الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصالحة الوطنية وليست الحزبية ..!!

نورالدين محمد عثمان نورالدين

2014 / 2 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


• مايُعرف بالمصالحات الوطنية على مر تاريخها في السودان كانت محتكرة من قبل الاحزاب السياسية ، ولا افشي سراً إن قلت ان الشعب السوداني برئ من كل تلك المصالحات التي تمت بين الاحزاب ، فكل حزب كان يبحث عن مصالحه الذاتية بعيداً عن مصلحة المواطن ، للدرجة التي يفتعل فيها الحزب المظاهرات والعنف والوفوضى السياسية ليضغط على الحكومة ، وهذا ماحدث في كل العهود العسكرية التي لم تعط للديمقراطية زمناً لتنمو وتعيش ، وكانت دائما نهاية المصالحات الوطنية تنتهي بغضب شعبي وإنتفاضة بعدها يتم تفريغها من المضمون السياسي ..
• الديمقراطية الاولى انتهت بتسليم السلطة للجيش بعد فوضى سياسية كان اساسها الطائفية ، وعاش بعدها الشعب في ظل نظام عسكري رسخ للديكتاتورية إنتهت بغضبة شعبية في 1964م بعدها ظل الشعب يعاني من صراعات الطائفية إلى ان حدث إنقلاب نميري بعد خمس سنوات من الصراع الحزبي ، عاش بعدها الشعب تحت ظل نظام عسكري رسخ للدكتاتورية إلى ان إنتفض الشعب في 1985م عاش بعدها الشعب مرة أخرى وهو يشهد صراعات الطائفية التي قطعت الطريق أمام تطور الديمقراطية حتى جاء إنقلاب 1989م الذي قامت به الجبهة الإسلامية ..
• اليوم الأجيال الجديدة ترى بأم عينها ذات الصراعات السياسية الطائفية التي تتجلى يومياً في سباق المصالحات مع النظام بطرق ثنائية لتقطع الطريق أمام أي شكل من أشكال التطور الديمقراطي الذي طال هذه المرة إنتظاره ، ولا نستبعد ان تاتي الطائفية مرة أخرى بوجهها القبيح لتطالب بحكم السودان بذات عقليتها القديمة دون أي إتعاظ بتاريخها الأسود الذي ضيع على الشعب فرص الديمقراطية حتى أصبحنا نسمع أصواتاً تعلو وهي ترفض أي عودة لتلك الوجوه القديمة والتقليدية ..
• في تقديرنا لا مخرج آمن من دائرة الحكم الثلاثي ( إنقلاب ، ديمقراطية ، إنتفاضة شعبية ) إلا بوضع دستور يساهم فيه كل السودانيين دون إقصاء ، دستور يحترمه الأحزاب السياسية أولاً قبل المواطن ، دستور لا يخضع لأي موازنات حزبية أو قبيلة ، حينها فقط يمكن أن يحكم السودان بالقانون ، ولكن ما نراه اليوم هو تعطيل واضح ومع سبق الإصرار و وضع العراقيل من قبل الأحزاب حتى لا يتم وضع هذا الدستور الذي يعطل مصالحها الحزبية الضيقة والتي تخدم في المقام الأول قيادات وبيوت تقليدية تسيطر على هذه الأحزاب وتحركها كما تشاء ، ولا تضع أي إعتبار لمعاناة الشعب المغلوب على أمره والذي كاد أن يكفر بفكرة الإنتفاضة التي لن تأتي بدماء جديدة تسرع في بناء الوطن وتحكمه بالقانون الذي يتساوى أمامه الجميع دون فرز ، ولا يلدغ المؤمن من جحر ثلاث مرات ..

ولكم ودي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع


.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر




.. أردوغان: حجم تجارتنا مع إسرائيل بلغ 9.5 مليارات دولار لكننا


.. تركيا تقطع العلاقات التجارية.. وإسرائيل تهدد |#غرفة_الأخبار




.. حماس تؤكد أن وفدها سيتوجه السبت إلى القاهرة