الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة في قفص الاتهام

فوزي بن يونس بن حديد

2014 / 2 / 19
ملف - المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث، قانون الأحوال الشخصية للمسلمين ولغير المسلمين،بمناسبة 8 مارت -آذار عيد المرأة العالمي 2014


عجيب أمر هذه المرأة، لا يعجبها شيء في الأرض ولا في السماء، فهي دائما تناضل وتكافح من أجل نيل حقوقها وتشكو من سطوة الرجل وجبروته ومن الأعراف والعادات التي تكبّلها، ماذا تريد فعلا أكثر مما أخذت؟، فهي كانت تحارب من أجل تغيير حالتها في عالمها العربي، وقد تغير وأصبحت في كل مكان بجانب الرجل ولكن رغم كل تلك التحولات ما زالت تطالب بحقها في الحياة والعيش بأمان.
أستغرب فعلا عندما تتزيّن المرأة وهي في طريقها لعملها بأبهى زينة وتكشف عن مفاتنها وتلبس ثيابا مغرية ومع ذلك تشمئز من تحرشات الشباب في الشارع والعمل، أتحسب أنها تعيش بمفردها أم أن غريزة الشباب منطفئة، من الطبيعي جدا أن يتهيج وتهيج غريزته عندما يشاهد الفتاة أو المرأة أمامه وهي تتدلى بزينتها وتتمايل أمامه بخطى فيها إغراء كبير وتهييج لفطرة مغروسة في الرجل، وأستغرب من المنسقات أكثر اللائي يعملن عند كبراء القوم حينما يفرشن أثداءهن أمام عينيه ويلبسن لباسا لا يواري سوءاتهن، فلا شك أن مديرها سيعبث بجسدها ويحاول الوصول إليها بكل الوسائل والطرق، هي تغريه وتجلب المشكلة معها ثم بعدها تصرخ وتستنجد بمنظمات ميتة في العالم لتنقذها من براثن الذئب في شكل إنسان.
وهي في الوقت نفسه تنبذ تعاليم الإسلام الذي يدعو إلى سترها وحفظ كرامتها فعندما أمرها بالستر ولا تري من جسدها الا الوجه والكفين ولا تلبس لباسا ضيقا أو شفافا يغري الناظرين إليه ولا تتزين أمام الرجال بأنواع المساحيق التي تسحق جمالها ولا تتطيب بطيب يجذب زبائنها إنما يريد أن يحفظها من عيون المرضى القلوب الذين لا يفتؤون يبحثون عن القذارة في كل مكان لإشباع غرائزهم وهم لا يضبطونها متى دعتهم لذلك لبوا طلبها على وجه السرعة دون حساب أو عقاب أو رادع أو وازع، أراد أن يعلمها أن جسدها لا يمسه إلا زوجها شريك حياتها ولا تهنأ بالعبث والكلام المنمق الذي لا يريد من خلاله صاحبه إلا التمتع بجسدها وهي تتلوّى وتتلون أمامه بنظرات وابتسامات يظن أنها قد صاحبته ويمكن أن تهديه جزءا من جسدها ليستمتع به.
كفى المرأة شكوى وهي التي تزرع في نفسها الأشواك، وتوهم الآخرين بأنها مظلومة للأبد، وأن المنظمات العالمية لا بد أن تدافع عنها وتلزم الرجال بالابتعاد عنها، هي منظمات عاجزة ومعوقة لا تسعى لفائدة المرأة، منظمات تعكس رداءتها في الدفاع عن كيان المرأة فمرة تدافع عنها وأخرى تسمح بأن تجعلها سلعة تباع وتشترى، وتجعلها صورة لغلاف مجلة تبرز فيها ما خفي من جسدها، وبعد أن يراها العامة والخاصة تشكو من المتطفلين الذين يحومون حولها وتدعو لمحاكمتهم، نعم يوجد رجال لا يحترمون المرأة في بعض البلدان وما زالت تجول في عقولهم فكرة الاعتداء على جسدها للتمتع بمفاتنها ولا ننكر وجود رجال يتسلطون ويحجبون المرأة عن التعامل مع العالم الخارجي لأنها عورة يجب ان تختفي من عيون الرجال، ولكن الإسلام وسط يعطي المرأة حقوقها كاملة ويمنحها الحق في أن تدافع عن شرفها، ويحذرها من التبرج لأنه مفسدة وإهانة لكرامتها، والله أعلم بأحوالنا لأنه خالقنا، فهو يعلم أن الرجل لا يترك المرأة على حالها وغريزته أقوى من غريزة المرأة وأسرع في الانقضاض، لذلك شرع له أن يتزوج أربعة في إطار من العدل والمساواة بينهن وإلا فواحدة.
المرأة سر من الأسرار، سر يدعو إلى الحيرة أحيانا، وكفاها تباكيا وتشكيا من وضع صنعته أو اصطنعته بنفسها ولنفسها والحل أمامها قائم، فليس تحرير المرأة يقصد منه إخراجها من البيت لتسلي الرجل في الخارج، ولا حجزها في البيت خوفا على اغتصابها ولكن تحرير المرأة بتحرير فكرها من هذه الأوهام التي غرسها المستعمر ولا زلنا نتلظى بنارها ونكتوي برمادها ونعتصر ألما حينما نشاهد امرأة تبكي حالها وهي لا تعلم ما لها وما عليها، عليها أن تراجع نفسها وتقف عند حدودها وبعدئذ تتكلم عن حقوقها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأخ فوزي بن يونس
فؤاده العراقيه ( 2014 / 2 / 20 - 22:21 )
انا التي استغربت لكتابتك المعكوسة تماما وتقول أنك تستغرب !!؟
تتزين المرأة فهي حرّة بمظهرها وبزينتها وبما تريده ان تكون , فلا يعني تزيينها هو اهتمام منها بالرجل , اما الرجل المتحرش فالمفروض له حدود كأنسان وإلا لا يبقى هناك فرق بينه وبين اي قرد لا يمتلك للعقل الذي بواسطته يستطيع ان يسيطر على تلك الغريزة الحيوانية
المرأة الواعية لا تكتفي بالشكوى فقط , والمرأة الغير واعية لا تشتكي اصلا بعد ان صيّرها المحيط الى مسخ بسلبها لأنسانيتها ,


2 - لك التحية
فوزي بن يونس بن حديد ( 2014 / 2 / 21 - 10:42 )
لماذا سيدتي تكابرين ولا تعترفين بالحقيقة كأني بي أجد امرأة سامية متجردة من كل غريزة، أو أنك تنكرين فطرية هذه الغرائز في الإنسان، فبالله عليك هل تستطيع امرأة في العالم أن تعيش بعيدا عن المضايقات والتحرشات وهي تلبس ثيابا كاشفة وشفافة وتظهر صدرها للعالم ، كيف ذلك وفي أي مجتمع وعن أي مجتمع تتحدثين يلتزم فيه الرجل بحدوده إنه مجتمعك الخيالي ، إنك تعيشين في وهم سيدتي انتبهي إلى واقعك وستجدين أنه واقع يدعو إلى التأمل في واقع المرأة اليوم، ، واقع مأساوي لانها تخطت حدودها في أحيان كثيرة وتدعي انها المظلومة


3 - الرجل هو من تخطى الحدود
فؤاده العراقيه ( 2014 / 2 / 22 - 14:10 )
لا يعني كلامي التجرد من الغريزة ولكن السيطرة عليها لا ان يكون الأنسان حاله حال أي حيوان بلا تفكير ولا تشذيب ولا تطوير في اوضاعه
الإنسان يعيش لأجل ان يطور حياته ويبدع في اعماله لا أن يلهو بالمتع والغرائز( فقط ) وأن صارت اهتماماته الغريزة فقط فسوف لن يفرق عن الحيوان وتبقى حياته كما هي حياة الحيوان على نفس المنوال, ولكن الحيوان معذور كونه لا يمتلك للعقل طبيعيا ولكن ما بال الأنسان يهمل عقله ويتناساه ..تستطيع المرأة ان تعيش بلا مضايقات عندما يقترب الرجل من انسانيته.. ردي هذا كان على فقرة اني لا اعترف بالحقيقة كوني متجردة من كل غريزة, أما بخصوص الثياب التي تكشف صدرها للعالم !! فهل رأيت بربك الذي تعرفه أي امرأة تكشف عن صدرها ؟ فالمرأة اليوم لا تستطيع ان تكشف عن شعرها في وسط رجال تعاني من الكبت وهذا واقعنا الذي صارت فيه النساء المحجبات يبالغنّ بزينتهنّ وملابسهنّ كون مجتمعك صيرهنّ الى مجرد جسد ومن ثم يحاسب ويجرّم الضحية ويعطي الحق على الرجل المعتدي
العقل اساس الأنسان والرجل صار بلا عقل


4 - لم أفهم ما كتبته
فوزي بن يونس بن حديد ( 2014 / 2 / 23 - 16:29 )
يبدو أن المقال صدمك ولم تعودي تفكرين جيدا جاءت عباراتك مذبذبة، غير متزنة وكأنها تقول لك اعترفي بالحقيقة التي لا تستطيعين أن تغطيها بأي قناع مهما كان سمكه، هي حقيقة المرأة الجاذبة للرجل والرجل الذي لا يستطيع أن يقيد غرائزه إلا إذا كان قبله معبأ بالإيمان لأن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يأمر أتباعه بغض البصر حفظا للفرج والوقوع فيما حرم الله ، فأي قانون يضبط غرائز الرجل وهو يعيش فطرته التي فطر عليها، أسأل الله لك الهداية، فكري في الأمر جيدا ولو سعيت لإقناعي بشيء يقبله العقل والمنطق لاقتنعت ولكني رجل وأعرف خباياه وما يمكن أن يضبطه


5 - لا غرابة من جوابك
فؤاده العراقيه ( 2014 / 2 / 24 - 13:14 )
لم استغرب من ردك كونك لم تفهم ردي باعتبارك رجل شرقي يعيش بين خبايا مجتمعه يحاول ان يقتنص أي فرصة وأي امرأة كاشفة عن صدرها ليفترسها
رجل لا يستطيع ان يسيطر على غرائزة ويعتبر فعله هذا فخرا ويعترف به دون ان ينتابه خجل
ويناقض كلامه على اساس الدين هو من يأمر الرجال بغض ابصارهم بالوقت الذي نرى فيه المجتمعات التي تكثر من التدين مهووسة بالجنس والمرأة ولا شضاغل لها غير هذا الموضوع وأن اردت ان تتأكد فما عليك سوى البحث عبر كوكل لتبيان آخر احصائية للبلدان التي تدخل على المواقع الأباحية ومن منها كثر فيها زنا المحاوم وووو ...... طبعا عبر النت الذي اكتشفه من لا علاقة له بالدين , فسيتبين لك الجواب


6 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 3 / 4 - 13:13 )
مقاله في الصميم , أحسنت .


7 - الإدمان على الإسفاف والهراء صفة المغيب بالإسلام
الأمـل المـشرق ( 2014 / 3 / 4 - 19:59 )
. مبروك..كنت أعتقد ان عبد الحكيم عثمان هو مدمن الإسفاف الوحيد على الموقع فإذا هناك من تفوق عليه
حوارك مع السيدة فؤادة يكشف على نفسية مريضة ويبدو انك مدمن قرآن .. من العار حتى الحوار مع أمثالكم. مكانكم الطبيعي هو المصحات النفسية والعقلية. من الجيد إعطاؤكم منبر للكتابة حتى يظهر مدى التشوه الذي أحدثه الدين الإسلامي في عقولكم ونفوسكم. خصوصاً المعاق الذي يثني عليك عبد التخلف آل سعود


8 - اسمح أو اسمحي لي
فوزي بن يونس بن حديد ( 2014 / 3 / 5 - 06:21 )
المريض فعلا هو يتحدث خلف الأقنعة ويخفي حقيقته، وهو الذي يعاند نفسه ولا يعيش واقعه، فحواري مع السيدة فؤادة العراقية كان حوارا عاديا بين رجل وامرأة، هي تريد أن تعيش في مجتمع مثالي متحررة من العادات والتقاليد والمبادئ والقيم وفي الوقت نفسه لتأمر الذكر بأن يبتعد عن الأنثى فلا شيء يضبط العلاقات إلا مبادئ الإسلام وقيمه لأن التاريخ أثبت ذلك ، أنا لا أحكي عن الزمن الحالي الذي اختلط فيه الحابل بالنابل بل أتحدث عن قيم غابت عن مجتمعاتنا لو طبقت والتزم كل فرد منا بواجبه لعشت انت وغيرك في أمن وأمان ولا أدري بأي لغة يتحدث أو تتحدث الأمل المشرق الذي لا يخفي هويته وكأنه من كوكب آخر حينما يهاجم القرآن الكريم فهو لا يدري أنه كتاب مقدس من عند الله العظيم وفيه هدى للناس أجمعين


9 - سيد فوزي
صخر ( 2014 / 3 / 17 - 21:22 )
عيب ...هذا الكلام يهين الرجل تماما ..لقد صورته كائنا بالغريزة يعيش ,,معدوما من الإرادة التي تميزه عن الحيوان

أعد النظر بمفاهيمك .....ا


10 - عفوا يا سيد صخر
فوزي بن يونس بن حديد ( 2014 / 3 / 31 - 18:49 )
حاولت أن أفهم الأستاذة فؤادة العراقية وأقنعها أن الرجل ليس كالمرأة، فالرجل إن لم يكبت غرائزه وفق ضوابط دينية وأخلاقية تصرف كالبهائم، والمرأة إن لم تستر نفسها وتغطي زينتها ولا تبدي منها إلا ما ظهر وهو الوجه والكفان فإنها تغرق الرجال في بحر من الشهوات وهذه حقيقة لا ينكرها أحد منا، لذلك تبقى المرأة في دائرة الاتهام لأنها ببساطة تستطيع أن تلبس الحياة كيما تشاء.

اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا