الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نزيف السخرية.....!؟

عبد الرزاق عوده الغالبي

2014 / 2 / 20
الادب والفن



ابتسم الزمن فوق عقارب ساعتي حين بدأت الغيوم تودع بعضها البعض تحت خجل الشتاء وهو يلملم امتعته ايذانا بالرحيل حالما زادت الشمس سطوعها قليلا لتجفف ما بقي من رطوبته و تسلم القادم الوردي مفاتيح الريح ومنهل النسائم كي تتسلل خلسة لتداعب براعم الازهار لتوزع عطورها في سوح المشهد الالهي فينتشر بساط الله الاخضر فوق تلك الربوع المنسية من بقعة جنوبية في ارضه الواسعة المعطاء، ينساب الق الحياة بنشاط وحيوية كانسياب افعى تسعى خلف فريستها ، تتسابق موجات الماء فيه ، تتخاصم وتتصالح ، ترتفع بعذرية وعفوية وترتطم بضفتيه كخيول برية تفز عند مرأى صياد. ويكاد الماء ان يختفي بتعمد بعيدا عن المقل يعلن عذوبته وصفاءه كزجاج بلله الغيث في يوم مطير ثم يتفاقم الزهو في شريان فراتها الطافح بالخير ليغذي قلوبنا صحة وعافية...!
وتتبختر سمفونية الاصوات في حلل من الوان ربانية عجيبة بكر حين تمتزج في اطار موحد لتعزف اجمل الانغام الجنوبية و هي ترسم مكامن الجمال واسس الرقة والغنج الانثوي بفرشاة رسام ماهر ، يكلل الطبيعة الغناء ثوب جديد بشكل عشوائي وربما مقصود.....! يبرز مشهد الامومة النابض بالخوف والحرص بشكل غريزي عند حلول شبح الفناء وهو يجمع اشلاء الخطر المتناثرة كي يحوم فوق جوهر السلام ويشق عصا البقاء من اجل شريعة البقاء نفسه وهذه شريعة حتمية لا مناص منها في ميدان الاستمرار، يتجه المشهد نحو منحى مأسوي حالما تنتصب هذه المخلوقة الصغيرة امام عشها المهدد ، وتشهر مخالبها الدقيقة بانفعال كسيوف هندية موجهة منقارها المدبب الدقيق نحو جبروت الغزو والانتهاك متحدية براثن النهم والبلاء التي تروم الفتك في مرابع البراءة فيما ينذوي خلفها فلذات من جوهر الطفولة المرتعبة ، وتنسى كل معاني الحياة وتتجاهل ما حيط بها من جمال بهي حينما يتوحد كل شيء عندها بمعنى واحدا فقط : الدفاع عن الوطن والاهل...!؟
صعقت بمس كهربائي امام هذا المشهد الكبير بمعناه وانا اشاهد الضعف والبراءة وهي تتنمر و تستأسد وتنقلب الى هول ونقمة عديمة الحدود حين مس واقعها خطر ......!؟ سلبني ذلك المشهد الغريب كل ما تبقى من وعي فتولت ابتسامتي العريضة الانسحاب والاضمحلال بشكل تدريجي وانتقلت تقاسيم وجهي نحو ميدان الكآبة الرحب في واقعنا المهتز وبدأت عيناي تقذف حمما من دمع يكوي ما تبقى من تقاسيم منكسرة.....!؟ امعنت النظر بهذه المخلوقة الصغيرة وقد انتفخت اوداجها كضفدع ينق في زمن التكاثر، وهي تتهيأ لهجوم شرس على خطر يفوقها مئات المرات ،سافر عقلي وكل ما في تفكيري باتجاه نفسي ووطني وبدأت المقارنة نحو ما ارى واسمع كل يوم من اهوال وهذا المشهد الفطري...!؟.
بدأ الهجوم واستمرت المعركة الضروس دقائق وقد فعلت هذ المخلوقة الصغيرة بمنقارها دفاعا عن عشها وصغارها ما يعجز عن فعله ضياغم اصحاب الكروش المنتفخة والبدلات الانيقة الذين تصحرت عقولهم من هذا المعنى واقفرت ضمائرهم الميتة عن كل منحى انساني حين انصب جل اهتمامهم على بيع ترابهم الطاهر ورؤوس ابنائهم في مزاد الجشع وتعاهدوا مع الشيطان على تدنيس تاريخهم المشرق باصرار بالتحالف مع تجار الموت ومصافحة ايدي الشر للمتاجرة بأرواح الابرياء من ابناءهم لهدف رخيص زائل او طمع في موضع قدم قذر، فتحوا بوابات الجحيم على مصارعها نحو مخالب الغربة لتفتك في فلذات الاكباد ولتسحق بسط الخير الخضراء تحت اجسادهم الغضة وتخرب الجمال وتنشر الظلم والظلام وتفتك بالخلق في مستقر الخير والسلام ، بلد الرافدين وموطن الامل و والكبرياء لتكبر كروشهم و يزداد وزنهم في ميدان الجفاء والعمالة ونكران الجميل.....!؟ استيقظت من غفلتي تلك نحو وعي مقفر حزين كئيب..... وانا اردد بصوت خافت تعب..... لك الله يا وطني....!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة أسطورة الموسيقى والحائز على الأوسكار مرتين ريتشارد شيرم


.. نحتاج نهضة في التعليم تشارك فيها وزارات التعليم والثقافة وال




.. -الصحة لا تعدي ولكن المرض معدي-..كيف يرى الكاتب محمد سلماوي


.. كلمة أخيرة - في عيد ميلاده.. حوار مع الكاتب محمد سلماوي حول




.. لماذا تستمر وسائل الإعلام الغربية في تبني الرواية الإسرائيلي