الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما تتعرض له فنزويلا يتطلب وقفة تضامنية جادة بمواجهة المؤامرة

عباس الجمعة

2014 / 2 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



انه مسلسل اللعب وتشويه الحقائق لايزال مستمراً من قبل وسائل إعلام الدول الرأسمالية حول المؤامرة الجديدة التي تنظمها القوى اليمينية المتطرفة في فنزويلا ، بقدر ما رددت وسائل الإعلام العربية عناوينها وتحليلاتها كما لو أنها برمجت لتنقل حرفياً ما تشيعه زميلاتها المحترفات، والفرق أن المجموعة الأولى تعتمد حرفية في تناول الوقائع وتحرّف وفقاً لدوافع أيديولوجية أما مجموعتنا العربية فتكتفي بالترداد والتكرير والضياع وراء أذناب إعلام القوى الامبريالية باستثناء قناة الميادين.
ان حزب القائد تشافيز ، حزب اشتراكية القرن الواحد والعشرين، معجزةً تاريخيةً بصعوده وتربعه على عرش الحياة السياسية الفنزويلية، على أدراجٍ بنتها محبة الفنزويليين وعرق المناضلين ودماء شهداء الكراكاسو وكل صرخة دوّت بوجه القهر والظلم والجوع إننا موجودون والواقع ليس بأبدي بل لابد لسواعد الثوار أن تحطم هذه المؤامرة فوق رؤوس اصحابها لأن غالبية الفنزويليين بالرغم من التضليلات كافة سيقودون معركتهم بوجه ما يحاك ضد بلدهم .
لقد أثبتت الارداة الشعبية أنها أداة ثورية لا يمكن التنازل عنها بل لا بد من الاستماتة في الدفاع عنها، وهذا يستدعي من كافة الاحرار في العالم الوقوف بجانب الحزب الاشتراكي الموحد لفنزويلا والحكومة الثورية ، وهذا ما يدفع الرئيس نيكولاس مادورو للتمسك بالديمقراطية وتطوير نموذجها الفنزويلي الاشتراكي المتمثل "بديمقراطية ليستمر بالتقدم والرقي مقدماً أنموذجاً يشهد له العالم بأنه الأكثر فاعليةً ونسب المشاركة الهائلة في كل انتخابات تشهدها فنزويلا دليل على الإيمان الشعبي بالديمقراطية كوسيلة لتطوير البلاد.
ان ما يجري اليوم تحركه الدوائر الموساد الصهيوني، بسبب مواقف الثورة البوليفارية تجاه الشعوب العربية وقضيتها المركزية فلسطين ومواقفها المعادية لأمريكا والصهيونية، بل ولمواقفه المتعلقة باحياء الوطن الفنزويلي، وخدمة المصالح الفضلى لفنزويلا، وهو ما يتوافق بالكامل مع أمثالي الفنزويليين العرب أو العرب الفنزويليين المؤيدين للفكر الناصري وأفكار تشافيز التي هي أفكار بوليفار، لا يمكن إلا أن تكون من طلائع هذه الثورة التي يقودها نيكولاس مادورو .
ان ما تتعرض له فنزويلا يتطلب وقفة تضامنية جادة بمواجهة المؤامرة الجديدة التي تنظمها القوى اليمينية المتطرفة في فنزويلا، بالتواطؤ مع الادارة الامريكية والموساد الصهيوني، بهدف إسقاط حكم الرئيس نيكولاس مادورو كمقدمة لتصفية الثورة البوليفارية ، ولعل استمرار الضربات وبشكل متوالي وصريح ضد فنزويلا بشكل خاص يدل على إدراك الامبريالية لخطر هذا المد اليساري الذي تقوده فنزويلا في أمريكا اللاتينية على الوجود الامبريالي ومصالحه الأنانية المتنكرة للمصالح العامة، وذلك من خلال التظاهر واعمال العنف والقتل في أكثر من منطقة، ضاربة عرض الحائط بالقوانين الوطنية والدولية التي أكدت على شرعية الانتخابات الرئاسية في فنزويلا.
وفنزويلا بقيادتها لهذا المد اليساري قادرة على مواجهة هذا الاستهداف، فلم تعد الاشتراكية لدى هذا الجيل الجديد قائمة على القوة العسكرية كرادع أساسي لأي مواجهة بل أصبحت تتخذ من "ديمقراطية الممارسة" أساساً لصمودها وهو ما يجعلها أقوى وقابلة للاستمرار مع المحافظة على القدرة العسكرية التي تقوم أيضاً على الممارسة الديمقراطية وهو ما يظهر جليا في الولاء للثورة الذي يبديه أعضاء جهاز الأمن الفنزويلي من خلال ترقبهم لمحاولات الانقلاب المتتالية والمستمرة بدقة عالية وإحباطهم لها.
ان الشعب الفنزويلي هو شعب ثوري استفاد من كل التراث الإنساني والعالمي الثوري والتقدمي في بناء وتطبيق اشتراكيتهم والتي أخرجت فنزويلا من عصر الظلمات الى النور، ،فالثورة الفنزويلية ضربت المفاصل الأساسية للإقطاعيين والرأسماليين،وصادرت الكثير من ممتلكاتهم التي استولوا وحصلوا عليها بغير حق،وأقاموا إشتراكية حقيقة قائمة على التوزيع العادل للثروات،وتوفير الخدمات الأساسية من تعليم وصحة مجاناً للشعب الفنزويلي،الذي كان يجري نهب خيراته وثرواته واستغلال فقرائه من العمال والفلاحين من قبل النظام الديكتاتوري والطغم المالية والبرجوازية الحاكمة بشكل وحشي،لم تعرفه عصور العبودية والإقطاع في أبشع صورها وتجلياتها الاستغلالية.
هذه الثورة الفنزويلية التي قادها الرمز هوغو تشافيز وخلفه الرئيس نيكولاس مادورو والذي نكن له ولها كل الاحترام والتقدير على المواقف المبدئية والثابتة تجاه القضية الفلسطينية، وتجاه كل قضايا الثورات والشعوب المضطهدة والمظلومة، فهذه الثورة كانت بقيادتها السابقه في اتخاذ مواقف جريئة وثورية من اعتداءات وجرائم الامبريالية والصهيونية على الجماهير العربية والشعب الفلسطيني واللبناني ،ونتذكر هذه المواقف أثناء الهجوم الأطلسي على العراق ومن ثم فرض الحصار عليه قبل احتلاله، فكان تشافيز أول من خرق الحظر الجوي الذي فرضه الاطلسي على العراق ،وكذلك أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان ومقاومته في تموز2006،والعدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أواخر2008،فبادر تشافيز الى طرد السفير الإسرائيلي من العاصمة الفنزويلية.
من هنا فالوقوف الى جانب فنزويلا بقيادة رئيسها القائد الأممي نيكولاس مادورو مثالاً حياً على الإشتراكية الحقة،التي قدمت لشعبها الكثير من الإنجازات في تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية والحياتية لشعبها،وتطورها وتقدمها بشكل كبير،وقد رفعت من نسبة التعليم بشكل كبير،وقضت الى حد كبير على الجهل والتخلف والفقر،وحدت من نسبة البطالة بشكل كبير،وشعب فنزويلا الذي أكد تمسكه بقائده الرمز الراحل تشافيز وأعاده الى الحكم عندما حاولت القوى المرتدة والطغم المالية والبرجوازية الإطاحة به،يثبت أن خياره هو الاشتراكية مادورو ومن هم على نهج تشافيز من القادة الفنزويليين.
ختاما لا بد من القول : ان ما يجري اليوم هو معركة فاصلة للشعب الفنزويلي، ولامريكا اللاتينية، وهي مؤشر في الصراع الجاري في المنطقة والعالم وهو يتطلب من الاحزاب والقوى التقدمية العربية الى التضامن مع الثورة البوليفارية التي لم تبخل يوماً في دعم نضال الشعب الفلسطيني وقضيته وقضايا الشعوب العربية .
كاتب سياسي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انعكاسات مقتل رئيسي على السياسة الخارجية لإيران |#غرفة_الأخب


.. تحقيق للجزيرة يكشف مزيد من التفاصيل حول جرائم ميدانية نفذت ب




.. منير شفيق: وفاة رئيسي لن تؤثر على سياسة إيران الخارجية والدا


.. كتائب القسام تطلق صاروخا طراز -سام-7- تجاه مروحية إسرائيلية




.. خامنئي يكلف محمد مخبر بمهام إبراهيم رئيسي وتعيين علي باقري ك