الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخطر الأوكراني

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2014 / 2 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


هناك خطر حقيقي على وحدة أوكرانيا بسبب العناصر الراديكالية التي ترابط في ميدان كييف و أانتشار تشكيلات اللجان الشعبية من قبل المواطنين في المدن ألأوكرانية الأخرى تحت مسمى حماية مدنهم في ظل ضعف دور الأجهزة الأمنية الأوكرانية ورفض المحتجين مغادرة ميدان الاحتجاجات في كييف وانقسام البلد إلى شرقي يدعم التوجه والشراكة الروسية وغربي يدعم الشراكة الأوروبية الأمريكية .
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي قال زعماء حلف الناتو بأنه لا توجد للحلف اي نية للتوسع وضم الدول السوفيتية السابقة للحلف لكن على ما يبدو أن كل الأحداث السياسية والاقتصادية والجيوستراتيجية توضح أن الواقع عكس ذلك وان هناك حرب نفوذ باردة خفية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي من طرف وروسيا التي تحاول أن تثبت أن النظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب والنفوذ وان لها مناطق ومصالح خاصة بها .
جورجيا كانت احد الأزمات التي برزت بين الولايات المتحدة و الغرب مع روسيا وانتهى الأمر بالنظام والدولة الجورجية أن تقبل بالأمر الذي فرضه الروس بالقوة العسكرية ولازال للحكومة الروسية نقاط تأثير ونفوذ على الوضع الداخلي الجورجي عن طريق الجالية الجورجية الكبيرة في روسيا وعن طريق رجال الأعمال الروس رغم الاستثمارات الضخمة والتعاون العسكري والاقتصادي بين الحكومة الجورجية والولايات المتحدة والغرب إلا أن مفتاح هدوء الوضع هناك لا يزال بيد الجانب الروسي الذي ربما يلعب به مجدداً حتى يلهي الغرب نسبياً بالخوف على استثماراته ونفوذه هناك ويتفرغ الروس لحل مشاكل أوكرانيا .
الزلزال السياسي في أوكرانيا المدعوم أمريكيا ومن بعض الدول الأوروبية يضرب حدود روسيا ويعرض أوروبا الى حشد وتوحد القوى السياسية الراديكالية المتطرفة المناوئة لروسيا لفرض أجنداتها ولو بالقوة واي محاولة من قبل الراديكاليين الأوكرانيين إطلاق النار على الجنود الروس المتواجدون في الجنوب ربما يدخل الكريملين عسكرياَ في الصراع الأوكراني مثلما حدث 2008 مع جورجيا.
يظل المشهد الأوكراني يثير الخوف عند كثير من المحللين السياسيين والسبب هو ضعف الحالة الاقتصادية هناك وانتشار الفساد والجريمة المنظمة واحتمال تحول الاعتصامات التي اطاحت بالرئيس الأوكراني السابق يانكوفيتش إلى صراع عرقي يقسم البلاد وهناك حالة مشابهه على حدود اوكرانيا وهي جمهورية ملدوفا حالة قابلة للانفجار , وهي ساحة صراع و نفوذ بين روسيا والغرب و تعاني من تشابة الظروف والحالة السياسية والاقتصادية الاوكرانية مع ازامات داخلية طاحنة وفساد ومقسمة الى ثلاث اجزاء منذ 1992 هي ملدوفا و ترانسنيستريا وجوجوزيا , وفي كل الأحوال روسيا لن تقبل أن تكون اوكرانيا عضو في الناتو عبر بوابة الشراكة الأوروبية وستضغط روسيا على كل الحكومات الأوكرانية القادمة اياً كان شكلها عن طريق التهديد بقطع إمدادات الغاز والبترول ومطالبة أوكرانيا بدفع ديونها الضخمة لها , وكذلك الغرب يتخوف من تلك الضغوط والمشاكل لان اغلب أنابيب النفط التي تغذي الغرب من النفط والغاز الروسي تمر عبر أوكرانيا وفي حال توقفها ستضرر الاقتصاديات الأوروبية , ألا سوء من ذلك، أن كييف تحتاج في الوقت الحاضر إلى المليارات من الدولارات لخدمة الديون الضخمة للبنوك الغربية, والغرب ليس على استعداد أو قادر إلى اقتراض المزيد من المال أوكرانيا .

د / مروان هائل عبدالمولى
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد