الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الساسة و البطولة في المغرب

حميد المصباحي

2014 / 2 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


في عالم السياسة,هناك صنفان من الرجال,من يجيدون بناء أساليب تحقيق الفوز سياسيا على الخصوم في معتركات الإنتخابات,بماهي مجال تنافس على كسب الأصوات,و ربح رهان الإقناع و الـاثير الفكر و العاطفي,و هناك من عندما يصلون للحكم أو الحكومة,يحدثون تغييرات استراتيجية في البلد,بحيث ينتقلون به من حالة إلى أخرى أكثر تقدما,و تطورا,و هؤلاء حقا هم الزعماء,و القادة التاريخيون,الذين بدأت أعدادهم تتضاءل في عالمنا العربي,و كل دول العالم الثالث,ترى أي صنف في المغرب هم الساسة؟؟
1ساسة التاريخ
هم زعامات كثر,تقدموا المقاومة,و منهم من قادها,سلاحا في القرى و الجبال,و هناك منهم أيضا حتى من اختلف معها لحسابات و التباسات في مجرى التاريخ المغربي,لم يكشف بعد عنها كاملة,و رغم ذلك,لا يمكن الجزم بأنهم فعلوا ذلك لمصالح شخصية أو رهانات مصلحية,فقد كانت الرهانات أيام المقاومة مختلفة,بين المدني منها الإحتجاجي السلمي,و المسلح الرافض للتفاوض,و هي كلها,أغنت تاريخ الصراع ضد المستعمر و كل من تعاون معه أو دله على الوطنيين,كيفما كانت أشكال نضالهم,فقد فكروا,في كيفيات التحرر,برفضهم الخنوع,و بذلك استحقوا كلمة زعامات حتى لو اختلفوا مع بعضهم.
2ساسة التأسيس
عندما استقل المغرب,و وضعت حروب المواجهات أوزارها,ظهرت قيادات سياسية,تفاعلت مع المقاومين,و منها من رفض وصايتهم على نضال البناء,و منهم من أصر على استمرار قيادتهم للحركة الوطنية,التي انقسمت إلى حساسية اجتماعية اشتراكية أو حتى شيوعية,و أخرى بقيت في حدود الوطنية لبناء الدولة المستقلة,و تأسيس الديمقراطية الخاصة و الملائمة للثقافة المغربية,و بدأ الفكر السياسي المغربي يبلور منطلقاته,درجة الإصطدام بالدولة,مما نتجت عنه الكثير من المواجهات,و التحديات,و كانت التصورات التي أنتجها قادة البناء الوطني الديمقراطي,نافذة فكريا و سياسيا,استقت الكثير من تجارب العالم إيديولوجيا و سياسيا و فكريا,و كان هذا المحك تجربة خلقت رجالات سياسة مفكرين و منتجين للبدائل التي تم رفضها,فاشتعلت نيران المواجهات إلى أن أدرك نظام الحكم,ضرورة تخليه عن بعض قيمه السياسية العتيقة,التي لم يعد العصر يقبل بها,و أن كل معارضة لا تصل للحكم,يكون ذلك دليلا على تخلف أنظمة الحكم و ليس على قوتها.
3ساسة الإنتخابات
هؤلاء أرادوا البحث عن بطولات يدشنون بها وجودهم,فلم يجدوا غير البحث عنها في تاريخ القوى السياسية المناضلة,فاستمدوا منها البطولات بالإنتماء لها,أو الكشف عن شجرة الأنساب كإرث حزبي يحملونه دليلا على نضاليتهم السياسية و الزعماتية,فكان لزاما عليهم,خوض صراعات الإنتخابات,و التخطيط للفوز بها,لتربط تلك الإنتصارات بأسمائهم اللامعة,و يغدون زعماء الفوز على الخصوم,بل إنهم بحثوا عن بطولات موازية للوصول لقيادة أحزابهم,فيربحوا بها مكانة تؤهلهم للقول بأنهم أعادوا بناء تلك الأحزاب التاريخية التي شخت,و كانوا هم باعثوها من الرميم لتسلم القيادة و ربما الحكومة,فصار لهم أتباع من عشاق الوزارات و جروا معهم الكثير من قدامى النضال,ضمانا لأمكنة تتسع لأبنائهم في لعبة البطولات الجديدة.
خلاصات
على ساستنا أن يعلموا,أن البطولة لا تورث بمجد الآباء و الأحفاد,و أن الإنتماء لحزب نضالي لن يخلق مناضلا,فهناك أحزاب اغتنت تاريخيا بشخوص,فتبوأت بهم مكانة عالية في تاريخ الفكر و النضال,و هناك أخرى هوت بهم و نسيت,فصغرت بصغرهم بعد أن كانت قوة يحسب لها و يعد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وصلت مروحيتان وتحطمت مروحية الرئيس الإيراني.. لماذا اتخذت مس


.. برقيات تعزية وحزن وحداد.. ردود الفعل الدولية على مصرع الرئيس




.. الرئيس الإيراني : نظام ينعيه كشهيد الخدمة الوطنية و معارضون


.. المدعي العام للمحكمة الجنائية: نعتقد أن محمد ضيف والسنوار وإ




.. إيران.. التعرف على هوية ضحايا المروحية الرئاسية المنكوبة