة في هذا العالم لأنها ترفع النفسالى مقام سام لاتبلغه شرائع البشر وتقاليدهم ولاتسود عليه نواميس الطبيعة واحكامها (جبران)ومتى ندرك هذا الاحساس..يدغدغ ارواحنا بخدر صامت..هل نحتاج سنوات من التواصل لكي نشعر به.....ايام....او ربما ساعات؟اقول...احيانا بضع ثواني تكون كافية لأدراك الحب...وقد تستغربون رأيي هذا ولكني ولطالما امنت بأن الحب يأتي من اللمسة الاولى...النظرة الاولى...الكلمة الاولى..او حتى الحرف الاول...فإن لم يأت في هذا الوقت فليس هناك داع لأن نتعب انفسنا في البحث عنه.ويبدو ان ناديا تؤمن بمثل افكاري..لقد احبت وبكل صدق ماهر..منذ ان ادركت وجوده في هذا الكون...كان املا ضالا شعرت بأنها انتظرته طيلة حياتها...وهاهو يتجسد امامها كلحم ودم..قلب وإحساس.قد يعتقد البعض بحماقة ناديا ...فكيف تهب كل هذه المشاعر لشخص لم تلتقيه سوى مرة واحده...وربما ستصدم قريبا حينلاتلاقي صدى مماثل في نفس من احبت...ولكني اقول ان هذا تفكير سطحي للذين يؤمنون بأن الحب غرض وشعور مادي يترجمه الجسد....ولكن عازفتنا احبت فتاها..للحب فقط...دون ان تطالبه بشعور مقابل...او تبحث يائسة عن نهاية...فلو كان للحب نهاية......لم تكن له بداية اصلا.قلب الرجل يختلف كليا عن قلب المرأة....فقد شعر ماهر حين رأها لأول مرة ...بأنها جزء منه تاه منذ زمن وهاهو يلتقيه مجددا.احس بمسؤولية غريبة عنها...اصبح وبدون وعي منه يبحث عن سعادتها كأنها سعادته...ويرى في انفاسها امتدادا لحياته.ولكنه وكرجل واقعي استسخف افكاره تلك فهل من المعقول ان تتذكره ناديا...؟ هذه التي اصبحت كل ماضيه وكأنه لم يعش قبل ان يراها..وكيف تتذكره ...من لقاء واحد ...وبضع كلمات عابرة......تاه كل منهما في حيرة الآخر...متساءلا ...مستفهما ...وغارقا في لجج الافكار.ذات يوم ...كانماهر جالسا في الحديقة العامة يطالع كتابا ...تناهت الى سمعه انغام بعيدة...عرف من دقات قلبه..مصدرها وصاحبتها....تبع الانغام مغمض العينين...ذاكي الفؤاد...حتى وصل الى مكان تحلق حوله عددا من الحضور...كانت هذه هي....ناديا...تعزف بعض الحانها...ليس لأبهاج المستمعين بل لكي تترجم حبها ..الذي وقفت امامه عاجزة الحروف.انهت عزفها...دون ان تنتبه الى وجوده...وبينما هي تهم بالرحيل...حانت منها التفاتة مفاجئة صوبه ولكأنما ناداها قلبه بإسمها...رأته ...ابتسمت...وتقدمت نحوه بألفة غريبة قد يندر وجودها بين افراد من دم واحد.قالت...مساء الخير.اجابها ببرود اسعد قلبها...مساء النور..هل اعرفك..؟فرحت ناديا بجوابه هذا...فلو عاملها بطريقة اعتيادية ورد سلامها...لكان حبها من طرف واحد فقط....ولكن بروده في الرد عليها...اثبت حبا عميقا يخفيه غرور الرجل الشرقيالمعهود.وبعد بضع كلمات ليست ذات معنى...ابتسمت عيناها...قبل شفتاها... ورانت في عينيه نظرة اختصرت الاف الكلمات...وهل كانت الكلمات تكفي لكي تصف مابين هذين الشابين...اعتقد لا....وضعا يدا بيد....ودلفا نحو الغروب....دون ان يسمع لهما صوت...متعانقين...متفاهمين.....كعاشقين منذ الأزل......يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جولة في عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2024 | يوروماكس


.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم




.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب


.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي




.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت