الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموضوعية والنزاهة

عباس ساجت الغزي

2014 / 2 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


الموضوعية والنزاهة
الموضوعية هي الحيادية التامة وعدم التحيز وهي صفة مطلوبة في العمل لكن ان تؤخذ تلك الصفة بجدية تامة فذلك من المستحيل بعد ان اصبحنا نعيش في عالم معقد لكثرة المتغيرات التي تطرأ في الكثير من المواقف التي نعتبرها ثابتة .
والموضوعي ما تتساوى علاقته بجميع المشاهدين برغم اختلاف الزَّوايا التي يشاهدون منها ، ويستلزم ذلك كون الحقائق العلمية مستقلة عن قائليها بعيدة عن التأثر بأهوائهم وميولهم ومصالحهم , وذلك يعتبر من النوادر جداً ان لم نجزم في القول انها مستحيلة لأننا بشر مثلنا مثل غيرنا نولي اعمالنا الاهتمام ولنا آراءنا في التعامل مع الاحداث , وحين نحاول ان نلتزم بتطبيق الموضوعية بما هي فان ذلك يوحي بان لا قيم لدينا .
والنزاهة البعد عن السوء وترك الشبهات وترتبط ارتباطاً وثيقاً بعدم التحيز , وكثيرا ما نسمع اليوم المطالبة بالموضوعية والنزاهة في الكثير من الخطابات السياسية والدينية والثقافية والاجتماعية دون الالتفاتة الى ضرورة تهذيب النفس البشرية في عملية فلترة من الشوائب الدنيوية حتى نصل الى الحد الادنى من تلك المطالبات التي اعتبرها لغواً باللسن دون بوادر لتطبيق على ارض الواقع لكثرة بياعيي الكلام في واقعنا المرير .
التحدي الذي نواجه كبير فقد ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس وندفع الثمن غالي بعواقب اعمالنا , وما كثرة الامراض واستفحالها وفواجع الموت المفاجئ وقدوم الفتن كقطع الليل المظلم الا براهين لطغياننا وعدم النزاهة او ادنى درجات الموضوعية والايثار في التعامل في ما بيننا لنصل الى غاية الخلق المنشودة اننا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم.
يمكن لي ان اشبه حديث البعض في قومه حول تلك المفاهيم والقيم بالمثل الدارج ( ينفخ بقربة مقطوعة ) لان من شب على شيء شاب عليه والنفس حين تعَّتل تمرض معا القلوب التي في الصدور , وكلنا يعلم أثر القلب في حياة الإنسان فهو الموجه والمخطط، والأعضاء والجوارح تنفِّذ الاوامر بانصياع تام فالقلب ملِك والأعضاء جنوده فإذا طاب الملك طابت جنوده، وإذا خبث الملك خبثت جنوده.
ومن مات الرقيب في داخله فقد مات ضميره ولا ينفع معه حتى الكي الذي هو اخر الدواء , ومن هنا حق علينا ان نجتث تلك الامراض قبل ان تستفحل في كامل الجسد السليم وبالتالي يموت جيل كامل على قارعة الطريق بانتظار المنقذ الذي ان شاء الله ان يؤخره لفعل الى يوم يبعثون .
لنكن واقعيون ونضع النقاط على الحروف بحلول جذرية تنفع الامة التي باتت لا تؤمن حتى بعلمائها خوفاً من الدخول في الشرك ان قلنا حتى بخالقها نتيجة لبس الحق بالباطل والسياسات الهوجاء التي زرعت الياس من الاخلاص حتى في النفوس الفقيرة التي كانت تنام بعين الله فأصيبت بعدوى الاخرى المريضة لتيأس من رحمة الله تحت وطأة شعارات الموضوعية والنزاهة .
عباس ساجت الغزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟