الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوراق من زمن الحب 14

حنان فوزي المسعودي

2014 / 2 / 25
الادب والفن


أوراق من زمن الحب  14

كان ماهر جالسا في المكتبة العامة...وحوله العديد من الكتب حيث يستعد لبحث مهم طلب منه قبيل تخرجه..هو الآن في السنة الاخيرة من كلية الحقوق...وبعد خمسة اشهر فقط...سيودع حياة الطلبة....حاول التركيز...منذ عدة ساعات...ولم يفلح..ظل شارد الذهن...سليب الخاطر..يكتب كثيرا..وينظر فلا يرى سوى خمسة احرف محببة الى نفسه...ن...ا...د..ي....الم انساها..فكر ماهر...ولن انساها ماحييت...لم تكن ناديا مجرد حبيبة له...بل كانت كينونته وبدونها لايعرف ماهو...؟وبينما يراقب بهدوء تساقط قطرات المطر على النافذة..لمح في الشارع شبحا زلزل كيانه....كانت ترتدي معطفا مطريا ازرق وتغطي رأسها بقبعة..ولكن الخصلات الشقية ابت إلا ان تتناثر على كتفيها...جن جنونه...وهرع راكضا خارج المكتبة..ولكنه وجد نفسه وحيدا في وسط الشارع..وحوله المارة المتعجلين الوصول للأختباء من المطر...ظل واقفا لعدة دقائقلايعرف هل يصدق عينيه ام يكذبهما...وظن لوهلة انه اصيب بهوس اسمه ناديا....كانت تلك فعلا هي...تركض مسرعة تحت المطر..وقبل ان يصل ماهر الى باب المكتبة..استقلت الحافلة...ذاهبة الى عملها...جلست بسكون غير ابهة بكرنفال المطر خارج حافلتها...كان هدوءها غريب حقا..وحولها كل هذه الجلبة..هذا نازل مع مظلته وتلك راكبة مع طفلها...وهذان زوجان يتشاجران....ولكنها...ظلت ساهمة ..مفكرة.
في الاشهر الاخيرة..ومنذ استلامها عملها الجديد...كلما جلست لوحدها دقائق كانت تعود لمناجاة ماهر..فتحكي له ماحصل في يومها..ما افرحها...وما احزنها..وتعود بعد تلك المحادثة الوهمية...سعيدة مغتبطة..وكأنه استمع اليها فعلا.لاتعرف كيف جاءتها القوة لتتجنب رؤيته..ودت كثيرا لو تستسلم..تهرول اليه...وتلقي بنفسها بين ذراعيه...ولكن هذا لم يحصل...كان بينهما شئ ...اكبر من اسطورةعشقهما...شئ اسمه الكبرياء.لم تحاول ناديا نسيانه...ولماذا تفعل...وهل كان الحب بأيدينا حتى نختار بأنفسنا نسيانه ؟وفي كل ليلة..تبكي مصرة على رؤيته في الصباح..ولكن تتبادر الى ذهنها..كلماتها الاخيرةوتوسلاتها...التي لم تستلم لها جوابا...فتثنيها عن عزمها هذا...كان همها الوحيد في هذه الفترة..اثبات جدارتها في عملها..والوصول الى مستوى مادي مستقر يؤهلها للمطالبة بإبنتها...نعم ابنتها...فناديا الرقيقة التي تحب كل الغرباء..هل تتخيلون ان تنسى ابنتها..؟عند طلاقهما اصر خالد على اخذ الفتاة..لالشئ...ولكن كي ينتقم من الوالدة التي اثرت الفرار من سطوته...لم تستطع ناديا وهي العاطلة عن العمل وذات الامكانات المادية المتوسطة ان تواجه زوجها المتنفذ في المحكمة..انتظرت ان تقف على قدميها مجددا..ثم تعود واثقة لأخذ ابنتها....عرفناها طفلة...شابة...حبيبة ...وزوجة...ولكننالم نعرفها كأم...كانت تربطها برهام علاقة مميزة...فقد حاولت بكل ما اوتيت من حنان ان تعوضها غياب الوالد العاطفي والجسدي عن المنزل..وكانت رؤيتهما...معا...ناديا ورهام...تجسد فعليا كل معاني الامومة....اعتادت ان تسافر في نهاية كل شهر اربعة ايام لزيارة والدتها وابنتها...وهذا كان دأبها...الى ان يأتي اليوم الذي تحقق فيه حلمها...وتجتمع بهما معا.
وقفا متسمرين...ينظر احدهما الى الآخر...وسط فوضى محطة المترو...تلاشى الزحام...واقفر الكون حولهما...لم تبق سوى عينان...تحدقان...في بعضهما ...البعض...يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي


.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت




.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري