الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما لذي يدفع رفعت الأسد لترك قصره الأوربي لمواجهة السجن أو الاغتيال ؟

أحمد عبد الله

2005 / 6 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


ما لذي يدفع رفعت الأسد لترك قصره الأوربي لمواجهة السجن أو الاغتيال ؟

أحمد عبد الله

يبدو أن القائد السابق لسرايا الدفاع ونائب رئيس الجمهورية الأسبق في سوريا لديه معلومات ومعطيات خطيرة عما ستؤول الأوضاع إليه في سورية قريباً وهذا ما يجعله يستعجل خطى تحركه الخارجي والداخلي سياسياً وإعلامياً لإزاحة النظام تدريجياً .
فما لذي يدفع بشخصية كرفعت أسد لترك قصره واستثماراته في أوربا لمواجهة السجن أو الاغتيال في سوريا فيما لو عاد ؟ فمن المعروف أنه يعيش حياة الملوك والأمراء والأباطرة في أوربا ولديه هامش واسع من العلاقات الخارجية ويخطى بدعم من دول عربية عدة على رأسها السعودية وتلك الدول تفرش له السجاد الأحمر وفوق هذا تغدق عليه بالأموال الطائلة والعطايا والهدايا والمزايا وهو الذي استطاع أن يؤسس في فترة تعتبر قياسية بالنسبة لعالم الأعمال إمبراطورية مالية تعتبر من أكبر الإمبراطوريات المالية في العالم، فما الذي دفعه للتفكير بالعودة ليكون مادة إعلامية دسمة وتسلط الأضواء عليه مجدداً ؟سيما أن سوريا تعيش مرحلة تعتبر من أصعب مراحل تاريخها السياسي وقد تعرضه تلك الظروف إلى السجن في أحسن الأحوال إن لم نقل الاغتيال وهنا لنقم بتحليل منطقي عقلاني لذلك:
أولاً: أنه طامع في السلطة لكن ما يثير الاستغراب فعلاً أنه لو أراد السلطة أو البقاء فيها لبقي على ولائه وتأييده لأخيه الرئيس الراحل حافظ الأسد أو لابن أخيه الرئيس بشار ولكانوا دون شك أعطوه حتى أرضوه مقابل ذلك التأييد فهم أعطوا الكثير الكثير لمن هم اقل شأنا منه في السياسة والجيش مقابل التأييد والتصفيق والمديح فلماذا لم يفعل ذلك رفعت ؟ خاصة أنه لو أراد السلطة فعلاً قبل أن يغادر سورية إلى المنفى فكان الطريق ممهداً أمامه لأنه يمتلك القوة العسكرية الضاربة سرايا الدفاع المؤلفة من 54 ألف عسكري مدربين أفضل التدريبات ومدججين بأفضل أنواع السلاح في دمشق العاصمة فلماذا لم يستطيع الانقلاب على أخيه حافظ أو لماذا لم يريد ذلك في ذاك الوقت ويريد الآن أن يزيح النظام في منفاه الأوربي وكيف سيتمكن من ذلك ؟

ثانياً: هل فعلاً رفعت معرض للمحاكمة في أوربا وهو خائف من المحاكمة والقضاء لذلك يريد العودة إلى سوريا ؟ التحليل المنطقي يقول غير ذلك أيضاً، فما يتنظره في سوريا من مخاطر أكبر بكثير من المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها في أوربا وأمام أي محكمة كانت فكيف يمكن أن يحاكم رفعت الأسد لوحده منطقياً يجب أن يحاكم معه أخوه حافظ حتى ولو أنه مات وكذلك كل القياديين في سورية وابن أخيه بشار وحزب البعث و رؤساء أجهزة الأمن كافة وضباط الجيش الكبار، فهل رفعت الأسد وحده من ارتكب الجرائم وسرق ونهب وانتهك الأعراض ؟
اعتقد أن محاكمة رفعت تعني محاكمة قرابة مليون شخص في سورية بين الأجهزة الأمنية والجيش وقيادة سياسية وحزبية وشعبية ومخبرين وبالطبع كامل عناصر السلطة الحاكمة
من جهة أخرى ليس هناك أي وثائق إدانة مكتوبة يتقدم بها أي طرف للقضاء وما يقال حتى الآن مازال كلام في كلام وأيضاً من هي الجهة القضائية أو المحكمة التي يحق لها قانونيا محاكمة رفعت.
كانت بلجيكا أصدرت قراراً ابتكرت فيه أنه يمكن محاكمة أي شخص في العالم من خلاله بتهم جرائم الحرب و الابادة الجماعية ولكن بلجيكا سرعان ما ألغت قانونها وكانت كالنعامة تطمر رأسها في رمال الهرب ولا نعرف من ماذا ؟
فتشت وبحثت وسألت أهل القانون الدولي وكان الجواب انه لا توجد أي محكمة اليوم على وجه الأرض تستطيع تحاكم أي شخص من سوريا أو غيرها والسبب بسيط انه في العرف الدولي المحاكم المخصصة بجرائم الحرب عادة هي محاكم تشكلها الأمم المتحدة لمعالجة أزمة ما فمثلا شكلت الأمم المتحدة محكمة للجرائم التي حصلت في يوغسلافيا السابقة وشكلت محكمة لراوندا لكنها لم تشكل ابدآ أي محاكمة لسوريا أو حتى العراق وذلك يعني أن محاكمة رفعت وما يدور حولها من كلام في الأوساط الإعلامية غير ممكنة وأن أي شخص يقول ذلك يعني أنه لا يعرف شيئاً عن القانون الدولي.
لكنني تساءلت أيضاً عما يدور في خفايا الكونغرس الأمريكي ومبادرة السيد فريد الغادري / رئيس حزب الإصلاح السوري والممول أمريكياً لمحاكمة رفعت الأسد فأتاني الجواب القانوني أن المحاكم الأمريكية غير مخولة بمحاكمة أي شخص كان إلا إذا كان هناك ضحايا أمريكيين وثانياً أن الكونغرس ليس محكمة ولا يمثل القانون الدولي وذلك يعني أن محاكمة رفعت غير ممكنة في الخارج وحتى لو أصبحت ممكنة يوماً ما فلا بد من أن لا ننسى كسوريين فتح ملف الأخوان المسلمين معه الذين كانوا فتيل وشرارة الأزمة في سورية وقتلوا وسفكوا دماء أبناء الشعب السوري وتسلحوا من قوى خارجية وتدربوا في معسكرات صدام حسين إذا لنكون عادلين فيما لو أردنا أمام محكمة الشعب محاكمة رفعت الأسد فلا بد من محاسبة الأخوان المسلمين أولاً ورفعت الأسد وملفات كافة أقطاب النظام السوري وأجهزته الأمنية والعسكرية والحزبية أيضاً.
ولا أعتقد أننا اليوم كسوريين يمكن أن نتحدث عن محاكمة رفعت الأسد والنظام السوري دون الحديث عن محاكمة الأخوان المسلمين وتبرأهم من الطليعة المقاتلة وأتباعهم منطقا سياسيا جديدا لن يشطب عنهم صفحات الماضي ولا وزر الجرائم التي ارتكبوها وأعتقد كوطني سوري أنه إذا أردنا فتح باب المحاسبات وملفات عن الماضي فإننا سنغرق سورية في دوامة لن ننتهي منها لسنوات طويلة ولا نريد أن نشمت بنا وسائل الإعلام الغربية والعربية ونصبح مادة دسمة لها فإن كنا سنقبل يوماً الأخوان المسلمين وطبعاً بعد أن يكون حزبهم على أساس وطني وليس ديني أو طائفي وطي صفحة الماضي ومشاركتهم في الحياة السياسية فلابد أيضاً من طي صفحة رفعت والنظام السابق وغيرهم وقبول عودته للعمل السياسي إلى جانب الجميع ومعهم لتكون بداية للنظر نحو المستقبل في الوئام الوطني.

ثالثاً: وقبل كل شئ لم أكن يوماً من أنصار أو من جماعة رفعت الأسد ولم انتسب في حياتي لمؤسسة حزبية أو غيرها وانتمائي الوحيد هو الوطن لكن يحق لي أمام ما أصبح عليه الوضع في سوريا وأمام إعلان رفعت الأسد قرار العودة وقراره في إزاحة النظام ودعواته المتكررة عبر فضائيته التلفزيونية إلى أنه لا يطمح في السلطة ويريد وطناً تعددياً سياسياً وديمقراطياً للعمل إلى جانب باقي أطياف السياسة في سوريا فلم لا إن كنا فعلاً نريد وطناً للجميع ونريد النظر للمستقبل وليس إلى الماضي أليس الحكم الوحيد في ظل حالة ديمقراطية للبلد ستكون صناديق الاقتراع الحر ولأننا لا نريد أن تسقط دمشق كما سقطت بغداد ولا نريد لشعبنا السوري أي يعيش أية حالة حروب وتجويع ألم تكفينا أربعة عقود من حالة الطوارئ والرعب في ظل الأجهزة الأمنية.
أعتقد أن الوقت حان لنعلن لأنفسنا جميعاً حالة الوئام الوطني كما حصل في الجزائر حتى لا نوقع بلادنا في ظلال المجهول والفتنة الطائفية والعرقية.
أخيراً أقول لكل الشرفاء من هي القوة التي يمكن أن تضع سوريا على طريقها الصحيح فيما لو سقط النظام السوري الحالي وما هي النسبة التي تشكلها في الشارع السوري كل القوى السياسية المعارضة في الداخل والخارج خصوصاً أن المؤسسة الأمنية والعسكرية مشردة بين حزب البعث وولاءات مختلفة ولما يمكن أن تشكله من مخاطر بعد سقوط النظام لفقدانها التوازن وفقدان قادتها وأتباعهم ميزاتهم الشخصية والنفعية عندما كانوا في السلطة.
لن أقول لكم أن رفعت الأسد هو الحل لكنه جزء منه في ظل دولة تعددية وللجميع ومن دون أي استثناء وأقول هذا وأنا لم أكن يوماً في حياتي من أنصار رفعت ولن أكون لكنني من دعاة الوئام المدني والدين لله والوطن للجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظاهرة غريبة.. السماء تمطر أسماكا في #إيران #سوشال_سكاي


.. مع تصاعد الهجمات في البحر الأحمر.. تعرف على أبرز موانيه




.. جنود الاحتلال يحتجزون جثمان شهيد من المنزل المستهدف في طولكر


.. غارة إسرائيلية استهدفت منزلا بمنطقة الصفطاوي شمال غزة




.. قائمة طويلة من لاعبين بلا أندية مع اقتراب فترة الانتقالات ال