الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتهامات و ردود : -للتاريخ مكانين لاثالث لهما !!-

رشيد عوبدة

2014 / 2 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


اتهمت أن كتاباتي كانت تحت الطلب...
و أرد : فعلا...، لأني أكتب كلما طَلَب ضميري ذلك ...و لا اشعر بالخجل من خضوعي له عكس من لاضمير له .
اتهمت أني أخوض معركة بالنيابة ...
و أجيب: فعلا...، فأنا أنوب عن قناعاتي و أترافع من أجلها ... و لست بجبان إذ أواصل معركتي، عكس من يشارك في المعارك ليس بدافع من أي مبدأ ، بل لأنه مجرد مرتزق، شبيه بمن استنجد بهم "معمرالقذافي" و "بشارالاسد" ...و حالما يتوقف راتبهم يضعون السلاح ،ويلملمون الجراح، و يسجدون للسفاح..
اتهمت اني اشبه الديك الذي يؤلمه مخرجه مع أن التي باضت هي الدجاجة ...
و أُذَكِّر أن مخاض القناعة المبدئية يستشعره كل من يتقاسمها لهذا يتوزعون ألمه...عكس من تتكسر مبادئهم على صخرة المصالح الضيقة و الشخصية ...
و أنبه أيضا أن الطرف المُـتَّهِم نسي أن مخرجه يسيل دَما علما أن التي باضت دجاجة أدت مهمتها البيولوجية و توارت عن الانظار و تركت سوأته معرضة لكل الاخبار.
اتهمت أني متكئ على جدران باردة و متآكلة ،...
و أرد أني لست نذلا لأمدح الرداءة، و لست اسكافيا لألمع الأحذية، و لست صينيا لارقع البكارات، كما اني لست أُوديبياً يرتكب الرذيلة جهارا مغتصبا أمه و معدما أباه ثم يفقأ عينه ندما بعد فوات الأوان...
اتهمت أني لست تلميذا نجيبا في مادة التاريخ ، و أن نموّي العقلي و الاجتماعي أثر على ذكاء شخصي المتواضع الأمر الذي قلل من سرعة الفهم كما هو الحال عند الأسوياء ...
و أرد أني كنت اتسمر مشدودا الى دروس التاريخ لا بغرض حفظها و استظهارها لاسترزاق العلامات، و تحصيل الشهادات ، ولكن لأخذ العبرة منها ، فما كان من غباواتي إلا أن خلصت بي الى طريق نهايته باب كتب عليه :"ان للتاريخ مكانين لا ثالث لهما " ، وعلمت بسذاجة الأطفال أن التاريخ فعلا به "متحف" و "مزبلة" ، و أن من يخدم القضية و الفكرة يحتفظ به كتحفة نادرة لازال المؤرخون و العوام ينسجون حولها الأساطير ، و أن من يغرد خارج السرب، و يسبح عكس تيار التاريخ، بل و يسعى لتغييره، مآله مزبلة كبيرة وصفت مجازا "بمزبلة التاريخ"، و أن نتانتها تتجاوز الازمنة الثلاث : ماضيا و حاضرا ومستقبلا ، بل إن نتانتها من فرط شدتها لاينفع معها عطر، و لا ملابس بعلامات تجارية مسجلة، و لا تسريحات آخر موضة ...
اتهمت أني أتنكر لطبقتي الإجتماعية الأصلية ، و نسيت جوعها ، و انسلخت عن همومها وانشغالاتها، و تعاليت عنها بمجالسة رفاق السوء، الحاقدين على فقرنا و المسلطين علينا نحن العبيد...
و أعلمكم أن جوعي لم يطل مبادئي و تراصي الى "مَغْبُونِي" المجتمع لا حقدا في "مَيْسُورِيه"، وإنما دفاعا عن حق الترقي الإجتماعي للجميع ، و أن طبقتي الفقيرة و التي أنتمي إليها بكل فخر و اعتزاز ليست أمية جاهلة مستعبدة كمن يسعى لتصويرها بهذا الشكل ، و هي ليست طبقة للمنحرفين و الطبالين و المجرمين و المتسولين ، بل هي طبقة يتشرف من يجالسهم،و يأمن من يحترمهم، و يُحْتَقَر من يستغلهم، و يُرفض من يأكل الشَّوْك بأفواههم، وأن من يرسم صورة كاريكاتورية عنهم غرضه ليس الدفاع عنهم، و إنما غرضه أن يعتلي المنصات على رفاتهم لتحصيل الغنائم، و دعوة الجياع منهم للولائم أو المآتم.
اتهمت أني ذكوري في تفكيري، و أني أعاني من انفصامية جد متقدمة يصعب علاجها، لأني غير متحفز لمقاربة النوع...
و اهمس، بان الفكر السياسي على مر التاريخ و إن كان فعلا تغييريا في الظاهر فهو في العمق فعل تكريسي ، و ان من يركب سفينة التغيير عليه أن يغير الربان ، من غير تفحص خصاله الجسدية البيولوجية ، و من يكرس الرداءة والاستعباد فهو يخلق المعارك الدونكشوطية ، يصارع فيها الريح و كانه بصدد انجاز ثورة عظيمة و واقع الحال ان ساديته تجعله يتلذذ بتصريف فشله في فشل الاخرين ...
و ابوح ايضا : ان المرأة التي يتبجح بعض "الديمقراطيين" بالدفاع عنها ليس مجرد ديكور يؤتث به المشهد أو تزين به المنصات، مثلما، أنها ليست مِقْصَلَة يُلْصَقُ عليها دم الديمقراطية ، ما دام ان من اغتصب الديمقراطية هو من يختبئ وراء هذه المقصلة.
اتهمت بأني غير ديمقراطي، و أن المكان الذي يصلح لأمثالي هو بيت محافظ يؤدي طقوس الولاء لأسياده، من غير استفسار، و يقول "نعم" عندما ترفع شارات النصر (أن بقي للمفهوم دلالة)، و يقول "لا" عندما تتحرك العين غامزة .
و أعلن منذ الآن كفري و إلحادي بديمقراطيتكم أيها "الديمقراطيون"، لأن رسلكم لم تكن في مستوى الرسالة التي أُنيطت بها، و أن انتصاركم للكم عوضا عن الكيف ضرب للديمقراطية، وأن من يكرس التبعية للشخص عوض الاستماتة في الدفاع عن القناعة ليس ديمقراطيا، و أن الديمقراطية إذ تقتضي الحق في الاختلاف فهي ليست معتقدا دينيا يخرج من الملة كل من امتطى رأيا غير رأيه، و أن من يسعى لأن يحيط به القطيع لكي يبقى راعيا ليس ديمقراطيا، و ان من يرتدي جبة البورجوازي البالية ليس ديمقراطيا، و أن من يسعى للتحكم حتى لو كان شبحا ليس ديمقراطيا، و أن من يضاجع الديمقراطية خلسة ينجب منها بالضرورة أبناء غير شرعيين وهم ليسوا أبدا ديمقراطيين، و أن الديمقراطية لا تكون بدون ديمقراطيين ، فمن يعتمد على غير الديمقراطيين لتحقيق المصالح الفردية لا حاجة له لكي يعطينا دروسا في الديمقراطية.

بقلم : ذ . رشيد عوبدة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل