الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقيون وعقوبات المقاومة

اسعد الامارة

2005 / 6 / 29
الارهاب, الحرب والسلام


لا اعتقد ان هناك من البشر ينكر العقوبات الظالمة التي عانى منها الشعب العراقي منذ العام 1990حتى سقوط الطاغية في التاسع من نيسان/ابريل 2003،كانت قاسية واحرقت الاخضر واليابس ،عانى منها الشيوخ والاطفال والنساء وحتى الشباب،كانت ظالمة بمعنى الكلمة وما تحمل من دلالة في جميع ابعادها ،كان القائد الضرورة يتربع على عرش العراق بكل شموخ،لايهمه آنين الثكالى وجراحات الامهات وحيرة المرضى والشيوخ،كان يقول موتوا جميعكم وليبقى كرسي العراق لي ولاولادي المراهقين الطغاة،هكذا حال العراقيين زمن الطاغية المقبور ونظامه القمعي باجهزته الامنية والمخابراتيه المتعددة وفروع الحزب الشوفيني القبلي(كلاب الحراسة)لآل المجيد،وجيش القدس سئ السمعة والصيت واشبال النذل "صدام"وفدائيوه الحثالى من ابناء الشوارع.
يعاد السيناريو اليوم بعد ان ازيح ليس بجهود دول الجوار او الجامعة العربية او منظمة الدول الاسلامية او حركات التحرر في العالم الثالث او ميليشيات اخوة لنا ناطحت الدكتاتور عقود واستسلمت للاقدار عدا مؤتمراتها واعلامها الذي صدح في جميع ارجاء العالم حتى بلغ العراقيين قمة سقف العالم في شمال اوروبا وغربه في اسيا واستراليا وجنوبه في امريكا اللاتينية،انها كانت محنة جميع الشرفاء من العراقيين بمواجهة سلطة الانذال من التكارته ومن لف لفهم وآزرهم من المناضلين ،عانى العراقيين من الاضطهاد الامني زمن الطاغية ومتابعته بتكميم الافواه وقمع الرأي ومصادرة العقل فضلا عن العقوبات الدولية الخارجية التي فرضتها الامم المتحدة وطالت كل عراقي شريف يعيش في داخل الوطن،شعر بها الصغير والكبير ،اليوم يعاد سيناريو العقوبات والحصار من جديد ليس بفعل الامم المتحدة ولكن بفعل من ازيح من كرسي السلطة وأخرج من اقبية القصور الرئاسية بعد ان عاث فساداً بقيم المجتمع وهدم كل ما هو انساني في الشخصية العراقية ،عاد الان بثوب فرض الحصار والعقوبات الجديدة ضد كل عراقي داخل العراق،فاعمالهم المشينة تنبع من حقدهم في قبول التغيير واستبدال الدكتاتور بنظام آخر يختلف جذرياً عنه،فنراهم يقذفون بالاسلحة والمتفجرات عشوائياً على الناس الامنيين في بغداد وفي الموصل وفي الرمادي والمناطق الاخرى من العراق وتارة اخرى يفجرون مضخة تنقية المياه لكي لا يستفاد منها العراقيين بعد ان داسوا باقدامهم سلطة الدكتاتور المهزوم وجيوشه الكارتونية واجهزته الامنية الخزفية،عادوا ليفجروا انابيب النفط لكي لا تتحقق الرفاهية لهذا الشعب المكافح ويعيش بموارده ، انهم لا يقاتلون من رمى الدكتاتور في مزبلة الحياة الحاضرة وليس التاريخ ، انهم يفجرون الاطفال في رياضهم والتلاميذ في مدارسهم ورجال الشرطة في مراكزهم والمستشفيات بمرضاها،انه الجهاد والمقاومة الشريفة وغير الشريفة في ارض الرافدين ،(عراق صدام) ،جهاد التعصب ومقاومة الجديد،فكل جديد يخيف الطغاة والدكتاتور واذنابه وجماعات التعصب الاسلامي السياسي،فنراهم استبدلوا هدف المقاومة والجهاد بهدف آخر هو تفجير مضخات المياه وانابيب نقل النفط ومستشفيات الاطفال والمرضى ومراكز الفحص الطبي ورياض الاطفال او اختاروا النخب في المجتمع منهم اساتذة الجامعات والاطباء واطباء الاختصاص والمهندسين والعلماء ، هكذا احيل العدوان بينهم وبين من يروه عدواً لهم،وهو الذي قلع الطاغية من جذوره وانهاه الى الابد ،ان جماعات المقاومة الشريفة وغير الشريفة والجهاد الاسلامي وغير الاسلامي تفتك بالشعب العراقي دون النظر الى النتائج وكأن لهم ثأراً معه لانه خذل الطاغية واعوانه المجاهدين الجدد من رجال المخابرات والامن الخاص و(انصار الامن الخاص)، لانها عقوبات جديدة فرضتها اجهزة السلطة المنهارة بعد قلعها من السلطة ،تفتك بالشعب العراقي لانها استحالت الوصول الى مصدر النقمة لذا فأن عدوانهم التمس هدفاً بآخر يصبح كبش الفداء،وكلنا يعرف ان الشعب العراقي ظل هكذا عقودا كبشاً للفداء للطاغية وسلطته المنهارة واليوم لاتباعه المجاهدين الجدد والمقاومة الشريفة.
ان الشعب العراقي هو كبش الفداء زمن الطاغية وما بعده من حيث تسلط اعوانه وجماعات المقاومة والجهاد على رقاب هذا الشعب الذي ظل يحلم بالخلاص من الدكتاتور ، ولا ندري متى يستطيع الشعب العراقي ان يواجه هذه الزمر الجهادية والمقاومة البعثية وهو يعرف حق المعرفة ان دوافع الجهاد والمقاومة في العراق هي دوافع الكراهية نحو الشعب العراقي وهو يعلم ايضاً ان هزيمتها لا تدوم الا بدوام مناهضتها وعليه فأن استمرار العقوبات يجب ان يتوقف من خلال محاربة الكافر(انصار الطاغيةوالمقاومة والجهاد الجديدين) بما نؤمن به من حرية وتغيير ضد نظام الكتاتورية والتخلف القبلي والعشائري والمقاومة الشريفة وغيرها من الجهاد السلفي.
خلاصة القول بايجاز ان المهزوم ،المدحور،الهارب،يلبس رداء المحرض تارة ويستخدم نزعاته العدوانية بالتمرد على الناس الابرياء والاطفال والعلماء والمؤسسات العلمية تارة اخرىليشمل جميع ابناء الشعب الآمن بطرق اطلق عليها تسميات المقاومة والجهاد، تتلخص في احساسه بان العراق اليوم في خروجه من ازمة الدكتاتورية يكاد يكون معولاً يهدد كيان الاخرين بالدمار او ان هذا التغيير في طريقة نظام الحكم مجازفة حمقاء تعرضه وتعرض الانظمة الاخرى لاشد الاخطار لذا بادر بما يسمى بالمقاومة والجهاد او تحت تسميات اخرى لتقلل مسار هذا النوع من التغيير وهو صدى لكفاح الكائن المهزوم في استعادة ولو جزء يسير مما فقده والدفاع الذي يبديه هؤلاء اصحاب الجهاد والمقاومة انما يعني دفاع للابقاء والاحتفاظ بالبناء الراهن لنظام الطاغية الدكتاتور مهما كان فيه من عوج ومهما كلف ذلك من شقاء للشعب العراقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يخيب آمال الديمقراطيين خلال المناظرة الأولى أمام ترامب


.. تهديدات إسرائيل للبنان: حرب نفسية أو مغامرة غير محسوبة العوا




.. إيران: أكثر من 60 مليون ناخب يتوجهون لصناديق الاقتراع لاختيا


.. السعودية.. طبيب بيطري يُصدم بما وجده في بطن ناقة!




.. ميلوني -غاضبة- من توزيع المناصب العليا في الاتحاد الأوروبي