الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجلة روز اليوسف .. تنطح .. شباب كفاية

إبراهيم المصري

2005 / 6 / 28
الصحافة والاعلام


ـ مظاهرات " كفاية " فشلت .. " فكنسوا السيدة "!
هكذا كان المانشيت على غلاف مجلة روز اليوسف المصرية في عددها رقم 4019 بتاريخ 18/6/2004 .
وعلى الصفحة رقم 13 من المجلة كان المانشيت هكذا :
ـ قامت بها مجموعة من اليساريين والشيوعيين
" كنس السيدة "
أحدث الخرافات السياسية!
ومتن هذا التحقيق كما يصفه محرره عبارة عن استطلاع آراء في المظاهرة التي قام بها شباب من أجل التغيير .. كفاية ، أمام مقام السيدة زينب في القاهرة وقاموا خلالها بعمل شعبي بحت وهو كنس السيدة على الحكومة ، والمظاهرة كلها لم تكن أكثر من اجراءٍ رمزي لا يهدف مثلا إلى قلب نظام الحكم بالقوة .
لكن الذين أدلوا بآرائهم كانوا كأنما يواجهون خطراً مميتاً على مصر وعلى الإسلام وعلى الجبهة الداخلية المصرية .
وثمة ملاحظات هنا قبل مراجعة آراء هؤلاء .
1ـ مانشيت روز اليوسف على الغلاف يتحدث عن " فشل حركة كفاية " ويقصد محرر المانشيت فشلها في جذب الشارع المصري إليها ، والحركة وليدة الشهور القليلة الماضية ولا يمكن الحكم عليها الآن بالفشل أو النجاح ، فهي لم تتآمر ليلاً لتنفذ انقلاباً في الصباح ، وإنما يتظاهر المنتسبون إليها رغبة في التغير حتى وإن رفعوا شعارات حادة .. والحقيقة أن الحركة نجحت رغم أنف روز اليوسف في تحريك ولو القليل من مياه مصر الراكدة سياسياً وتعبر الحركة لا عن سعي مجموعة من الأفراد إلى التغيير فقط وإنما عن انبثاق مكبوت يعرفه حتى محررو روز اليوسف وهذا المكبوت إذا توفر له المناخ والمدى فليس أقل من قيامه بكنس كل شئ تعفن في مصر .

2ـ حينما يصف محرر التحقيق متظاهري كفاية بمجموعة من اليساريين والشيوعيين فإنه في الحقيقة لا يصنفهم سياسياً ضمن مناخ يُفترض فيه أنَّ لكل مصري الحق في اختيار انتماءه وإنما يضعهم المحرر مباشرة في خانة " الكفر " وتلك حيلة تخوينية وتكفيرية لطالما وسمت ولا تزال حياتنا كلها .

على أنَّ الأنكى يبقى في آراء السادة المحترمين الذين تطوعوا بآرائهم في هذا التحقيق المخل بأبسط شروط العمل الصحفي ، حيث أنَّ محرر التحقيق وضع ستة آراء معارضة لمظاهرة كنس السيدة في مواجهة رأي واحد فقط مؤيد ، بل واستبق النتيجة في تحقيقه الردئ بإصدار حكم .
يقول المحرر :
( ... هذا ما حدث يوم الأربعاء في ميدان السيدة زينب ، عندما لجأت مجموعة من المتظاهرين اليساريين والشيوعيين إلى " كنس السيدة على الحكومة " .. في محاولة لإخفاء فشلهم السياسي ولاستمالة البسطاء من خلال الخرافة والشعوذة ، بعد أن رفضهم الشارع المصري ... )
وطالما أنَّ المتظاهرين .. مجموعة .. أي قلة قليلة وفاشلون ويعتمدون أساليب الخرافة والشعوذة ، فلماذا إذن نلتفت إليهم ونكتب عنهم تحقيقاً من سبعة أعمدة في مجلة أسبوعية .
هنا تأتي الآراء :
فؤاد علام الخبير الأمني وأحد مسؤولي أجهزة الأمن المصرية سابقاً يرى في مظاهرات كفاية محاولة لاختراق الجبهة الداخلية وضرب الاستقرار ويدعو علام وزير الداخلية إلى أن يكون في منتهى القوة والجدية فالأمر خطير جداً على حد قوله ، ولهذا يدعو علام الأمن إلى أن يتصدى لحركة كفاية بعنف !!! ولم يقدم لنا الخبير الأمنى أية معلومات تدعم وجهة نظره هذه .

وإذا كان فؤاد علام معذوراً في رؤيته بوصفه رجل أمن ، فكيف نعذر أستاذ الإعلام والعميد السابق لكلية الإعلام جيهان رشتي والتي ترى أن ما قام به شباب كفاية أحداث مصطنعة على الطريقة الأمريكية لكي تلفت الحركة انتباه وسائل الإعلام لتغطية مشكلتها وفشلها .
وكنت أتوقع أن تدرك أستاذ الإعلام أن كفاية أصبحت .. ظاهرة .. كنا معها أو ضدها فسوف تلفت انتباه وسائل الإعلام التي تثيرها الظواهر وتجد فيها مادة إخبارية ، كما أن الاستفادة من الخبرة الأمريكية في التعبير ولفت الانتباه ولو بأحداث مصطنعة ليس عيباً وإنما قدرة على تجاوز بحار الظلمات السبع التي تفرضها السلطة على حرية التعبير ، وكان الأولى بأستاذ الإعلام أن تدعو وسائل الإعلام المصرية وخاصة التلفزيون إلى تغطية مظاهرات كفاية لكي يتوفر للشعب المصري فرصة الحكم على الحركة رفضاً أو قبولاً ، ألسنا في بلدٍ يتمتع بالديموقراطية وحرية الرأي والريادة الإعلامية كما تقولون .

تبقى بعد ذلك آراء لمشتغلين في الدين وجدوا في مظاهرة كفاية أمام مقام السيدة زينب تشويهاً لصورة الإسلام وهذه الآراء لا تستحق حتى الوقوف عندها لأنها بالية ومكررة ، والذين يشوهون الإسلام هم هؤلاء الذين يعتقدون بامتلاكهم للحقيقة المطلقة ويكفرون كل من لا يصطف على مسطرة كلامهم المكرر .

ثم يتحدث خبير اجتماعي عن مظاهرة كفاية قائلا إنها حيلة دفاعية وهذا كلام أقرب إلى العقل في تفسير مظاهرة شباب كفاية أمام مقام السيدة زينب وإن كنت أختلف معه في وصفها بالحيلة الشيطانية ، لأن كنس السيدة وكما قال هذا الخبير جزء من الثقافة الشعبية للمصريين الذي عجزوا طوال آلاف السنين عن ردع السلطة فلجأوا إلى هذه الحيل النفسية للمقاومة التي تبقيهم على الأقل على قيد الحياة ، ومن حق شباب كفاية أن يقوموا بكل حيلة وكل نشاط يجدون فيه نافذة للإعلان عن أفكارهم بعيداً عن تخوينهم وتكفيرهم ، فهم ليسوا أقل وطنية أو انتماءً لبلدهم من كتيبة محرري روز اليوسف مثلاً .

وإذا كانت المظاهرة كلها رمزية فهذا ما قاله أحمد خفاجي أحد الأعضاء السابقين في الهيئة العليا لحزب الوفد وأحد الذين شاركوا في المظاهرة التي انتهت بسلام .

وإذا كان هناك من لا يريد لشباب كفاية القيام بهذه .. الخرافات .. حتى لا ينهار الاستقرار وتتفكك الجبهة الداخلية حسبما يقول خبير الأمن ، فأعطوهم إذن نصف ساعة فقط كل أسبوع على القناة الأولى لكي يقولوا لنا ماذا يريدون بالضبط .
أمَّا شباب كفاية ، فإنني أدعوهم إلى كنس السيدة مرة ثانية ولكن هذه المرة .. على مجلة روز اليوسف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتدي ضربا على مسيرة مؤيدة لفلسطين في فلوريدا


.. كيف تحايل ترمب على قرار حظر النشر في قضية شراء الصمت ؟




.. حركة نزوح عكسية للغزيين من رفح.. 30 ألفا يغادرون يوميا منذ ا


.. جذب الناخبين -غير المهتمين-.. مهمة يسعى لها كل من ترمب وبايد




.. العملات المشفرة.. سلاح جديد لترمب لجذب الناخبين -غير المهتمي