الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوامش علي دفتر الثوره.

محمد علي الزيات

2014 / 2 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


هوامش علي دفتر الثوره

حاله من التعبئه العامه التي قد تصل حد الهياج والسعار تشهدها البلاد ويباركها العباد في هذه الأيام , فلا صوت يعلو فوق صوت المعركه , ومن ليس معنا فهو ضدنا , واتهامات التخوين والعماله جاهزه لا لمن تسوّل له نفسه أن يختلف في الرأي؛ وإنما لمن لا يعلن انحيازه الواضح للدوله بممارساتها,ومخبرو وقوادو أمن الدوله باتوا قادة فكر ورأي عام ,ورئيس التحرير الذي ساهم في صنع الثوره تبرأ منها وأعرض عنها ونسيها واستلم الرايه من العكش ليكمل المسيره,ومنابر إعلاميه وصحفيه باتت مهمتها الوحيده ممارسة ما يمكن أن تسميه دعاره إعلاميه بامتياز.
إرهاب حقيقي تشنه جماعات إسلاميه وإخوانيه ضد الدوله من ناحيه, وإرهاب آخر تشنه الدوله ضد معارضيها عبر شرطتها ومواطنيها الشرفاء من ناحيه أخري.
حظه سئ وأمه داعيه عليه من يقع في براثن الشرطه خلال تفريق مظاهره لا لكونه داعيا لها أو مشاركاً فيها وإنما لمجرد وجوده في نفس المكان لأي سبب كان.
دخولك قسم شرطه أو سجن كفيل أخي في الله بأن تخرج منه إرهابيا مخلصا للفكره حتي النخاع نظراً لما تلاقيه من مهانه وذل وتعذيب يجعلك تكفر بالدوله والدين والمجتمع ومن ثم لا تجد مبررا للبقاء علي قيد الحياه.
جماعة الأخوان إرهابيه ولا تؤمن بمراجعات ولا تفي بمعاهدات ولا إصلاح فيها حتي لو بدر منها غير ذلك.
رئيس سابق يظهر في غرفه زجاجيه في مشهد أقرب لأسماك الزينه منه لمعامله آدميه تليق بمتهم ,الرجل يصرخ في القاضي في مشهد يثير الشفقه والتعاطف ,ذلك التعاطف الذي سرعان ما يتلاشي لأنك تدرك وتوقن أنه لو كان قد تمكن لفَعَل بمعارضيه أضعاف ما فُعِل بجماعته.
"مجرد إجراء مقابله مع الاخوان قد تؤدي بالصحفيين الأجانب للسجن بتهمة معاونة جماعه إرهابيه" هذا ما رصدته رويترز عن الوضع في مصر ,بينما أعلن مرصد «صحفيون ضد التعذيب» عن رصد (96) حالة انتهاك ضد الصحفيين والإعلاميين خلال شهر يناير الماضي، موضحا أنها تضمنت (31) حالة اعتداء على الصحفيين، ما بين الضرب والاستيلاء على المعدات وتكسيرها، منها (3) حالات إصابة بطلق ناري، و(33) حالة اعتقال ,بينما نقيب الصحفيين الحالي والذي أطاح بنقيب الإخوان خارج نطاق الخدمه.
نساء ورجال يسبّحون بحمد السيسي ليل نهار .
رجال دين مسلمون ومسيحيون يتبارون في تملق الرجل في مثال حي علي الوحده الوطنيه التي ينكرها ويشكك فيها كثيرون .
دستور تم اعتبار كل من يرفضه خائنًا للدوله علي لسان أحد المحافظين في سابقه لم يأت بها حتي الإخوان المسلمون حينما كانوا يروجون لدستورهم وهم في السلطه,الأمر الذي لو حدث في دوله نصف محترمه لتمت إقالة ومحاكمة قائل الجمله علي الفور.
رجال أعمال يملكون عدة فضائيات وصحف يسخّرونها بما ومن فيها لتأليه السيسي وشيطنة كل ما له علاقه بـ 25 يناير.
اتجاه عارم لاعتبار 30يونيو الثوره الأعظم والأوحد في التاريخ البشري وربما يتم اعتبارها الميلاد الحقيقي للدوله المصريه وحركة التصحيح الكبري لما يسمونه نكسة يناير.
سيده لا تعرف إن كانت مغنيه أم ممثله أم راقصه أم جايه في أي مصلحه دشنت قناه مهتمها الوحيده شيطنة ثورة يناير والكيد للإخوان والإسلامجيه مع فواصل إباحيه مقززه لم تستفز أي من المنتفضين والغيورين الذين ضايقهم استخدام باسم يوسف لألفاظ خارجه في أولي حلقات الموسم الثالث من برنامجه والذي علي إثرها تم إيقاف البرنامج ناهيك عن أسئله أخري متعلقه بتمويل القناه ومدي صلاحية المحتوي الذي تقدمه للمشاهدين.
مخبر أمن دوله برتبة صحفي يذيع مكالمات شخصيه لنشطاء سياسين علي محطه فضائيه دون إذن نيابه مما يمثل انتهاكًا صارخًا للحريه الشخصيه واعتداءا مخجلا علي دستور من المفترض فيه المحافظه علي خصوصية الأفراد ومهاتفاتهم ومكاتباتهم ولا يثير الامر قرف أو اشمئزاز أي من المسئولين أو صانعي الدستور الذي وافق عليه الشعب بنسبه فاقت الـ 98 بالمئه!!!
قطاع كبير من شعب يكره كل ما له علاقه بثورة 25 يناير ويعتبرها مؤامره إخوانيه حمساويه إيرانيه صهيوأميركيه ,خرج يملأ الميادين محتفياً بها وهو تصرف يجافي المنطق والعقلانيه.
أناس خرجوا يحتفلون ويتراقصون علي أجساد شهداء ومصابين لم تجف دمائهم ولم تبرد حرقة قلوب ذويهم ولم يحاسب قاتلوهم حتي الآن في نفس الوقت الذي مكث فيه صانعو الثوره الحقيقيون في منازلهم ,ومن جُنّ في عقله ونزل للشوارع تأكيدا للمطالب الحقيقيه للثوره في التغيير والحريه والعداله الإجتماعيه مُنِع من حقه في التظاهر السلمي وتكفلت طلقات أفراد وضباط الشرطه أو اعتداءات المواطنين الشرفاء بإنهاء حياته أو إصابته أو اعتقاله لتكون القاعده "يا تحتفل ...يا تتقتل"
السؤال هنا: هل حصل مئات الآلاف من المحتفلين في 25 يناير 2014 علي تصريح بالتظاهر في هذا اليوم ؟أم أن القانون كان في عطله رسميه مثلما كان موظفو الدوله؟
دوله تطلب من قضائها الشامخ النزيه تخصيص دوائر لسرعة محاكمة الإخوان المسلمين في حين لم تفعل الشيء نفسه في مسألة الشهداء والفساد والاموال المنهوبه.
دوله يتفرغ جهازها الأمني بمراقبة هواتف نشطائها السياسيين ولم يكلف نفسه ولو مره بمراقبة هواتف سارقي السيارات الذين يتفاوضون مع ضحاياهم ويحصلون علي أرقام هواتفهم بمعاونة الشرطه.
صحف وفضائيات تستأسد في الهجوم والسخريه والسب والقذف العلني بحق رئيس الحكومه ولا تنطق حرف بحق نائبه لشئون الدفاع والأمن القومي ووزير الدفاع أو وزير الداخليه.
وزير داخلية أقيمت حفلات هجوم وانتقاد علي شرفه إبان فترة حكم مرسي أصبح الآن بطلاً تتصدر صوره الشوارع والميادين والصحف ولم يعد يتعرض له شخص بكلمه واحده.
في كل بلاد الدنيا يقوم المرشح لأي انتخابات باستعراض إنجازاته وسيرته الذاتيه ويعرض نفسه علي الناخبين ولا مانع من أن يقبل أياديهم لو لزم الأمر لإقناعهم بانتخابه ولكن في مصر يتوسل الناخبون لدي المرشح كل يتكرم ويتعطف وينزل علي رغبتهم.
الدرس المستفاد هنا: الرُخص صنعه.
ربما نستيقظ ذات صباح لنكتشف استبدال السلام الجمهوري بأغنية تسلم الأيادي.
نظرا لكل ما سبق وهو قليل من كثير , كان حريّاً بالفريق السيسي وهو نائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن القومي, ووزير الدفاع والإنتاج الحربي, والقائد العام للقوات المسلحه, والذي رُقِّي مؤخرا لرتبة مشير, أن يجتمع بالمجلس العسكري الذي يرأسه والذي فوضه لإتخاذ ما يراه مناسبا في مسألة ترشيحه في خطوه تبدو روتينيه لابد أن تأتي سابقة لإعلان ترشحه للرئاسه.
جدير بالذكر أن العقيد أركان حرب أحمد محمد علي, المتحدث العسكري للقوات المسلحه, كان قد أكد أن "الفريق السيسي لا يفكر في الترشح للانتخابات الرئاسيه وأن قيادة القوات المسلحه هي أسمي أمانيه".
كما سبق وأعلن السيسي بنفسه :" أقول لمن يردد استيلاء الجيش علي السلطة إن شرف حماية إرادة الشعب المصري أعز من حكم مصر, مشيرا إلي أن تلك الحماية ليست في سبيل رغبة وسلطان أو إقصاء لأحد."..ثم كررها وأقسم عليها.
إممممم ..إرادة الشعب ...المشكله أن قطاعا كبيرا من الشعب يريد السيسي رئيساً, وهنا تقف الديمقراطيه عاجزه وحائره ومرتبكه أمام الشعب المصري المعلم والقائد والذي لا يكف عن إبهار العالم.
هل الديمقراطيه هي الاستجابه لإراده قطاع كبير من الشعب مشتاق للسيسي أم الاستجابه لأبجدياتها المتمثله في دوله مدنيه حقيقيه ليس للجيش دور في حكمها؟
هل الديمقراطيه كفيله بحفظ الحقوق والحريات أم أن حرب الدوله علي الإرهاب يَجُبّ ما دون ذلك؟
هل الديمقراطيه تنص علي أن تخضع جميع مؤسسات الدوله للدوله أم تخضع الدوله لبعض مؤسساتها؟
هل الديمقراطيه تقتضي أن تتم مراقبة ومراجعه كافة النواحي الماليه لكل مؤسسات الدوله أم هناك مؤسسات لا سلطان عليها؟
هل الديمقراطيه تكفل حق التأييد والتظاهر الذي ترضي عنه الدوله وتسلبه ممن يفكر في مجرد اختلاف الرأي؟
شهداء قتلوا منذ ثلاث سنوات ولم يحاسب قاتلوهم المعروفون بالإسم حتي الآن.
فاقدو بصر ومصابون يتسولون العلاج .
ثوار يملأون الزنازين بتهم يعلم القاصي قبل الداني أنها غير حقيقيه .
شعب غارق حتي أذنيه في الوهم ويري في الدوله الأمنيه والبوليسيه الملاذ والملجأ والحل الأوحد الوحيد.
ليبراليون وعلمانيون بمرجعيه عسكريه باتوا يتملقون شعباً كانوا يتهمونه بالجهل والغباء حتي وقت قريب.
ناصريون لن يستريحوا قبل أن يورطوا البلد في نكسه ثانيه علي غرار ما حدث في 67 .
عواجيزعجزه أقسموا وأبوا إلا أن يعيش أبنائهم وأحفادهم ما عاشوه من هزيمه وذل وانكسار .
إخوان مسلمون ,لا أمل فيهم ولا رجاء, يتبعون سياسة الأرض المحروقه ويعتبرون الجميع أعداء دين وانقلابيون.
فلول يتفاخرون بانتمائهم للنظام الساقط الغارق في الخيانه والفساد والاستبداد في مشهد فاجر يبعث علي الألم والحسره أكثر مما يبعث علي الغيظ والضيق .
ثوار اعتبروا الثوره غايه واعتبروا السياسه حرام وإما كل شئ أو لا شئ.
أحزاب عدد أعضائها أكبر من عدد ناخبيها تتسابق علي تقبيل الأرض تحت أقدام السيد الجديد.
مرشح رئاسي سابق لم يستطع طيلة نصف عام أن يحسم أمر نفسه في مسألة ترشحه ثانية للرئاسه من عدمه وينتظر قرار منافسه ليتخذ قراره..آه والله.
باختصار ,العبث سيد الموقف والجميع يعتبر الغباء أسلوب حياه ,وباتت ثنائية العسكر والإخوان قدرا مقدورا.
رحم الله فرج فوده حين قال:
"هنا تبدأ الدائرة المفرغة فى دورتها المفزعة. ففى غياب المعارضة المدنية، سوف يؤدى الحكم العسكري إلى السلطة الدينية, ولن ينتزع السلطة الدينية من مواقعها إلا الانقلاب العسكري، الذى يُسلم الأمور بدوره، بعد زمن يطول أو يقصر، إلى سلطة دينية جديدة. وهكذا. وأحياناً يختصر البعض الطريق فيضعون العمامة فوق الزي العسكري، كما حدث ويحدث فى السودان.

الخروج من هذه الدائرة المفرغة، ضرورة..
والتواصل مع الشرعية الدستورية، مسألة حياة أو موت..
والشرعية الدستورية لا تتسع لهذا أو لذاك. فكلاهما خطر عليها، ومدمر لها، والذى يُفضل أحد البديلين على الآخر، يستجير من الرمضاء بالنار."
والله الموفق.

[email protected]
https://www.facebook.com/mohammad.elzayaat
https://twitter.com/Elzayaat

روابط ذات صله:
قَسَم السيسي:
http://www.youtube.com/watch?v=BOMc8z1USNA
نفي المتحدث العسكري:
http://www.youtube.com/watch?v=rPpm-vT7sVM
مرسي في القفص:
http://www.youtube.com/watch?v=J8xcDYvsWrI








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية


.. أسباب قبول حماس بالمقترح المصري القطري




.. جهود مصرية لإقناع إسرائيل بقبول صفقة حماس


.. لماذا تدهورت العلاقات التجارية بين الصين وأوروبا؟




.. إسماعيل هنية يجري اتصالات مع أمير قطر والرئيس التركي لاطلاعه