الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار حول جنيف 2 *

جورج كتن

2014 / 2 / 21
مقابلات و حوارات


1 - هل جنيف2 كان تعبيراً عن إرادة السوريين سواء " المعارضة “ أو "النظام "؟ ولماذا؟
لا اظن ان إرادة السوريين موحدة حول ما تمر به سوريا من أحداث، فصوت غالبيتهم غير مسموع من معظم الأطراف التي هي نوع من قوى امر واقع مفروضة على الجميع رغم ارادتهم، ولكن يمكن ان نسأل: هل جنيف 2 يعبر عن مصلحة السوريين؟ في هذه الحالة أرى ان المؤتمر بما قد يصل إليه من حل سياسي، هو في مصلحة معظم السوريين، فقد أصبح وجود سوريا كدولة والسوريين كمواطنين نفسه مهددا بالانهيار والتلاشي مع تطور الصراع المسلح الذي يديره النظام بطرق وحشية من قتل وتدمير مدن وبلدات ومنازل وبنى تحتية ومؤسسات ومدارس، واعتقالات لمئات الالاف وتعذيب وتجويع، وتهجير بالملايين خارج البلد وداخله، في كارثة غير مسبوقة. لذلك يمكن ان نستنتج ان الحل السياسي الذي قد يتمخض عن التفاوض هو في مصلحة السوريين.
بالنسبة للنظام جنيف مواجهة سياسية في المجال الدولي يخوضها ليس لإيجاد حل سياسي، لن يكون لمصلحته إن تم التوصل اليه حسب مبادئ جنيف1، بل ليقنع العالم بانه يخوض حربا ضد الإرهاب وليس حربا ضد شعبه الثائر المطالب بحريته.
أما المعارضة فهي أطراف متعددة ولكن اكثرها قربا من مصلحة الشعب السوري الطرف الذي شارك في جنيف محاولا اجتراح حل سياسي يوقف الحرب ويضع سوريا على طريق الانتقال لنظام ديمقراطي، الممثل بالائتلاف الحائز على اوسع اعتراف دولي واقليمي وعربي والممثل لأهم كتل المعارضة السورية، فيما المعارضين الآخرين الذين رفضوا الاشتراك في جنيف هم الابعد عن تمثيل مصلحة السوريين وسوريا، يكادوا ينقسموا بين متشنجين ومخونين لكل من ذهب للمؤتمر وبين مدعين انهم لم يمثلوا بما يناسب "حجمهم!" في وفد المعارضة، فادعوا ان المشاركين "هواة" غير كفؤين لخوض عملية التفاوض، او تابعون لأطراف اجنبية!

2 - كيف تنظر إلى أداء وفد المعارضة “الائتلاف“ في جنيف2 في المرحلة الأولى والثانية؟
اداؤه كان مقبولا ولا يمكنه فعل أكثر من ذلك مصطدما بتعنت النظام وتهربه من استحقاقات جنيف1. في الجانب الإعلامي تفوق على وفد النظام الذي ارتكب أخطاء ذهبت بما تبقى من مصداقيته المتلاشية، كما تفوق في طرح مشروع لحل سياسي وخاصة وثيقة ال 24 نقطة وهي عبارة عن خارطة طريق جدية لإيقاف الحرب ووضع سوريا على طريق الانتقال السلمي من النظام الاستبدادي للديمقراطي.

3 - برأيك هل وفقت المعارضة بشأن رفض حضور إيران لمؤتمر جنيف 2؟ علماً بأن لإيران اليد الطولى في كل ما يجري من تفاصيل في سورية؟
حضور إيران او عدم حضورها برأيي لا يحدث فرقا إذ ان الدول ال 40 التي حضرت يكاد يقتصر حضورها الفعلي في الجلسة الافتتاحية، فيما الجلسات بعد ذلك تخص الوفدين بالدرجة الأولى والأمم المتحدة ممثلة بالوسيط الإبراهيمي، أما من وراء الكواليس فالدور الأكبر هو لممثلي اميركا وروسيا ودول غربية وعربية. عدم مشاركة إيران لا يفقدها تأثيرها على النظام وبالتالي على وفده المفاوض، يدها الطولى لن تتأثر من عدم حضورها فلا تزال تمارس دورها سياسيا وعسكريا داخل وخارج سوريا. لذلك برأيي فإن نجاح الائتلاف بمساعدة دول أصدقاء سوريا في الغاء مشاركتها هو انتصار إعلامي لا أكثر، علما بان إصرارها على رفض الاعتراف بمقررات جنيف1 الذي هو سبب الغاء مشاركتها، لا معنى له فكان يمكن ان توافق عليه ثم تفسره حسب مصالحها كما فعل النظام.

4 - بعد تمسك كل طرف برأيه بشأن "الحكم الانتقالي" من قبل المعارضة، ومسألة "الارهاب " من قبل النظام .. ماذا تتوقع بعد انتهاء الجولتين الأولى والثانية من جنيف2؟
تمسك كل طرف برأيه يعتمد بالدرجة الأولى على متانة موقفه في الداخل فالطرفان متشددان بالاعتماد على توازن على الأرض حيث أي من الطرفين غير قادر على الحسم لصالحه وحتى غير قادر على ترجيح كفته بحيث يستطيع فرض شروطه من خلال التفاوض. لذلك ربما تكون الهجمة على منطقة القلمون من قبل النظام وحلفائه، هي لتحقيق اختراق وترجيح لصالحه في الجولة القادمة وما يليها. لن يتراجع أي طرف إلا إذا حدثت تحولات جدية في التوازن القائم. هذا من جهة، من جهة أخرى فإن توافقا على حل ما، بين الدول الكبرى وخاصة اميركا وروسيا قد يسرع من تراجع الطرفين عن تمسكهما بأولوياتهم ويضغط على الطرفين لتقديم تنازلات "مؤلمة" لا يريدونها. مما يذكر بالتفاوض من خلال الأمم المتحدة لإنهاء الحرب العراقية الإيرانية التي طالت وأنهكت الطرفين دون تمكن أي طرف من حسمها بانتصار مدوي نهائي، لذلك قبلت إيران بعد تعنت وتمنع طويل بوقفها، ليصرح الخميني بأن إيران اضطرت "لتجرع كأس السم" بقبول وقف الحرب العبثية رغم عدم تحقيق هدفها بإسقاط النظام العراقي. ستلي الجولتين برأيي جولات أخرى كثيرة وطويلة رغم عدم الوصول لنتائج حاسمة، إلا إذا حدثت تحولات دراماتيكية في الداخل على الأرض، أو في إطار توافقات الدول الفاعلة في الصراع السوري.

5 - هل يمكننا القول بأن الائتلاف يمثل كل المعارضة السورية وبخاصة في ظل غياب معارضة الداخل "هيئة التنسيق" وايضاً غياب مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيطر على الأرض بالنسبة للأكراد؟
لا يمثل الائتلاف كل المعارضة السورية وذلك ما اعترف به الائتلاف نفسه على لسان مسؤوليه، وقد سعى لإدخال أطراف أخرى ومنها بشكل خاص "هيئة التنسيق" التي تتحمل المسؤولية الأولى عن فشل هذه المحاولات حيث كانت لها شروطها، تعجيزية أو شكلية تتعلق ب “هيبتها!"، ومنها قبل الجولة الأولى أنه لم توجه لها دعوة رسمية من قبل الأمم المتحدة التي تركت أمر حضورها لقيادة الائتلاف المكلفة دوليا بتشكيل وفد المعارضة. ثم عادت قبل الجولة الثانية فقبلت بالتفاوض مع الائتلاف حول تمثيلها، وتعذر الاتفاق بسبب إصرار الهيئة، رغم التوافق السياسي للطرفين على الخطوط العريضة لعملية التفاوض، على إعطائها أربع كراسي في الوفد فيما أصر الائتلاف على كرسيين! علما بان إسماع صوت الهيئة في المؤتمر لا يحتاج لأكثر من ممثل واحد. أي أن الخلاف على الكراسي فيما الكارثة تعصف بسوريا وبالشعب السوري والحاجة أكثر من ماسة للوصول لحل سياسي يمنع انهيار سوريا وصوملتها.
وكان أحد شروط حضور الهيئة تمثيل حزب الاتحاد الديمقراطي، المشارك في "هيئة التنسيق" رغم ان القاصي والداني يعلم أن الحزب تجمعه مع النظام تبادل مصالح مشتركة لا ينكرها الطرفان، وقد لعب الحزب دورا واضحا وما يزال في قمع الحراك الشعبي الكردي ضد النظام. ولا يغير من ذلك أنه مسيطر على أرض في المناطق التي تم فيها تسليم واستلام مع النظام، فلو كان كل مسيطر على أرض يجب تمثيله لكان يجب ربما تمثيل دولة "داعش" رغم كونها ثورة مضادة. وهناك من اعتبر أن الحزب الأوجلاني ممثل من خلال وفد النظام. وهذا لا يعني أن الكرد كقومية ثانية في البلاد غير ممثلين في جنيف فالأحزاب الكردية المعارضة المتجمعة في المجلس الوطني الكردي انضمت للائتلاف وهي ممثلة في وفد جنيف من خلاله.
* اجرى الحوار حسن برو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |