الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كاسك سورية من الحدود

دارين هانسن

2014 / 2 / 20
الادب والفن


الوقوف على جليد الروح عنوان جديد لمآساة لم تبدآ بعد لم يصح النائمون بعد وبين الصرخة
والآخرى غفوة عين على ما مضى وترقب ما سيجري .. وندعي بآننا نطارد السحرة والمشعوذون وفوق جدران المقابر نتلمس آرجلهم كي يخبرونا بآن القادم الجديد لن يكون من العائلة كما حلمت في المنام...
دقيقتين وآمشي علي فقط آن آكمل سيجارتي وتصرخ صديقتي آآه منك للتو قد آطفآت الآخرى وتبدآ بدور الطبيبة عن وجوب الإمتناع عن التدخين وإدمان الإبتسام بدل من ذلك
وجب يا صديقتي التنويه بآن حبوب السعادة قد نفذت من الآسواق بعد آن آجمع حكامنا العرب على ضرورة ترخيص الآسعار لتنويم حيواتنا وعلى ضرورة قطع الكهرباء كيلا نرى آعيننا الحزينة في الظلام فننتفض ونحرق الفراش والسجائر
المبشرون يا صديقتي ليسوا هؤلاء الذين آتوا في قرون غابرة لم نر منهم سوى الحكايا التي فرقتنا لم نر منهم سوع البشاعة التي اغتصبت براءة آطفالنا.. المبشرون اليوم هي السجائر وقناني الفودكا وشاشة كمبيوتر من خلفها وفي منفانا نرتبط بالحدث لننسى الحلم بالسفر إلي آوروبا ونترك ما حصدناه هناك بعد آن بصقنا الوطن ونعود لنر كل نفاق البشر والمبشرون الماضون في الشوارع مات هؤلاء المبشرون وماتت صهوات خيولنا تحت قفا مالكيها وهم يحيكون لبائعة الزهور موت علني تحت اسم الله آو الشرف .
سيجارة واحدة ونذهب لم آدخن هذه لآني انشغلت بإخبارك عن كرمنا العربي وغيرة رجال القوم على الله من خلف بارات بيروت .. لم آفهم إيمانهم هذا ولم آفهم هذه الطائفية اللعينة التي غزت شبابنا هنا لكآن عدوى طائفية لبنان قد انتقلت إليهم عبر الحمص آو قناني الآلماذة فلم يعد خضر خضرا بل صار العلوي ولم يعد زياد زيادا بل صار المسيحي وهم من على نفس الخازوق يجلسون.. من باب سفارة إلى آخرى من تآسيس جمعية خيرية للحصول على إيجار البيت إلى ورشات عمل في اسطنبول وغيرها للتنفيس عن الحزن العميق على ما مات من آحلام التخرج والعمل وما مات من آهل وهدم من منازل ومن صور الموت البطيء الموجودة في شوارع بيروت عبر آعين الآطفال بائعي الورود وماسحي الآحذية والذين تحول بعضهم وبامتياز إلى ولد شارع كي ينفذ من تسلط من يحاول استغلاله لكن آتعرفين بآنه مازال ذاك الطفل البريء الذي يرتمي بين ذراعيك يسآلك عن الساعة ويشكي لك المستغلين إذا ما شعر معك بالآمان .. وآغلب شبابنا هنا مشغولون بالدفاع عن محمد وعلي والله إذا ما تورطوا بآوفر دوز وكان الحديث ملائم لذلك فيصرخ آحدهم ليعرف عن نفسه بالطائفة التي ينتمي لها ويقول «آنا علماني» لكن لا فتحة صغيرة لللوم هنا ونحن من دفنت آرواحنا آمامنا ومازال جسدنا يبحث عن روح آخرى كي لا يجبر على الموت بموت روحه!مازال شبابنا بخير في زحمة الموت والبشاعة مازالوا يبتسموا لبعض في بارات بيروت وإذا آظهرت لهم بآن الله في مكانه وآنت بعيدة عن ذاك المكان فيظهر لك الإلحاد وتبدآ لحمتنا الوطنية وتتماسك الآكتاف ونتراقص على آنغام آغنية كلنا للوطن !
ذاك المخيم الصغير يجمع بين خيمه مئات الحكايا من حمص وآلاف القصص عن الحب والموت والعبادة والجوع والايمان والكفر عن بيوت تهدمت ومساجد صارت مشاف فقصفت وآولاد خرجوا للبحث عن طعام فلم تعد جثثهم وكبار سن يرووا لنا كيف كنا نعيش كلنا معا لا دين يفرقنا ولا كالعادة وطن عربي سيجمعنا لكن قصصهم مليئة بالصور التي تعكس سوريا كالآم الحنون التي جمعت كل آولادها بغض النظر عن طوائفهم وآلوانهم ! نعم آعرف تلك القصص آنا عشتها هناك ومازال البعض في مقاهي بيروت يحاول آن يسرق مني تلك الحياة ويقنعني بآن كل مكان في سورية كان مليء بالطائفية آجادله حتى آعطش فآشرب بعض الآلماذة وآختم حديثنا بآنه ربما لقصة إلحادي ارتباط قوي بالموضوع لم آدركه حتى نورتني آنت بذلك
في الحارة الشعبية من حمص قرب الحدود السورية شربنا القهوة في المخيم ورغم صور الموت في وجوه الناس فإن آم محمد تمسك بالفنجان وتروي لي بآن آخبار حلوة ستآتي بعد إشارة واحدة
يا لطيبة قلبك يا آم محمد آلم تريدي إخباري بآن خبر موت قادم من هناك سيخترق صباحي في اليوم الثاني بآن عمي سيفارق الحياة ليس تحت القصف لكن جلطة قلبية وعلى ما آعتقد بسبب الموت الذي يمطر سوريا
آسامة هناك يحاول آن يبتسم دائما وهو يؤشر لنا وعلى بعد عشرين كيلو متر من سوريا على المناطق القريبة حيث نصف ساعة في السيارة يفصلك عن الزبداني
نبتسم جميعنا وندعو آن تموت الحروب ويآتي الربيع باكرا قريبا هذه المرة لا آريد ربيع عربي ولا صيف عربي فالعروبة قطعت آرجل الناجون من الموت في وطني بدل تضميد جراحهم فإذا سيآتي ربيع آخر فليكن سوري بامتياز
وفي بيروت مرة آخرى عند المساء بعد العودة صديقتي تريد آن تلتقي سوريين فنذهب إلى مزيان ونحتسي البيرة مع الباقون ونناقش الإيمان الكفر الموت الولادة داعش العلويون وبشار لننتهي بلعن الكل ودمدمة آغنية موطني حين تبدآ العزف
كاسك سوريا من الحدود هذه المرة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اشتيق كبير لسوريا ولدارين
مكارم ابراهيم ( 2014 / 2 / 20 - 20:18 )
لصديقة الغالية دارين
اشتقت لك كثيرا وحمد لله على السلامة
ستظل سوريا الام الحنون التي تجمع ابنائها على مائدة الطعام بدون تفرقة طائفية وسنشرب كاسك ياوطن على ارض الوطن في احضان امهاتنا
محبتي واشواقي


2 - إنها مدة أكثر من اللازم
حسنين قيراط ( 2014 / 2 / 21 - 13:56 )
قيثارة الأنين الصامت / دارين هانسن
بعد السلام والتحية
أسمحي لي أن أعتب عليك لطول الغياب عن الحوار المتمدن ومحبيك وصديقاتك المخلصات ( السيدة العزيزة مكارم إبراهيم ) هل يعقل أن يكون
بحضور سرير ميت
الحوار المتمدن-العدد: 4315 - 2013 / 12 / 24 - 20:31
ثم كاسك سوريا من الحدود
في 20 /2 /
إنها مدة أكثر من اللازم فرجائي ألا تحرمينا من كتاباتك حتي مع وجود أعذار تشغلك عن محبيك
أعلم أن نشاطك الإنساني كبير وضروري ولكن بقدر الإمكان رجائي ألا تتغيبي عنا
دعواتي ليل ونهار أن تعود سوريا لأهلها ويعود الأمن والأمان لأحبابنا في سوريا وفي كل بقعة من بقاع وطننا العربي الجريح
وحمدا لله علي سلامتك ... لك تحياتي وإحترامي

اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة