الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجلس الامن يذرف دموع التماسيح على الوضع الانساني في سورية

خليل خوري

2014 / 2 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



تفاديا لاية مواجهات عسكرية مكشوفة ومباشرة بين العصابات التكفيرية المسلحة وبين الجيش العربي السوري تنتهي بهزيمة هذه العصابات التي لا تشكل ندا مكافئا للجييش النظامي ، لتفوقه عليها من حيث التسليح والقوة النارية والتخطيط العسكري، ناهيك عن تماسكه وتجذر عقيدته الدفاعية عن سورية في وجدانه،مهما بلغت التضحيات ، تفاديا لهذه المواجهات العسكرية اللامتكافئة اتبعت العصابات تكتيك انتشار العدد الاكبر من قياداتها وافرادها ، في القرى وفي داخل احياء المدن السورية، وتحديدا الاحياء والازقة القديمة منها ، حيث يسهل عليهم الاختباء فيها كما تختبىء الجرذان ، واقامة قواعد فيها ،وحفر الانفاق واستخدام المباني السكنية والبيوت الاثرية كتحصينات تساعدهم في التصدي ومنع تقدم الجيش السوري داخل هذه المناطق، و في بسط سيطرته عليها وتطهرها من رجسهم . وخلال ثلاث سنوات من معارك الكر والفر مع هذه العصابات تمكنت الاخيرة من التغلغل داخل الاحياء القديمة في المدن والبلدات وبسط سيطرتها واقامة مقرات قيادة فيها ومستودعات لتخزين الاسلحة والذخير ة، بعد ان مهدت لذلك بقصف هذه الاحياء تارة بقذائف الهاون وتارة بتفجير السيارات المفخخة والعبوات الناسفة، مما دفع سكانها من المدنيين الى اخلائها ثم مغادرتها باتجاه مناطق اكثر امنا ، اللهم الا اعداد قليلة اضطرت البقاء في بيوتها وبالتالي المجازفه في حياتها اما بسبب حالة الفقر والمرض وكبر السن، او لان العصابات المسلحة كانت تمنعها من مغادرة هذه الاحياء بحجج واهية كالزعم بانهم سيتعرضون للقنص من جانب حواجز الجيش السوري ، بينما دافعهم الحقيقي لحجزهم هو استخدامهم كدروع بشرية في حالة تعرض المناطق التي يسيطرون عليها ، لاية هجمات من جانب الجيش السوري تستهدف القضاء عليهم وتطهير هذه الاحياء منهم ومن ثم اعادة السكان اليها وتعمير المدمر منها . وفي مواجهة تكتيكات العصابات الارهابية الاقرب الى التكتيكات التي يستخدمها اللصوص والمهربين والخارجين عن القانون ، ويعزف عن استخدامها الثوار الحقيقيون حفاظا على حرمة بيوت المواطنين وسلامتهم ، كلما تعرضوا لمطاردات اجهزة الامن ولمحاولات القاء القبض عليهم ، لم يجد الجيش السوري سبيلا لتطهير احياء المدن السورية التي تخضع احياؤها القديمة لسيطرة هذه العصابات سوى احكام طوق الحصار عليها، وتنفيذ بعض الهجمات النوعية ضد مقراتها ، او نصب كمائن على طرق تحركها، لعله بمثل هذه التكتيكات يمارس ضغطا على العصابات يؤدي اما الى استسلامها، او دفعها الى مغادرتها عبر الانفاق : وهو مايمكن ان تمارسه اية دولة في العالم في حالة تعرض سلامة وامن اراضيها ومواطنيها لغزو خارجي ، او كان هدفا لاية عصابة ارهابية . ورغم ان الجهات الرسمية السورية قد اجرت مع هذه العصابات المسلحة اتصالات عبر وسطاء محليين وعرب ودوليين مؤكدة فيها استعدادها لفتح ممرات امنة لنقل الامدادات الغذائية والدوائية للمدنيين المحاصرين ، او لكى ينتقلوا منها الى مناطق اكثر امنا ، ولكن العصبات المسلحة كانت ترد بمنع خروجهم ، حتى لا توفر فرصة للجيش السوري لكي يقتحم اوكارهم وقد خلت من الدروع البشرية ! وفي المرات التي كانت تستخدم الممرات من اجل ايصال المساعدات الحكومية والدولية للمدنيين ، كانت العصابات تستولي على جزء كبيرمن المساعدات الغذائية والدوائية. من هنا يبدو جليا لاي مراقب موضوعي ومحايد ان الحصار الذي يفرضه الجيش السوري على اجزاء من المدن السورية ، ان كانت في حلب او حمص او حماة او درعا اوغيرها من المدن السورية ، لا يستهدف تجويع من تبقى فيها من المدنيين كما تزعم الادارة الاميركية سواء عبر التصريحات التي يدلي بها الرئيس الاميركي تعبيرا عن "قلقه الشديد ازاء الاوضاع الانسانية السيئة السائدة في المناطق المحاصرة من جانب قوات الاسد " ، او دموع خادم الحرمين الشريفين اطال الله في عمره وقدّس سره وحيث اكدت وسائل الاعلام السعودية انه يذرفها سخينة حزنا وتاثرا على اطفال سورية الذين يعانون من الجوع في المناطق المحاصرة من جانب" قوات الاسد المجرمة والاشد فتكا بالمدنيين الايرياء من القوات الصهيونية الباغية "، او تزهق ارواحهم "بالبراميل المتفجرة التي تلقي بها طائرات الاسد" ، حصار الجيش السوري كما اشرنا لا يستهدف تجويع المدنيين بل يستهدف الضغط عسكريا ولوجستيا على العصابات المسلحة ، ومع ذلك فقد استثمرته الادارة الاميركية وحلفاؤها وادواتها في المنطقة من اجل شيطنة النظام السوري ، ولتحميله المسئولية امام الراي العام العربي والعالمي الذي يتم تضليله باختراع جرائم لم يقترفها الجيش السوري ،عما يعانيه المدنيون السوريون واللاجئون الفلسطينيون من معاناة ومن تجويع في الاحياء والمخيمات الفلسطينية المحاصرة ، ومن ثم زيادة ضجيج هذه المشكلة باستصدار قرار من مجلس الامن يلزم النظام السوري والمنظمات المسلحة على فتح ممرات امنة لنقل المساعدات الى المدنيين السوريين المتواجدين في المناطق المحاصرة ،كمشروع القرار الغربي الذي تقدمت به استراليا وسيتم منااقشته وطرحه على مجلس الامن، للتصويت عليه صباح هذا اليوم السبت ونصه : " على جميع الاطراف رفع الحصار فورا عن المناطق السكنية المحاصرة من بينها حمص ومخيم اليرموك ، ووقف جميع الهجمات على المدنيين بما في ذلك القصف الجوي خصوصا استعمال البراميل المتفجرة . وهو قرار مسيّس تقدمت به استراليا بعد التشاور والتنسيق مع مندوبي الولايات المتحدة الاميركية والدول الغربية على ما يبدو لمن يدقق فيما وراء سطور القرار ، من اجل فك الحصار عن العصابات المسلحة وتثبيت سيطرتهم على اجزاء كبيرة من المدن السورية ، ان لم يكن الهدف من وراء هذا القرار الدولي الاقرب الى الفخ المنصوب للجيش السوري هو تهيئة الظروف الملائمة كي يوسع الارهابيون من نطاق سيطرتهم على المدن السورية كما استغلوا من قبل ذلك قرار رئيس بعثة المراقبين العرب الفريق الدابي بسحب الجيش السوري من المدن السورية كي يتسللوا ويحكموا سيطرتهم على احياء في حمص وحلب، وليس كما يدعون رفع الحصار عن المدنيين وضمان سلامتهم ، وياتي هذا القرار في وقت تمكن فيه الجيش السوري من تضييق الخناق على الارهابيين ، ولم يعد ثمة خيار امامهم للمحافظة على حياتهم سوى الاسنسلام للجيش السوري . ولعل المثير للاستغراب في مشروع القرار الاسترالي انه يتضمن اشارة بل اتهاما موجها الى النظام بانه يستخدم البراميل المتفجرة ضد الاحياء السكانية فيما لا يتطرق ولو بجملة واحدة الى السيارات المفخخة التي يفجرها الارهابيون وسط الاحياء المدنية . فلو كانت الدول الغربية التي تبنت مشروع القرار وستصوت من اجل تطبيقه ، حريصة على سلامة المدنيين المحاصرين في المدن السورية، لتبنت قرارا يدعو كلا من تركيا والسعودية وقطر بالامتناع عن تقديم كافة اشكال الدعم المالي والعسكري واللوجستي لكافة الجماعات الاسلامية المسلحة على الساحة السورية ، وبفرض عقوبات على اية جهة تخالف هذا القرار . ولكن هيهات لهذه الدول ان تتبنى مثل القرار في الوقت الذي تنفذ اجندة لتدمير الدولة السورية وتحويلها الى دولة فاشلة امام الكيان الصهيوني . على اية حال المناورة الغربية داخل مجلس الامن لن تنطلي على المندوب الروسي ، بل ستواجه بمعارضة من جانبه : وهل يعقل ان يوافق على رفع الحصار عن هذه العصابات الاجرامية وهناك تحضيرات من جانب الجيش السوري الحر لشن هجوم واسع النطاق على محافظة درعا انطلاقا من الاراضي الاردنية ، ويشارك فيه اكثرمن ستة الاف مقاتل تم تدريبهم في معسكرات اردنية تحت اشراف ضباط اميركين ؟؟ !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ خليل خوري المحترم
مروان سعيد ( 2014 / 2 / 22 - 21:25 )
تحية لك وللجميع
ان كل ما تفضلت به صحيح وهو الحاصل انهم مثل الجرزان يختبؤن بين الاهالي لكي يحتموا من الجيش النظامي ولو عندهم الشجاعة لخرجوا الى الاماكن الغير مسكونة وحاربوا ولكنهم اجبن من الجبن نفسه
ولكن نهايتهم ونهاية داعميهم قريبة جدا
واتمنى من المنتسبين للجيش الحر ان يعوا حجم المؤامرة ويتحاوروا مع النظام اذا كان لهم محبة لوطنهم واهلهم وينهوا هذه المشاكل التي اطاحت بالوطن ودمرته وشردت اهله
وللجميع مودتي

اخر الافلام

.. إسرائيل - حماس: أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق


.. فرنسا: لا هواتف قبل سن الـ11 ولا أجهزة ذكية قبل الـ13.. ما ر




.. مقترح فرنسي لإيجاد تسوية بين إسرائيل ولبنان لتهدئة التوتر


.. بلينكن اقترح على إسرائيل «حلولاً أفضل» لتجنب هجوم رفح.. ما ا




.. تصاعد مخاوف سكان قطاع غزة من عملية اجتياح رفح قبل أي هدنة