الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم على صخور التأمل بالسماء والتاريخ

هدلا القصار

2014 / 2 / 22
الادب والفن


يوم على صخور التأمل بالسماء والتاريخ


منذ الصباحات الاحق الشمس الدافئة .
وبدء العتمة والليل الباعث على التأملات الميتافيزيقية، في ظلال الجدران الرطبة قبل ان تحصر الظلال خلف الشمس الحارقة التي تمثل المنافي .

ثمة قوة تدفعني الى المعنى الطبيعي والفطري للحياة حين لا يكون لدينا مخطط عبقري كيوسف الذي أدخر من السنوات السبع السمان لمرحلة سنوات السبع الجفاف كما قيل .
فيما يتجه نظري الى الشرق الذي سارت عليها الحضارة .... التي استبدلتها بغناء الموج وتناغم الجسد في هدوء الصمت الداخلي كصوفية الروح ....

والبحث عن اكتشاف سر المدن
عن آثارها
عن الفيافي والجبال
عن الأنهار والدساكر
عن الشواء في الغابات
وحفلات السهر والأصحاب
عن المنافسات والسفر
حركة الرياح الاربع
وضوء الليل في الشوارع
وملاحقة ولادة الشمس حين تموت في مكان لتحيا في المكان الآخر، لأفهم سر الجسد كما لو أنني الشمس التي ذبلت نارها بعد ان أنهكتها السنون.....

ألملم الضوء من داخلي
حيث تشدني بدايات النهاية
لأستعيد ذاكرة الطفولة برهة
اذ لم يعد يدثرني العالم الذي انطوت خباياه
كعقاب الالهة للبطل الإغريقي الذي حمل صخرة كبيرة ليصل بها الى قمة التل
ومن ثم يعود بها ثانية لنقطة البدء، على عكس السيد المسيح الذي طلب من امته ان يرموا بأثقال العمر ليكونوا احرارا .

كما اعادتنا تلك العصور الى " ارنستو جيفارا" والتأمل بالمعنى الوجودي والفلسفي والديني، والتخلص من الملكية، والتجرد من المادية، وصولا الى الحرية المطلقة والعودة الى ارض الواقع الذي نعيش على ارضه .

فيما كان يستلهمنا الفيلسوف "زينون الاغريقي" الذي قال ان السعادة، هي بحرية الجسد والروح البعيدة عن الرغبات التي تقودنا الى المعرفة، تلك المعرفة التي نقلتنا اللجوء الى مكيافيلي وجاك روسو الذي وضع العقد الاجتماعي في كتاب، تحول بعد ذلك الى الانجيل والثورات .... التي ذكاها ادوارد جيبون واوصى " اللورد كارادون" بأن يقرأ على قبره ما احتوته فصول الانجيل ....

هؤلاء الفلاسفة الذين ذهبوا في النهايات الى منفاهم الأخير، ووحدتهم البائسة حيث رموا اثقال اوراق كتاباتهم ومدونات استنتاجاتهم نحوى العالم ليعودوا في النهاية الى التأمل بالطبيعة والعشب والطيور والحيوانات ...
لكي نفهم الأشياء من جديد ونحكم الإمساك بالإدراك والتآلف والتوازن الحقيقي للإنسان ازاء النفس والسير على المنحنيات صعودا وهبوط .

قبل ان نعود الى "تشي جيفارا" ان لا نسال كم يستطيع الانسان أن يأكل
ولا كم مرة يذهب إلى الشاطئ في السنة
أو كم دونما من الاراضي يستطيع أن يشتري
أن ما يهم في الحياة، هو أن يشعر الفرد أنه أكثر اكتمالا مع الثراء الداخلي وهي المسؤولية الاهم والتي يجب ان يفكر فيها الانسان بالمعنى الوجودي قبل ان تنتهي أقامة الروح من الجسد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل