الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزرات الوسطية

جواد كاظم البياتي

2014 / 2 / 24
الصناعة والزراعة




ما يلفت النظر احيانا هو الجهود المبذولة من قبل امانة بغداد وهي جهود لايشك احد في اهدافها او نواياها ، الا انها تدخل في باب الاخطاء الواضحة التي لم تتم دراستها بشكل واقعي ، وربما تدخل في باب المحرمات والتي قد تؤدي الى مضار اكثر مما تؤدي الى النفع العام .. ومن هذا قيام الدوائر الزراعية في امانة بغداد بتشجير الجزرات الوسطية للطرق والشوارع الداخلية في المدينة.والحقيقة ان ما دفعنا للكلام في هذا الموضوع هو ما شاهدناه في شارع الكرادة داخل المنطقة المحصورة بين البوليس خانة وحتى جسر المعلق من (غرس) بعض الشتلات في الجزرة الوسطية للشارع والتي لا يتجاوز عرضها اكثر من (50) سنتمترا . وهي مسافة ضيقة جدا لا تستوعب اي شتلة وان نمو هذه الشتلات ضمن هكذا مناطق ضيقة وسكنية ومزدحمة جدا قد يؤدي الى حوادث لا تحمد عقباها اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار كثافة السيارات المارة في الشارع الضيق اصلا فضلا عن كثافة العوائل التي تخرج للتسوق يوميا مع اطفالها . كذلك ان عدم الاهتمام والمتابعة التي عودتنا عليه كوادر الامانة لاتدع مجالا للشك بان هذه الاشجار فيما اذا شاء لها ان تكبر فان اغصانها ستتفرع الى نهر الشارع حيث سيؤدي ذلك الى حجب الرؤية واحتكاك اغصان تلك الاشجار باجسام السيارات هذا الى جانب ان تجذر هذه الاشجار سيعمل سلبا على ارضية الشارع داخل التربة .. والحقيقة ان هذا الامر كان موضوعا لحديث بيني وبين احد المهندسين قبل اكثر من ثلاث سنوات عندما بدأت بلدية الكرادة بتشجير الجزرة الوسطية لشارع الكرادة خارج ببعض الاشجار السريعة النمو.
*ومن عائلة (شجر الياس) الذي كان يستخدم لتجميل وتأطير الحدائق العامة والخاصة وليس الطرق وذكر لي هذا المهندس ان نظام التخطيط العمراني في المدن لا يسمح بمثل هذه التجاوزات ، على الاقل في الوقت الحاضر لانها تحجب الرؤية الى الجانب او الاتجاه الاخر للشارع المحاذي لكن ذلك يصح اذا كان غرس الاشجار على جانبي الطرق او الشوارع بشرط ان تكون مساحة الرصيف مناسبة (3م) حسب الضوابط العالمية كما هو موجود في شارع الكرادة داخل التي اقتلعت معظم اشجاره من قبل اهل المحلات او العمارات المشيدة حديثا وكذلك في شارع الكرادة خارج وشارع ابي نواس والنضال والسعدون وشارع النواب في الكاظمية وشارع الامام الاعظم وشارع الاميرات في المنصور وشارع عشرين في البياع والكثير من الشوارع الاخرى ، واذا كانت سنوات الخمسينيات وما قبلها قد سمحت للبلدية بتشجير الجزرات الوسطية لبعض شوارع بغداد الحديثة في حينه ـ باشجار (الدفلة) الموردة ، فكانت هناك اسباب موجبة لذلك كالمساحات الترابية في وسط وجوانب الشارع (الارصفة) فيمنع ذلك من تطاير الغبار الى الشارع المحاذي ومن ثم انعدام الرؤية.
ان النظام العالمي لتشجير الشوارع اقلها ان يتناسب طبيعة نموها وشكل تاجها مع المكان الذي تغرس فيه والغرض من غرسها ومع اننا ندرك بان مشاكل المرور وارتفاع نسبة التلوث بدرجة كبيرة فقد كان لابد من التشجير من اجل بيئة نظيفة ونقية ، وعليه فلا بد من ضوابط ملزمة لكيفية التشجير ضمن هندسة علمية ولنوع النباتات والاماكن التي تغرس فيها والمسافات بينها وهي (8.5) م على الاقل ، على ان تكون الاشجار قائمة ومنتظمة وهذه الاشجار تكون موحدة النوع ، كما يلاحظ الناحية الجمالية في هذه العملية.
واذا كانت هناك من اهمية لزراعة الجزرات الوسطية في بعض الاماكن فهي لغرض التقليل من حوادث السير الناتجة عن استخدام الضوء العالي ، ولذلك فيجب مراعاة بعض تلك الضوابط في تشجير الجزرات الوسطية في الشوارع داخل العاصمة كزراعة الاشجار ذات السيقان التي يقل ارتفاعها عن (3ـ4) م على ان يتناسب ذلك مع غرض الجزرة وان لاتكون من الاشجار الكبيرة الحجم والكثيفة الاغصان التي تعوق مسار النظر لسائقي المركبات وان لا تقل المسافة بين كل شجرة واخرى عن (8,5)م مع مراعاة وضع بعض لوحات الاعلان ، كما يجب مراعاة ان تكون اشجار الجزرات موحدة مراعاة لجمالية الشارع يضاف الى ذلك الامتناع عن زراعة الجزرات قرب الفتحات المسموح فيها الدوران وقد يسمح بغرس نباتات لايزيد ارتفاعها على (50)سم في اقصى الاحوال ولمسافة (50)م ويجب ازالة الاشجار العالقة للرؤية ويفضل زراعة النخيل في الجزرة الوسطية التي لايقل عرضها عن اربعة مترات وبابعادها المذكورة سالفاً.
ويمكن ان تكتفي المؤسسات الزراعية المتخصصة ضمن امانة بغداد ووحداتها بزراعة (الثيل) في الاماكن التي لايزيد عرض الجزرة الوسطية فيها اكثر من متر واحد لانها لا تتحمل وضع اشجار تمتد على جانبي الجزيرة فتعترض سير المركبات وتعيق الرؤية ، وهي بقدر ما تثير الانزعاج لمستخدمي الطريق يمكن ان تكون سببا في حوادث كثيرة.
ان وجود المهندسين الزراعيين في الدوائر البلدية يقع على عاتقهم دور مهم وراق في جمال المدينة ورقيها واناقتها واذا كانت اقسام الخدمات البلدية العديدة تعمل لتنظيم المدينة واقامة مشاريع الخدمات العامة فيها كالشوارع والمجسرات والانفاق ومشاريع الماء والمجاري وغيرها وعدم التجاوز عليها فان الجهد الزراعي بكادره الهندسي والمساعد يتولى تقديم الخدمة الجمالية والبيئية للمدينة كاستخدام الجزرات الوسطية ايضا لزراعة الزهور والنباتات الدائمية والموسمية التي تعكس مشاهدات ينشرح لها قلب المواطن وتدخل الى نفسه شعورا بان هناك من العاملين في هذا الوطن من مازال يحبه ويصر على تقديم اجمل الخدمات له ضمن هذا الظرف العصيب الذي يمر به.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الاتهامات المتبادلة والدعم الكامل.. خبايا العلاقة المعقد


.. الشيف عمر.. أشهر وأطيب الا?كلات والحلويات تركية شغل عمك أبو




.. هل ستنهي إسرائيل حربها في غزة.. وماذا تريد حماس؟


.. احتجاجات طلابية في أستراليا دعما للفلسطينيين




.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24