الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الحاجة إلى حراك جديد

احمد الطالبي

2014 / 2 / 22
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


حلت الذكرى الثالثة لحركة 20 فبراير المجيدة ، الحركة الشبابية التي ولدت من رحم تراكمات نضالات الشعب المغربي والتي حضنها السياق المغاربي و الشرق أوسطي الذي اتسم بانتفاضة الشعوب ضد الفساد و الإستبداد ،هذه الإنتفاضة التي شارك فيها شباب المغرب من مختلف التنظيمات السياسية و المدنية و التيارات المستقلة ، بمساندة قواه الحية الوطنية التقدمية الديمقراطية .وقد أعطت الحركة الشبابية دينامية جديدة للنضال ووسعت من مجالات الفعل الإحتجاجي ليشمل مختلف مناطق الإقصاء و التهميش ، ليس في المدن فحسب في الأقاصي والمناطق النائية.....

ولأن المخزن فطن منذ البداية إلى خطورة الأمر ، فقد سارع إلى الإلتفاف على الحركة عبر تحييد القوى النقابية من الصراع ، و كذا توظيف أدواته السياسية المتمثلة في الأحزاب الرجعية بما فيها العدالة و التنمية الذي عقد صفقات مع المخزن مقابل الوصول إلى موقع الحكومة ، كما سارع المخزن إلى الإعلان عن إصلاحات وهمية تبين فيما بعد أنها ليست جادة و لم تستوعب خطورة الوضع و المرحلة ولم ينتج عنها سوى المزيد من الفساد و الإستبداد و الغلاء و التفقير والقمع و الإنتقام من مناضلي 20 فبراير و الزج بهم في السجون كما تم الهجوم على حق الإضراب والقدرة الشرائية و بالمقابل ، تم تمتيع البورجوازية الهجينة بكل الإمتيازات و التسهيلات وتم العفو عن المفسدين ومهربي المال العام ، دون مراعاة مشاعر المواطنين و عموم الطبقات الشعبية التي يسحقها الفساد و الإستبداد .و يبدو أن تلك الإجراءات أشيه ما تكون باستعراض للقوة المخزنية على الشعب وبواسطة حكومة العدالة و التنمية التي سقطت اقنعتها في أيامها الأولى ، بعد أن تبين أن صراخ بنكيران و ضجيجه لم يكن يحمل أي معنى غير الرغبة الدفينة في التسلق و الوصول ليس إلا ......

و إذا كانت مناورات المخزن قد ساهمت نوعا ما في التخفيف من حدة الحراك و استمراريته ، فلا يمكن أن نغفل بعض الأخطاء التي سقطت فيها مكونات الحركة و التي ساهمت بدورها في تآكل الحركة من الداخال من قبيل :

- المزايدة السياسية في الشعارات والدفع بالحركة إلى تجاوز السقف المتمثل في إسقاط الفساد و الإستبداد دون مراعاة درجة و عي الجماهير و قدرتها على تحمل النضال بنفس طويل و عميق ..
- عدم الإنسجام الأيديولوجي بين مكونات الحركة ، و تربص بعضها ببعض و انتظار لحظة الإنقضاض و الفوز بالغنيمة ، ومحاولة إضعاف كل طرف لخصمه ....
- محاولة البعض الركوب على المطالب الإجتماعية للحركة وجعلها حصان طروادة لتصفية حساباته الخاصة مع المخزن و إغفال حاجة الشعب المغربي إلى حراك يمكن أن يجمع مختلف الشرائح وتعبئتها لإسقاط الفساد و الإستبداد بدل جعلها فزاعة في و جه المخزن ، و كأننا في حلبة الإستعراض...
- انعدام التخطيط والمنظور الإستراتيجي وضعف القيادات على المستوى المحلي مما يفرغ نقاشات الحركة من أي مضمون ، في غياب قيادات كفأة قادرة على الحفاظ على تماسك الحركة .

لذلك و نحن بصدد الإحتفال بالذكرى الثالثة للحركة ،و بعد أن تبين للجميع أن الإصلاحات المخزنية المزعومة لم تعط لكادحي و فقراء و مهمشي المغرب غير المزيد من الجوع و القهر و الظلم و الإستبداد ،فإنه لا بد أن نستحضر أن الإنخراط في الحراك الجديد يقتضي منا استحضار كامل و عينا من أجل قراءة تفكيكية للمرحلة السابقة و نستخلص منها الدروس و العبر ومن أجل أن نستثمر الدينامية التي خلقتها الحركة استتثمارا يضمن انخراط مختلف المكونات و الشرائح الإجتماعية المتضررة من السياسات اللاشعبية ، و يستشرف بناء جبهة اجتماعية لمواجهة الفساد و الإستبداد بعيدا عن المزايدة ومحاولة الإستقطاب الفج داخل الحراك و الذي لا يخدم في النهاية غير أجندات انتهازية ضيقة وخبيثة حتى ..
لنعط لصراخنا معنى واحدا ، يبدأ بخدمة الشعب و ينتهي عند خدمة الشعب ....


لنلغ دواتنا إذن و لننخرط بصدق في دينامية النضال الشعبي من أجل ديمقراطية من الشعب و إلى الشعب و من أجل الكرامة و المساواة و العدالة الإجتماعية .

..............................عاشت حركة 20 فبراير صامدة مناضلة ...........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفيديو مجتزأ من سياقه الصحيح.. روبرت دي نيرو بريء من توبيخ


.. الشرطة الأميركية تشتبك مع المتظاهرين الداعمين لغزة في كلية -




.. حشود غفيرة من الطلبة المتظاهرين في حرم جماعة كاليفورنيا


.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس




.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب