الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


همسات يمانية على هامش ذكر الدولة الاتحادية

جبران صالح علي حرمل

2014 / 2 / 18
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



أقلمه ولكن ..!!

جبران صالح على حرمل:
وأنا استطلع ما يبثه الإعلام المسموع منه والمقروء وما يجريه من أحاديث ومقابلات مع المختصين والمهتمين من كل الجنسين والأعمار ، فيما يخص شكل الدولة الاتحادية المقبلة في اليمن(الأقلمة) بتحويل اليمن من دولة بسيطة إلى دولة اتحادية تتكون من ستة أقاليم أربعة في الشمال واثنين في الجنوب أي تحويل اليمن من دوله بسيطة إلى دولة يمنية اتحادية ، وبعد جولة من المفاوضات والأخذ والعطاء وفي أطار مخرجات مؤتمر الحوار الوطني تم حسم الأمر بتاريخ 10 فبراير2014م حيث أعلن الرئيس عبد ربه منصور هادي الإقرار النهائي لأقاليم الدولة الاتحادية إلى ستة أقاليم اثنين في الجنوب ، والباقي في الشمال :
- الأقاليم الجنوبية وهي :
الأول ويتكون من المحافظات التالية : المهرة ، حضرموت ، شبوة ، سقطرة . واسمه اقليم حضرموت ، وعاصمته مدينة المكلا
الثاني ويتكون من المحافظات التالية : عدن ، أبين ، لحج ، الضالع واسمه اقليم عدن ، وعاصمته مدينة عدن .
- أما الأقاليم الشمالية وعددها أربعه وهي :
1- إقليم آزال : صعدة - عمران- صنعاء -ذمار
عاصمة الإقليم : صنعاء .
2- إقليم سبأ : الجوف – مأرب – البيضاء
عاصمة الإقليم : مدينة مأرب
3- إقليم الجند : :تعز- إب
عاصمة الإقليم :مدينة تعز
4- إقليم تهامة : الحديدة – ريمة – المحويت – حجة
عاصمة الإقليم :مدينة الحديدة
وتم الاتفاق على أن تكون كلا من :
1- أمانة العاصمة صنعاء: مدينة اتحادية غير خاضعة لسلطة أي إقليم ويتم وضع ترتيبات خاصة بها في الدستور لضمان حياديتها واستقلاليتها.
2- مدينة عدن: مدينة إدارية واقتصادية ذات وضع خاص في إطار إقليم عدن وتتمتع بسلطات تشريعية وتنفيذية مستقلة تحدد في الدستور الاتحادي.

وأنا أتابع ردود الأفعال للقرار السالف الذكر ما بين مؤيد ومعارض وآخر مؤيد مع بعض التعديلات والمقترحات أجد كل ألوان الطيف والقوى والمكونات الاجتماعية والقبلية والأحزاب والأطراف المتصارعة كلهم يدعون حب ليلي وليلي بعيده عن هذا الغرام والحب، لا تقر لهم بذاكا ولا ترى لهم وصلا ، بل واجد البعض يذهب في وصف ما تم بأنه الحل العلمي والمخرج السليم ويسوع المخلص للحال في اليمن ، وهذا يذكرني بما كنت اسمعه من مثل هؤلاء بأن الوحدة هي الحل وان الوحدة هي التنمية والنمو والقوة والتطور والديمقراطية ويرددون القول منشدين:
تأبى العصي اذا اجتمعن تكسرا... واذا افترقن تكسرت أفرادا.
واليوم هؤلاء ماذا سيقولون وينشدون " تفرقوا ترزقون " . ومثال آخر لا زالت أتذكره عندما أُجريت في اليمن الدولة الموحدة البسيطة ألمسماه الجمهورية اليمنية أول انتخابات للمجالس المحلية في 20/2/2001م ، تلاها الانتخابات الرئاسية والمحلية معاً في 20 سبتمبر2006م هي الثانية ( للمجالس المحلية) وشهدت في 17 مايو2008م انتخابات المحافظين من جانب أعضاء المجالس المحلية المنتخبين على مستوى المحافظات والمديريات .
فهل كانت النتيجة عكست توسيع قاعدة المشاركة الشعبية وتفعيل دور المجتمعات المحلية في توسيع قاعدة المشاركة الشعبية وتفعيل دور المجتمعات المحلية في المشاركة في رسم السياسات ؟ إذا كانت الاجابه بنعم ؟ نطرح التالي : لماذا وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم وإلى طرح الأقلمة وقد جربناه بشكل قريب في نظام اللامركزية ؟ وهل هذا النموذج والمحطات عكست توجهات صانعي القرار نحو إيجاد آليات حقيقية للمشاركة السياسية والتنازل أو نقل جزء من السلطة المركزية إلى الوحدات الإدارية والمحلية لتكون مكملة لحلقات البناء الديمقراطي ؟ وهل جسدت هذه المحطات التحول نحو نظام اللامركزية والتي تخدم الإنسان ومصالحة بدلاً من المركزية الشديدة، وتعبر عن تبني الدولة للديمقراطية من خلال إشراك المواطنين في العملية الإدارية بحيث يكون مقدمه لإشراكهم في الحياة السياسية ، وهل ساعدت على تنمية وعي المواطنين وتدريبهم على ممارسة حق من حقوقهم، كما قالوها بالأمس من يقول لها اليوم في الاتجاه نحو الأقلمة بأنه الحل السحري وعصا موسى في ضرب مشاكل اليمن نحو الانفراج !!
أنا لا أقول بأن مشكلة اليمن وحلها كامن في شكل الدولة في الوحدة والدولة البسيطة الموحدة ولا الحل في الأ قلمه والدولة الاتحادية .
مشكلة اليمن وما تمخض ويتمخض عنها من أحداث ليست كامنة في شكل النظام
أن الأطروحات والقرارات والآراء المتعددة حول مشكلة اليمن والتي يدلي بها العديد من المهتمين والمختصين ، قد تكون كلها صحيحة ولكنها تتناسب مع جزء معين من القضية من وجهة نظر متبنيها ، وتتعامل مع مظاهر المشكلة ، والذي اذهب اليه في سطوري هذه هو أن المشكلة لها أسباب أكثر عمقاً وتتمثل في التركيب والتداخل بين البنية العشائرية والقبلية ومؤسسة الدولة بمعنى آخر أن مشكلة اليمن وأزمتها بكل أسبابها تكمن في قاع وفي صلب المجتمع اليمني فهي مشكلة اجتماعية أولاً عكست نفسها على المؤسسات وعلى السياسات وعلى الدولة ككل، ولذا فكم حلول طرحت لقضايا متعددة وصراعات متباينة فتهدأ وتسكن مظاهر هذه الصراع والقضايا قليلاً ،إلا أن النار لا تزال تخبو وتضطرم تحت الرماد حيث واحتمال تجددها وارد ، فتعود تنفجر مرة ثانية كالبركان ، آو كاستراحة محارب لا غير، حيث تعود ويعود فرسانها للكر والفر، وهذا ما هو كائن في المجتمع اليمني .
فالمشكلة كامنة في العقلية والثقافة اليمنية وليست في شكل الدولة كامنة في الإنسان اليمني في ممارسة التهميش والإقصاء والفساد وغياب العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية " وإذا لم تكن ذئب أكلتك الذئاب " .
فمشكلة اليمن ليست في هويته الدولة وشكلها ليست كامنة في نموذج النظام سواء أكان جمهورياً أم ملكياً ، مركزياً أم فدرالياً أم كونفدرالي ، اشتراكياً كان أم رأسماليا الأهم من كل هذه الأشكال هو قدرة النظام – أياً كان شكله - على تحقيق العدالة والمواطنة المتساوية وان شئت قلت باختصار صيانة الحقوق والحريات بحيث يحس المواطن بأنه إنسان له كرامه في وطنه له حقوق وعليه واجبات .
المؤيد والمعارض في اليمن – واغلب الدول العربية – منذ قيام ثورات الربيع العربي التي اندلعت وفجرها الشباب في كل البلدان العربية خلال أواخر عام 2010م ومطلع 2011م ، يتغنى بحب الوطن ويدعي بأنه الوطني وما عداه ليس كذلك ، فإلي المتصارعين والمتحاربين القُدامي جيل الخمسينات والستينات والسبعينات – واخص محاربين اليمن - أقول لهم أذا كنتم فعلاً تحبون ليلى ( الوطن/اليمن) سلموا الراية لجيل الثمانينات ليكمل من حيث انتهيتم ، سلموا قيادة السفينة لجيل العلم والمعرفة ليواصل المشوار ويقود السفينة بعلم ودراية لبر الأمان ، فمن غير المعقول أن نظل نرى - ويرى غيرنا – شخص ما يحمل اسماً واحد وصفات مناصب متعددة يُدعى تحت قبه البرلمان بــ(النائب) ، وفي المعسكر بــ(الفندم ) ، وفي غير الدوام الرسمي بـــ( الشيخ ) ، فإذا شاهدة إلى صورة ما يجري في الواقع وحدقت قليلاً في الصورة ستشاهد المتصارعون هم المتحاورون ، وهم المشرعون ، وهم ماسكين الأمن والقوات المسلحة ، وهم وهم ... الخ ، عندما اختلفوا أصابنا منهم الضرر وعندما كانوا في اتفاق وانسجام أصابنا الجوع والكدر ، وان شئت قلت إذا اتفقوا تقاسمونا وإذا اختلفوا قتلونا.
المشكلة اليمنية وحلها كذلك بيد القوى المتصارعة فإذا هم بالفعل يحبون ليلى( الوطن/اليمن) يثبتوا ذلك بنقل السلطة إلى الجيل الثاني حملة المؤهلات العلمية فالعصر عصر العلم والمعرفة فصفوة المجتمع اليمني في الستينات والسبعينات حتى الوقت الراهن هم أصحاب المال والجاه هم المتربعين الكراسي تشريع وتنفيذ وفي كل بطن من بطون الوزارات والهيئات ، هو القاضي والقائد والمشرع .
ختاماً :نقول يكفي سلموا الراية سلموا قيادة السفينة للجيل الثاني لتحبكم ليلى ولتعبروا عن مدى حبكم لها !!

مصر - الإسماعيلية 17/2/2014م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي