الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفاجآت على الطريق

حوا بطواش
كاتبة

(Hawa Batwash)

2014 / 2 / 19
الادب والفن


اليوم، عندما ذهبت الى دكان الكيبوتس الذي أعمل فيه رأيت الشباب الذين يبدون لي... ماذا أسميهم... متخلفين قليلا عقليا. لا أحب هذه التسمية، فكلمة "متخلف" تبدو قاسية ورديئة جدا. لا أدري لماذا تفرح نفسي لرؤية هؤلاء الشباب. إنهم يعملون في الكيبوتس. ما زلت أذكر أول مرة رأيتهم فيها، منذ سنة أو أكثر، حين كنت في طريقي من مكان عملي الى البريد، رأيتهم يعملون وبقربهم تراكتور في موقف السيارات. فوجدت أحدهم يقول لي: "شالوم!" وقد انطلقت الكلمة منه بسرعة تثير الشك. رفعت نظري نحوه وتأملته قليلا، ظننت أنه قد يكون أحد زبائننا في العمل، ولكنني لم أذكر أنني رأيته من قبل. رددت له التحية على كل حال. وبعد دقائق، حين كنت عائدة من البريد، رأيتهم ما زالوا في نفس موضعهم، ففوجئت بذلك الرجل يقول لي مرة أخرى: "شالوم!"... عندها، أدركت أنه... ليس بكامل قواه العقلية.
كنت بالقرب من الصندوق أدفع للبائع حين دخل اثنان منهم الى الدكان وأخذا ما كانا يرغبان في شرائه بسرعة كبيرة.
"نحن.. مستعجلان.. قليلا"، قال أحدهما وهو ينطق الكلمات بثقل.
ابتسمت لنفسي وأنا أراهما وخرجت من الدكان وأنا أفكر: ما أجمل الحياة بنظرهما!
في طريق عودتي الى مكان عملي، مرة أخرى، عند موقف السيارات الذي أمر منه في كل مرة ولا أدري لماذا يخفي لي دائما المفاجآت، لمحت 10 شيكل يلمع على الشارع. للوهلة الأولى، لا أخفي عليكم أنه خطر لي أن أنحني وآخذه لنفسي. لا، لست بحاجة ماسة إليه، ولكن... رغم ذلك... نعم، أحيانا أجد نفسي بحاجة إليه جدا ولا أجده عندي! فمنذ أيام فقط طلب مني ابني أن أعطيه 10 شيكل ليشتري شطيرة في المدرسة ولم أجد عندي في المحفظة! ولكن، بما أنني أجتهد عادة للانصياع الى مبدأ أن "لا تأخذ شيئا لا يخصك"، تجاهلت ما أرى... وأكملت طريقي. ربما يعود صاحب المال ويأخذه... واسيت نفسي. ولكنني عرفت في داخلي أن أحدا آخر غيري، لا يهمه أن يأخذ شيئا لا يخصه، على الأغلب، هو الذي سيأخذه لنفسه.
كلما رأيت مالا مرميا على الشارع تذكرت ذلك اليوم، حين كنت طفلة صغيرة، وجدت على الشارع 20 شيكل (مبلغ ليس بقليل في تلك الأيام). أسرعت لالتقاطه من الشارع ،وكانت معي صديقتي، فقلت لها بلهفة: "أنظري، وجدت 20 شيكل!"
فاقتربت مني وقالت: "دعيني أرى." أمعنت النظر الى المال، ثم قالت: "آه، هذا هو المال الذي ضاع مني البارحة!" وأنا صدقتها وسلمتها المال من كل قلبي! ورغم أنني حقا استغربت من الأمر ولكن لم يخطر في بالي أبدا أنها قد تكون كاذبة. ولكن تلك الحادثة لم تسقط أبدا من ذاكرتي. فقط بعد سنوات طويلة، بعد أن كبرت، واستعدت في ذهني تلك الحادثة مرات ومرات، أدركت... أنني كنت مخدوعة! وقد تتعجبون إذا أخبرتكم أن هذه الصديقة اليوم تعمل في بنك!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في


.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد




.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي




.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض