الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل اعتزال الصدر خطوة جادة ام مناورة سياسية...؟

عبد الرضا المادح
قاص وكاتب - ماجستير تكنلوجيا المكائن

2014 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


اعلن السيد مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي وحل التيار الصدري ( كتيار سياسي ) والاعلان بأنه لايوجد ولايحق لاحد من نواب كتلته والوزراء الصدريين واعضاء مجالس المحافظات تمثيله بعد الان ، كما امر بأغلاق مكاتب التيار وما يتبعه من هيئات سياسية وابقى على بعضها ذات الطابع الديني والاعلامي والخدمي .
وقد جاء في وسائل الاعلام بأنه اتخذ هذه الخطوة لانه غاضب من عدم اطاعة اتباعه له وخروجهم عن نهج آل الصدر وان تصرفات بعضهم اساءت لسمعتهم ، وهوبهذه الخطوة يريد وضع حد لذلك وللحفاظ على سمعة آل الصدر .
في عالم السياسة هناك امور معلنه وامور مخفية تطبخ خلف الكواليس ، وكمواطن عراقي يحق لي ان اضع تساؤلات امام اي خطوة سياسية كي احاول ان اصل الى استنتاجات مقنعة وواقعية ، بعيدا عن الاساءة والتشهير خدمة لشعبنا العراقي ، الذي يعاني من عملية سياسية طائفية مشوهه ومن نتائجها المدمرة .
ـ السؤال الاول الذي اطرحه : لماذا اتخذ السيد مقتدى الصدر هذا القرار الان مترافقاً مع الهبة الشعبية لرفض ماجاء في قانون التقاعد الذي اقره البرلمان من امتيازات مخزية للبرلمانيين والرئاسات الثلاث والوزراء ، وكذلك ماسمي بقانون الخدمة الجهادية والذي اعتبرها الشعب محاولة لتقنين الفساد وسرقة امواله ؟
ان خطوة السيد الصدر هي محاولة لامتصاص النقمة ولابعاد الانظار عن حقيقة ان التيار الصدري بممثليه في البرلمان والوزارة وغيرهما مساهمون بالفساد المستشري ومحاولة تقنينه ، كما انها تحاول اشغال الناس وخاصة اتباعه عن المطالبة بتغيير قانون التقاعد ، وبدلا عن ذلك الانشغال بموضوعة انسحاب السيد الصدر عن الحياة السياسية . كان بأمكان السيد الصدر معاقبة وزراءه ونوابه بتنحيتهم من مناصبهم فيثبت جديته اما الشعب ويردع من لايحترم توجيهاته من اتباعه ولكنه لم يفعل ذلك ؟!
ـ السؤال الثاني : لماذا جاءت هذه الخطوة قبل مدة وجيزة من انتخابات مجلس النواب ؟
اعتقد ان الخطوة مدروسة لاثارة زوبعة اعلامية ولتوجيه الانظار للتيار الصدري واظهاره بأنه بريء مما يحدث في الساحة السياسية ، بل انه ضحية بسبب المسيئين والخارجين عن طاعة السيد مقتدى ، وبذلك يرتفع رصيده الجماهيري والانتخابي .
ـ السؤال الثالث : هل خطوة السيد مقتدى جادة ونهائية ؟
التجربة مع السيد مقتدى تقول عكس ذلك ، فهو اعلن اعتزاله العمل السياسي سابقا على اثر غضبه من اتباعه لعدم طاعته ، ولكنه عاد بعد مدة وجيزة للعمل السياسي ! واعتقد انه سيعود للعمل السياسي في هذه المرة ايضا ً ، تحت ضغط ( مدروس مسبقا ) من قبل اتباعه في التيار ، وكذلك من قبل احزاب التحالف الشيعي الطائفي حفاظا على ( حكومة آل البيت ) والاهم هو موقف طهران من ذلك ، اذا لمن تكن المسألة مفبركة بالاتفاق مسبقا ً معها !
كما سارع العديد من السياسيين العراقيين من كتل سياسية مختلفة ، لمناشدة السيد مقتدى الصدر بالعدول عن قراره هذا ! والاخبار تشير الى ان نواب الكتلة الصدرية الذين اعلنوا استقالتهم من مجلس النواب امام الاعلام وبضجة كبيرة ، لم يقدموا رسميا ً استقالاتهم الى رئاسة المجلس ، وكذلك وزرائهم لم يحركوا ساكنا ً ، بل وردتهم توجيهات بأيقاف الاستقالات اعلاميا ً وتحريريا ً! مما يرجح أن الامر كله زوبعه في فنجان !
كما يذكرنا موقف السيد الصدر بقرار الرئيس جمال عبد الناصر بالاستقالة من منصبه بعد هزيمة حزيران عام 1967 ثم خرجت الجماهير ( ربما كانت مدبرة مسبقا من استخباراته وحزبه ) للمطالبة بعودته الى منصبه وهكذا عاد منتصرا الى كرسيه ، بعد هزيمته العسكرية امام اسرائيل ؟!
أن السيد مقتدى الصدر له مواقف وطنية عديدة ، ولكن انسحابه من العمل السياسي لايعفيه امام الشعب والتاريخ من مسؤوليته في تشكيل التيار وقيادته واخطاءه !
ان المطلوب هو تطهير التيار من الفاسدين والجهلة كما يسميهم هو ، وطرد ومحاسبة كل من يحمل السلاح بأسم التيار وجعل قراره وطنيا ً مستقلا ً، والاستفادة من مشورة التكنوقراط والسياسيين الوطنيين في وضع برنامج يطور التيار ، وهكذا يحافظ على سمعة آل الصدر ويقدم خدمة حقيقية للشعب العراقي .


18 - 02 - 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا