الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اية ثقافة نريدها

عبدالله مشختى احمد

2005 / 6 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


اية ثقافة هى التى يريدها العراقيون لقد سادت العراق حوالى اربعة عقود من الزمن ثقافة البؤس والخراب وتدمير القيم الانسانية والاجتماعية الا وهى ثقافة حزب البعث بشوفينيتة وعروبيتة العنصرية والمتخلفة والحاقدة على كل شئ لا ينتمى للبعث وعللى كل انسان لا يسير فى ركبه وعملت خلال تلك الفترة الزمنية الطويلة فى غرس افكاره وايديولوجيتهالعقيمة تلك فى عقول عدة اجيال من الشعب العراقى المغلوب على امره والتى كانت ترتكز بالدرجة الاساس على عدم تقبل الاخر وارائه وانكاره مهما كانت تلك الافكار صائبة او مفيدة بل كانت فى كثير من الاحيان تودى بمروجيها الى الاعتقال والتعذيب والموت ووضعت المناهج الدراسية بصيغ حزبية صرفة وكان المدارس والمؤسسات العلمية كانت دور لتخريج الكوادر لحزب البعث للسيطرة على العقول العراقيةبالكامل وتسخير الانسان العراقى لخدمة اهداف الحزب ونشر ايديولوجيته العفنة فقط وللاستمرار فى الحكم واذلال الشعب العراقى لقد انهار النظام الفاسد وانهارمعه كل ما سطره وخططه لادامة ثقافته البائسة وايديولوجيته.

ظهرت على الساحة السياسية العراقية بعد سقوط النظام تيارات ثقافية عديدة من اصولية دينية متطرفة الى اقصى اليمين وتيارات معتدلة واخرى يسارية الى ابعد الحدود بدرجة حيرت العراقيين فى هذا البحر المترامى من الثقافات والتيارات الفكرية والسياسية والسؤال الذى يطرح نفسه اى من هذه الثقافات والتيارات الفكرية هى التى تلائم الواقع العراقى اليوم ، للاجابة عن هذا السؤال لابد للعودة الى الوراء قليلا لنستشف المستقبل ونعكس المرءات لنرى القوى التى تسلمت السلطة منذ سقوط النظام وحتى اى القوى والتيارات واية ثقافة اوايدبولوجية خدمت العراقيين فها هى التيار الليبرالى قد فشل فى تحقيق طموحات الشعب العراقى وكذلك الاصولى والديمقراطى كما يسمى نفسه ومن خلال دراسة الواقع المر الذى يعيشه العراقيون يوميا ومنذ العامين المنصرمين اثبتت بان ثقافة العنف والابادة هى التى سيطرت على الاوضاع العراقية فبالرغم من الوعود والعهود والتصريحات لم يتحقق الامن للمواطن حيث يسود الشارع العراقى يوميا العنف والقتل والتفجيرات والاغتيالات لا يكاد يمر يوم واحد الا وهناك العديد من تفجيرات السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والقنابل الموقوتة والى اخره من الجرائم التى ترتكب بحق الشعب وكل القوى المسئولة عاجزة تماما عن معالجة هذه المحنة بالرغم من الدعم الامريكى المستمر وبكل الانواع ، فهل من مخرج لهذه الازمة المستفحلة فى الجسد العراقى .

ان العراقيون ينبذون ثقافة العنف ويميلون الى ثقافة السلم والحوار والتفاهم الذى بات لغة العصر اليوم نحن اليوم بحاجة الى هذه الثقافة وهذه الايديولوجية التى تحرم اللجوء الى القوة وتؤمن باحترام حقوق الانسان وبسيادة واشاعة الحرية والاخاء الانسانى وسيادة القانون العادل وليس القانون الذى يطبق حاليا حيث يطبق بكل حذافيرها على المحرومين والناس البسطاء ويكون القوى وذو نفوذ فى منأى منه الثقافة التى نحن بحاجة اليها اليوم هى ثقافة الشعب النابع من اصوله واعرافه التى تحترم كل الفئات والشرائح والطبقات ثقافة التمدن والمؤسسات المدنية ثقافة ابعاد الين والفلسفة الدينية من امور السياسة والدولة وابقاء المساجد ودور العبادة بعيدا عن السياسة وانصراف هذه المؤسسات اى الدينية الى امور الدين والعبادة الخالصة لله سبحانه وتعالى وعدم استخدامها كمصادر او مقرات للتحريض على الدولة والسلطة وتمويل الارهاب والارهابيين ، نحن بحاجة الى ثقافة تؤمن بحق المرأة فى الانخراط فى جميع ميادين العمل من سياسة وادارة وتربوية كالرجل ورفع كل الحواجز ومحاربة كل العوائق التى تحد من حريتها فى المجتمع .

هذه الثقافة هى التى ستخدم الشب العراقى اى تكون ماهيتها او منبعها اواسمها سواء كانت اصولية اويسارية اواى اسم يطلق عليها شرقية او غربية لا يهم الاسماء او الاوصاف لكن المهم هو ان يلبى طموحات الشعب العراقى لانقاذه من كابوس الارهاب الذى يعيشه وتأمين حياة اطفالهم اثناء تلقيهم العلم وتأمين ممتلكاتهم وتوفير فرص العمل لهم وكسب لقمة العيش لهم ولعوائلهم التى حرموا منها منذ عشرات السنين وان يعيشوا بامن وسلام فى بلدهم الذى اصبح يضيق بهم المقام الى متى يبقى الوضع هكذا المواطن لايتمكن ان يسافر من مدينة الى اخرى الا ويحسب لنفسه الف حساب قبل ان يقرر السفر من القتل او الاغتيال او الغدربه اوسلبه او نهب مايحمله معه اضافة الى الوضع الاقتصادى والمعيشى المتردى للمواطن حيث يشهد السوق تصاعدا جنونيا فى اسعار السلع والبضائع ناهيك من ازمة السكن الخانقة والبطالة الكثيفة وشبكات المافيا المحلية وعصابات الاجرام تفعل ما تشاء امام ضعف الاجهزة الامنية او انشغالها بمجابهة الارهاب والارهابيين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟