الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رائد القصة العراقية الحديثة ...أنور شاؤل

نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)

2014 / 2 / 23
الادب والفن



أنور شاؤل الأديب والصحفي الذي اتخذ اللغة العربية الفصحى أداة للتعبير عن نتاجه الأدبي والصحفي ,فنظَم الشعر وكتب القصة وأصدر المجلات الادبية ومارس الصحافة وترجم الأدب الاوربي شعراً ونثراً, وترجم القصص عن اللغتين الفرنسية والانكليزية , وخدم الطباعة والنشر في العراق , وفتح صفحات مجلته الحــــاصد في بغداد(1929-1938) أمام أقلام كبار أدباء العراق , وحارب في افتتـاحياته ومقالاته الجريئة الفساد في أجهزة الدولة , و وقف بوجه الظلم وناصر الشعب والفلاحين والمظلومين , وشارك في المؤتمرات والاحتفالات الوطنية والقومية في العراق وخارجه , وكــان مثال الشاب الوطني الذي يسعى إلى خير بلاده وتقدمها العلمي والأدبي , وأظهر تعاطفه مع الوطنيين العراقيين في كل المواقف.
بعد رحيله ترك أنور شاؤل وراءه تــراثاً ادبياً خالداً , الذي تميز بسرعة الخاطرة وسلاسة الأسلوب وتدفق الحديث وقدرة الإتقان والكمال , فقد كتب مذكراته (قصة حياتي في وادي الرافــــــــــــدين) التي ادهشتنا بوفرة ما أدرجه من خزين الذاكرة وغزارة المعلومات وإطلاعه الواسع على الأدب العربي والآداب العالمية .
كمــــــــــا يؤكد الصحفي سليم البصون في مقال بعنوان (الشعر والسلام.. بين أنور شاؤل وانطوانيت خـــوري) نشر في جريدة الأنباء في 22/4/1976" هو قبل ان يكون وبعد ان يكـــــون حقوقيا وصحفيا، قصاص وشاعر بارز في العربية، والصفتان عنصران للخير والحــب والجمال.. وهذان العنصران القصة والشعر اذا اجتمعا في واحد كان لهما مفعول الـسحر في النفوس.. فكيف اذا كان هذا الواحد الذي اجتمعا فيه ـ قبل القانون وقبل الصــــــحافة . ومن خلالهما ومن بعدهما ـ هو أنور شاؤل .. واذا كنت اعـــــــــرفه من قريب وهو من أقرب الناس الى قلبي. فلا شك ان القراء يعرفونه كلهم يعرفه البعض من قريب، ويعرفه الكثيرون من بعيد..
يؤكد الكاتب جعفر الخليلي " ان ملكة الادب كانت موجودة في فطرته ولكن نشأته في وسط كالحلة التي آلـــــــــــت اليها زعامة الشعر في العراق مدة سنين طويلة قد عجلت بصقل ملكته ومواهبه كما طبعت أخاً له اكبر منه سناً بطابع الذوق الادبي، فلقد كان الشعر في الحلة – الى ما بعد الـحرب العظمى الاولى بقليل - متلواً على فم كل كبير وكل صغير في الاندية والمجالس والـــــــبيوت، وكان بيت زعيم الحلة الروحاني السيد محمد القزويني في اوائل القرن العشرين مــنتدى ادبيا تاريخيا وديوان شعر لا تطلع عليه الشمس الا بجديد في عالم الشعر والادب، ولا تغــــــيب عنه الشمس الا بجديد في عالم الفن، فيتناقل اهل الحلة ما كان يدور في هذا الديوان والـــدوواين الاخرى وظلوا يتناقلونه الى ما قبل وما بعد الحرب العظمى الاولى، والناس الى هذا اليوم يروون الكثير من النوادر الادبية التي تخص الحلة".
فــي حين يمكن الإشارة إلى المحامي والشاعر والكاتب والصحفي اليهودي العراقي المميز أنـور شاؤل الذي يعتبر من أبرز المثقفين الوطنيين العضويين المدافعين عن قضـية الحرية والديمقراطية والشعب وضد الاضطهاد الذي تعرض له اليهود في آن واحد.
كانت خطوات كتابة الشعر عند أنور شاؤل حيث يذكر ذلك في مذكراته (قصة حياتي في وادي الرافــــــدين) صفحة 88 ويذكر زياراته المتكررة لمدينة الحلة مرتع الصـبا " في درب كتابة الشعر كانت في عام 1925 , إذ قمت بسفرة الى الحلة , مسقط رأسي , بعد فراق تسع سنــــــــوات كان مرّها أكثر من حلوّها وبؤسها أكثر من سعدها . وما أن وصلنا مشارفها حتى رحـــــت أكحل ناظري بمعالمها.....وعلى رمال الشاطئ السحري , نظمت أبياتاً حاولت التعبير فـــــــيها عن أحاسيسي في إرتيادي لملاعب صباي بعد طول فراق , بعث بها لدى عودتي إلى بغداد , إلى جريدة الإستقلال اليومية على أمل أن تنشرها لي ".
فـــكانت قصيدة جميلة يتغنى بها شاؤل كلما تذكر الحلة مسقط رأسه , فكانت أول قصيدة تنشر له بعنوان (مسرح الصبا):
يا ديارا حبها تيـــــــــمني لك في قـــــــلبي غرام أبدي
يا نسيما هب أبان الضحى أنت جددت الهوى في كبدي
يا سماء قد صفا منأظرها أنت الأأعاشق اسنى مشهد
يا فراتا ماؤه قــــاد لذ لي لك إنأي عطــــــش من أمد
يا طيورا شأدوها آنَسَني غردي ... إني طروب غردي
ولهُ قصيدة في رثاء والدته الذي فارقها منذ الصغر:
أُماه عيني بـــــــــك ما متعت ولم يحزّ منكِ فمي قبله
وعيشتي بعدك ما أيـــــــنعت والقلب يا أم شكّان عله
فإن جفوني من جوى أدمعت ليلاً وروحي أطلقت أنه
كان لشاؤل قلم لا يجف حبره لغزارة إنتاجه الشعري والأدبي والصحفي , يلهث وراء مصالح أبناء بلده أكثر مما يلهث وراء مصلحته الذاتية , فكان قلمه مدادا فنشر الكثير من المقالات والكتابة الادبية في القصة والشعر حتى اصدر أربعة كتب هي :
أعماله الشعرية
الحصاد الاول 1930
عليا وعصام قصة سينمائية اخرجت فلماً في بغداد عام 1948
في زحام المدينة – قصص 1950
همسات الزمن – شعر 1956
قصة حياتي في وادي الرافدين 1980
وبزغ نجم جديد – شعر 1983
أعماله داخل العراق
مسرحية مترجمة تأليف وليم تل 1932
قصة عليا وعصام 1948 وعملت فلما سينمائيا فيما بعد .
الطباعة وفنونها 1967
قصة حياتي في وادي الرافدين 1980
يعتبر أنور شاؤول هو ثاني اثنين مهدا لكتابة القصة الحديثة في العراق حسب رأي أحمد حسن الزيات.. وكان الأول في عالم كتابة القصة هو محمود أحمد السيد.. وكان أنور قد نشر أول قصة له في عام 1924 في مجلة"الصباح"وكان ما يزال طالبا في الثانوية . وقد أكد على ريادته للقصة مير بصري وكذلك جعفر الخليلي في كتابه "القصة العراقية قديماً وحديثاً".. ولم يكن كقاص حسب بل فتح مجلته الخاصة أمام جميع الأدباء العراقيين للكتابة فيها. من أبرز قصصه (العاشق المغدور) ثم نشر مجموعته القصصية (الحصاد الأول) وتضم 31 قصة , وضم الكتاب بعض قصص انور منها قصة (في زحام المدينة).
يوم 14 كانون الأول عام 1984 رحل الأديب والشاعر والصحفي أنور شاؤل عن الحياة جسداً, لكن روحه المتجذرة بأرض الفرات لم ترحل , فقد بقي مخلصاً للعراق ولأصدقاءه , كان مثال الروح الوطنية والنزاهة والموضوعية , كان مقيماً في بلدة كيرون أرض الميعاد , شيّع في موكب مهيب , حضره الأصدقاء والأقارب وكل الشعراء والخطباء من اليهود العراقيين النازحين في الهجرتين الأولى والثانية , يذكر الكاتب جواد كاظم البيضاني كان من ضمن الحاضرين "سامي موريه وسليم شعشوع ونعيم طويق ومراد العماري , وقد نشرَ صديقه الوفي د. محمود عباس عدداً خاصاً في مجلته الغراّء(الشرق) التي تصدر في شفا عمرو , ضمّ الكلمات التي أُلقيت في حفلي التشييع والتأبين , جمع كل ما قيل فيه"( ) , لقد عزز أنور شاؤل كل صغيرة وكبيرة من حياته في مذكراته (قصة حياتي في وادي الرافدين ) التي أحتوت على الشعر والقصة وايام الطفولة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت


.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو




.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??


.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده




.. أون سيت - فيلم عصابة الماكس يحقق 18 مليون جنيه | لقاء مع نجو