الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة عقل المسؤول

ندى الخوام

2014 / 2 / 21
الادب والفن


ما إن زالت حقبة حزب البعث المظلمة التي حكمت العراق أكثر من أربعين عاماً وقادته إلى كهوف الظلام ، حتى شرعت الحكومة التي أعقبته في تبني خط مسيرةٍ صوب هذه الكهوف وتعميق مساراتها أكثر وبإمتياز.
وعلى الرغم من انها قامت بتأهيل العديد من الأبنية الحيوية والخدمية التي تعرضت للنهب والسلب مع أحداث عام 2003 التي ضربت العاصمة بغداد تزامناً مع سقوط نظام البعث ,واحتلال القوات الأميركية للعراق, إلا إنها وبعد مرور عقد من الزمان ترفض تأهيل بعض المعالم الحضارية والثقافية في العاصمة بغداد رغم الأذى الذي لحق بها. متذرعةً بأسماء تلك المعالم أو بذريعة من أمر بإنشائها ، على شاكلة مسرح الرشيد
وبما أن الأحزاب الإسلامية لها الكفة الراجحة في المحاصَصة الحكومية لهذا ترى أن من واجباتها تعطيل عجلة هذه الصروح حتى لا تمس كرامتها كحكومة إسلامية بتأييدها لإسم الرشيد وسياسته الظالمة وطغيانه ومعاداته لأهل بيت النبوة
لكن المسألة لا تتطلب كل هذا التمثيل في التزمت الواهن الذي يُطبق بغية كسب عاطفة الفئة المغلوبة والأكثر ضرراً من طغيان تلك الأنظمة. لا دخل للفنون والثقافة والحضارة في السياسة العشوائية للبلاد ، فالأمم تعرف من ثقافتها وانجازاتها .. وأن إصرارَها على إهمال هذا الصرح الكبير فقط لتسميته باسم الرشيد يدل على أن حكومتنا تملك عقلية اوهن من بيت العنكبوت تدير بها البلد
ونحن نعاصر هذا العام حدثاً ثقافياً على مستوى (بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013) والتي احتضنت في الشهر المنصرم مهرجان بغداد المسرحي الدولي الأول وقد أقيمت فعالياته على خشبة المسرح الوطني وبغض النظر عن كل سلبياته وإيجابياته التي حدثت فلسنا هنا بصدد الحديث عن المهرجان أو انتقاده ..
كان الأجدر بالحكومة أو باللجنة القائمة على هذا الحدث تأهيل مسرح الرشيد وبناية دائرة السينما والمسرح في الصالحية وافتتاحها تزامنا مع المهرجان بيد أن الإسم لا يعرقل مسيرة التقدم فإن كان الرشيد هارون هو المقصود كتسمية فيكفي أنَّ الرشيد إسم من أسماء الله الحسنى قبل أن يكنى به هارونا .. ويمكن لها إزالة العقبة التي تمنعها من إعادة تأهيل المسرح بتغيير اسمه إذا كان فعلاً هو السبب الحقيقي الذي يقلق مضاجعها .
وفي مقارنة بسيطة بين ما تفعله الحكومة العراقية وبين أبسط البلدان المستقلة حديثاً بعد انهيار الاتحاد السوفيتي كجورجيا وأوكرانيا نلحظ أنَّ جزءاً كبير من ريع هذه الدول يعتمد على الفنون بكل مجالاتها إلى جانب السياحة ..هذا ونحن لم ندخل في مقارنة مع الدول الكبرى الحاضنة للفن والثقافة .
لكِ الله يا عاصمةَ الثقافة العربية ... ولك الله يا بلد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي


.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية




.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي


.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب




.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?