الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
وداع في المينا
حلا السويدات
2014 / 2 / 19الادب والفن
لا ظلا أليفا لهما ،صارتا لا تشيعان مشهد حب ، وصارتا لا تلوحان كما ينبغي ، يدايَ !
وإني أعلم أنك لن تفنى في هذا الوقت بالذات، أقل الأمر كي تنفض الخيبة عن الحبكة ، وكي ترث شناشيل ابنة الجلْبي قبل أن تشاع أوهام الكهف !
(هات أطربني بكأسٍ أخرى يا حفيد الجن الأزرق ، وبرفقٍ ضعها في يديّ فهما ما عادتا تستطيعان الوثوق بانتصابهما ، كي لا تخذلك رعونة الظل المخبول ، وقبل أن يغادر المرابي الأخير جنة النصف فلس ، قبل أن يجعل قراصنة الأنتيكا الخلجان أسواقاً للتبغ ، وقبل أن تضل سبيل الرمز ، و يجندوك في جيش الكلمات المفهومة ، برفق كي لا يمتص الضجر تأزمية الذروة ! )
كنتَ تجلسُ في مكان ما ،ولم أكُن مثل ذا الحين أشحذ الثمالة بعطش النقص ، لا شيء ذو بال ، غريبان في مكان غريب ، أحدهما يلوح بخفة معهودة ، على نحو ما ، ربما كنت شاعراً ، أو مغرض أنتيكا ، لستُ متأكدة ، أو ربما مهووسا آخر بجيفارا ، ما أكثرهم في هذه الرقعة من الأرض ، هذه الرقعة بالذات !
ولم يكن ثمة شيء يمنع التقاء الساكنين، العلة أخف من فراشة ، وعلى ما يبدو أنك شاعر إلا قليلا ، فهذا الاحتمال الأنسب ، ولا ريب أنك كنت تلوح لمن قالت ، " أحبك وانصرف " فالشعراء هم من يعرضون خذلانهم في الطرقات والمرافق العامة ، ومن يلوحون رغم الحزن ، هم من يطيلون لحاهم قبيل المشاهد الفريدة في وجعها ، بل أكثر من يليق بها ، ومن يشون بالموت في المطالع ، ومن يشفقون على الزاغ ، هم طوعى الجهات الأخرى ،والأوطان الثكلى ، فحذارِأن تمّحي في الأثر،كي أستطيع تشييعك نحوي، نحو المعارف الكثيرة ، والمجهول الوحيد ،في مينا من بلوّر ، على امتداد حيفا الموجوعة ، حيث المزادات تُذرف بلا حساب ، والقصائد بالمجان !
ألا ليتني أخرج مني ، أن أكون كما تريد لي نفسي ، لو ترتفع تان اليدان قليلاً ، وتلوّحان ، لا حبيب في الجوار غدر ، ولا قصيدة أثكلها في المزاد ، أشعر بهما ثقيلتان لا تستطيعان ، وهشتان بقدر البلوّر ، ومنسيّتان ، كهمزة المينا التي لفظتها الألسن ، كحزن شاعر مشبوه ، كخفته ، كإطلالة على الذات المكسورة ، كاثنين تواجدا في مينا ذات اللحظة ، واشتركا بذات الفعل ، وبذخا الحزن بالقدر نفسه ، كمثل عجزهما !!
ما اقتربت منه وما فعَل ، وعليها منه ما عليه منها ، صمتٌ ، كان حريٌ بها أن تخطو برفق على البلوّر ، كي لا توقظ حيفا ، أن تصل إليه بهدوء ، وتحتجّ على فكرة بيع القصائد في المزادات العلنية ، ستراقبه ، وسيلعن المرابين في الوجع ، وستتيقن أنه شاعر ، لمّا تفعل سيتهاوى الثقل ، هكذا أظن ، وبعضُ الظن عجز من أن تقول " أحبكَ وانصرف .. سأتركك تلوّح كما شئت "، وبعضه الآخر عبثية ذروة التأزم في قصة ذاتية ، بيد أنها ما اقتربت ، واتجهت إلى حيث المزاد الأخير !!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين | مع الشاعر التونسي أنيس شوشان
.. حلقت شعرها عالهوا وشبيهة خالتها الفنانة #إلهام شاهين تفاصي
.. لما أم كلثوم من زمن الفن الجميل احنا نتصنف ايه؟! تصريحات م
.. الموسيقى التصويرية لتتر نهاية مسلسل #جودر بطولة النجم #ياسر_
.. علمونا يا أهل غزة... الشاعر التونسي -أنيس شوشان-