الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النفعية في مناشدة الصدر عدم الاعتزال.

مالوم ابو رغيف

2014 / 2 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ليس للسيد مقتدى الصدر (كشخص) اهمية سياسية ولا اهمية دينية حتى ان هو ترك السياسة او اعلن اعتزالها تداعى له كبار السياسيين والكتاب والصحفيون بالنشيج وذرف الدموع والتوسل اليه ومناشدته بحرارة قلوب الثكالى بالبقاء.
مقتدى الصدر ولا احد ينكر هذا، له ثقل احتجاجي شعبي، فهو يمثل قيمة مرجعية اسسها والده اتبعت نهج الاختلاط بـ والاقتراب من جمهور بسطاء الشيعة ولم تعزل نفسها استعلاء او تكبرا كما تنتهج ذلك المرجعية النجفية باقطابها الاربعة.
متوسلوا ومناشدوا الصدر بالبقاء، وهم شرائح متنوعة من اليساريين واليمينيين والعشائريين والسنة والشيعة يهمهم ثقل التيار الصدري العددي الاحتجاجي وليس مواقفه السياسية، ان موقفهم ليس الا حالة وقتية، فهم يحتاجونه كاحتياج المزكوم للمنديل.
انهم على اطلاع ودراية بجهل مقتدى الصدر في شؤون السياسة وكذلك على خشية منه لجموحه ولنزواته غير المتوقعة. ولقد كانوا من عداد خصومة ايام استعراضات جيش المهدي العسكرية، وكانو ممن أيد المالكي وناصره في الجهد المكرس لانهاء التيار الصدري كمليشيا بما عرف بـ صولة الفرسان على البصرة.
والمالكي لم يكن يود ان ينهي الصدريين كوجود، فهم جزء مهم من التحالف الشيعي ايضا!!
واليوم ورغم حقيقة اختفاء جيش المهدي من على الساحة، الا ان توجسا ما زال يخالط قلوب البعض من احتمال عودته، وعندما تذكر المليشيات اليوم ويقصد بها عصائب اهل الحق وجيش المختار، فانها تستبطن تلميحا يشير الى مليشيا جيش المهدي وفرق الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الصدرية.
انها حالة شرطية، فما يُذكر الصدريون حتى تُستحضر مليشيا جيش المهدي ذهنيا.
ان نفس المطالبين اليوم ببقاء الصدر في معمعة السياسة كانوا في الامس من اشد الناقمين عليه وعلى المليشيات المرتبطة به والرافعين شعار رحيله عن الشمهد السياسي برمته. هؤلاء ايضا لا يختلفون عن الصدريين، تحركهم المصالح الشخصية والحزبية وليس احتياجات المرحلة ومتطلباتها.
لا يرتبط التيار الصدري بصداقات متينة مع الاحزاب والكتل السياسية العراقية الاخرى، وتتسم علاقاته بالتجافي والتخاصم داخل التحالف الشيعي الذي هو، اي التيار ودولة القانون يشكلان احد مكوناته الاساسية. وتحوم حول التيار اتهامات بالسعي لاحداث شروخ في الصف الشيعي كطائفة وكتوجه سياسي مستذكرين مواقف مقتدى الصدر بالتنسيق مع الضاري ومع الفرق السنية التي وصفت فيما بعد بالارهابية في معارك الفلوجة والنجف وغيرها.
ان حملات التسقيط التي يقودها التيار الصدري ضد حلفاءه في التحالف الوطني، وخاصة ضد دولة القانون، تطرح سؤالا لا يجد له اجابة في تناقضات سياسة التيار. فان كان الصدريين ناقمون على دولة القانون وينتقدون بلذاعة شديدة المالكي وحكومته وهم جزء مهم منها، فلماذا يصرون على البقاء ضمن التحالف الوطني الحاكم؟
ولماذا افشلو محاولة سحب الثقة التي كانت تهدف الاطاحة بالمالكي بعد ان غدا الامر بحكم المؤكد باتفاق القائمة العراقية والتحالف الكوردستاني؟
الصدريون، وكاي حزب او حركة سياسية او دينية يبحثون عن مصالحهم، لكن هذه المصالح مثلها مثل مصالح احزاب السنة، لا توجد خارج انتماءات المذهب وخيمة الطائفة.
لذلك فان التيار الصدري لا يجد منفعته الا داخل الاجماع الشيعي الديني، اي التحالف الوطني، وهذه مسألة لا تغيب عن ذهنية اعضاءه وكوادره مهما كانت درجة شدة خلافهم مع الاحزاب الشيعية الاخرى.
والامر لا يتعلق فقط بالرغبة او بالمصلحة،بقدر ما يجدون انفسهم مرغمين على الدخول في تحالف لا ينسجم مع رغباتهم.
فالامر يتعلق بجمهرة الناخبين، وحتى لو ان هذه الجمهرة تنتمي لمرجعية دينية منافسة ، الا انها لا تفهم السياسة الا من خلال الولاء التاريخي للطائفة.
انها لسذاجة سياسة وتفاؤل صبياني عند اولئك الذين يعتقدون ان بقاء الصدر في معمعة السياسة وعدم اعتزاله سيسهم في هزيمة المالكي الانتخابية والتي لا تعني شيئا اذا لم يتغير نهج العملية السياسية نفسها المبني على المحاصصة الطائفية وتغليب الدين على السياسة.
ان ما يحرك الاصوات المطالبة الصدر بالعدول عن قراره هو الغائية النفعية، وليس الاستراتيج الذي يهدف ان تكون العلمانية هي البديل. فحتى لو حالفهم واسعفهم الحظ وفشلت دولة القانون بالحصول على اغلب الاصوات، فلن يحظوا باطلالة وجه اخر من غير شباك التحالف الشيعي.
ولكي نذكر ان نفعت الذكرى، نقول ان الاصرار على تغيير الجعفري اتى بنوري المالكي فما المنفعة التي تحققت؟
اسقطوا المالكي سيأتيكم مالكي اخر وان كان اسمه مغايرا او مذهبه مغايرا.
المهمة هي القضاء على المحاصصة وعلى تغيير نهج العملية السياسية التي حولت العراق الى جثة تفترسها الاحزاب والتكتلات وتتعارك فيما بينها على اللقمة الاكبر.

















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كان
إياد أبو حسان ( 2014 / 2 / 18 - 20:55 )
كان ترفع اسمها وتنصب خبرها


2 - كان
مالوم ابو رغيف ( 2014 / 2 / 18 - 21:35 )
هذا صحيح لكن اذا دخلت عليها ان اوقفت عملها

اخر الافلام

.. 5.4 مليار دولار تكلفة السيطرة العسكرية الإسرائيلية على غزة


.. تصاعد الانقسامات السياسية.. حرب غزة لم تنجح في توحيد الصف ال




.. طفلان يختبئان داخل تنورة والدتهما من البرد في غزة


.. كتائب القسام تعلن أن مقاتليها قطعوا إمداد قوات الاحتلال شرق




.. الترجي التونسي يستضيف الأهلي المصري في ذهاب الدور النهائي|#ه