الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسي في العراق كمشكلة, لا كحل .. بقلم محمد أبو النواعير ..

محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)

2014 / 2 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


السياسي في العراق كمشكلة, لا كحل ..

لم تعد السياسة في عالم اليوم, مقتصره على ما يدور من مؤامرات داخل بلاط الملوك وقصورهم؛ بل أصبحت تمثل اليوم, عمقا ضاربا بأطنابه في دقائق الحياة اليومية للمواطن.
المشاكل الصغير في لعبة السياسة (في العراق اليوم مثلا), يمكنها أن تجلب الكثير من المصاعب والعراقيل, وتسلطها على حياة الناس اليومية, وفي كل مجالاتهم: الإقتصادية, والأمنية, بل وحتى الإجتماعية الحياتية؛ هذا هو الصعيد الطبيعي للعمل السياسي في الوقت الحاظر؛ وإذا أن نضيف لها خصوصية ما يجري في العراق, من توجه شبه كامل, لأغلب العاملين في الحقل السياسي, نحو تغليب المناهج والرؤى المبنية على أهداف, هي عبارة عن مسالك ضيقة, قد تتمثل بالطائفة, او الدين, او العرقية, او الحزب, او القومية؛ فإننا نجدها قد تم اتخاذها, منارا يستدل به أغلبهم اليوم.
لا غرابة في أن نشهد ابتعاد العملية السياسية برمتها, عن تقعيدات الإستقرار المؤسساتي, الذي يفترض ان يتوفر فيها؛ لينعكس هذا الإستقرار, كنمطية توجيهية لكل مؤسسات الدولة الإقتصادية والخدمية والأمنية. بل وإتجاه البلد الى عملية انشطار للأزمات, لم يسبق أن حدثت, في تأريخ دولة من الدول في عصر الحداثة السياسية؛ بل وخلقت وباءا يصعب علاجه, تلون بتسميات عديدة, تصب كلها في خانة الإرتباك العام في ادراة ملفات البلد؛ مما انعكس بالنتيجة على ظهور هبوط حاد وملحوظ, في الخط البياني المرسوم, لمستوى تفاعل الدولة وأجهزتها الخدمية, وما تقدمه من حقوق؛ مع مدى استجابة المواطن لها, والذي بدأ يغير أسس اعتقاده بمفهوم الدولة الديمقراطية, حيث بدأ يضعف ويقل هذا الإعتقاد يوما بعد آخر. فالمواطن اليوم, لم يعد ذلك الجزء المكون لمجتمع أتباع الملك وقطيعه؛ بل انه بدأ يتفاعل ويراقب حراك السياسيين, ولقائاتهم وحواراتهم؛ وهو في كل ذلك, لم يلمس منها الا توترا, وتشنجا, وتصعيبا وتعقيدا للأمور؛ التي تبدأ في ظاهرها سياسية, لتنتهي في آخرها حياتية تمس حياة الإنسان وكرامته.
إذا فالحل الذي(قد) يعيد الأمل الى المواطن, هو من خلال إدراك السياسيين, أن صراعاتهم الفئوية والحزبية, السياسية الضيقة, يجب أن تنتهي؛ لأنها سبب خراب العراق؛ ويجب أن يغيروا منظومتهم القيمية القائمة على حب ذواتهم, إلى حب وطنهم وحب تقديم الخدمة لمواطنيهم؛ كقيمة عليا يؤمنون بها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كمن يطلب الماء من صحراء قاحله
علي العبيدي ( 2014 / 2 / 22 - 07:57 )
قد ينتهي حلمك سيدي العزيز بعد ان تصحو على خبر كشف قضية فساد جديده للابطال يجري طمطمتها باسرع مايمكن
ينتهي حلمك الجميل بوجود هكذا سياسيين يضعون مصلحة الوطن والشعب فوق مصلحتهم والاخبار تتوالى حول التخندق الطائفي وخسارة وطننا اكراما لعيون دول الجوار
ويتاخر ميناء الفاو ارضاءا للاردن وسوريا والكويت وايران
ويجري انهاء الزراعه ارضاءا لسوريا والاردن وايران
ويجري انهاء الصناعات الغذائيه ارضاءا للسعوديه والكويت والاردن وتركيا وايران
ويجري استيراد اجهزة كشف المتفجرات مزيفه ارضاء للقاعده وقطر والسعوديه وسوريا والاردن واخيرا داعش
المطلوب دوله بشعب لايعمل ولايصنع ولايزرع ولاينتج وانما ياكل فقط وبدون تفكير
هذا مايريده السياسيين اللذين تحلم انت سيدي بان ينظروا مايريد الشعب وان ينصفوه فانت تطلب الماء من صحراء قاحله

اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا