الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقطع / على مقربة من الحرب

سعدي عباس العبد

2014 / 2 / 26
الادب والفن


* غادرت سلمى البيت ، بيت اختي ، غادرت الغرفة ،.............
مرّ وقت ما . وقت طويل على مغادرتها ، ولكن رائحتها لن تغادر . فما زالت تنتشر صادمة قوّية ، في هواء الغرفة ، وفي ذات المكان الذي كانت تقتعده ، ما زالت رائحتها عالقة في فضاء الغرفة برمته ، تضوع من النافذة والجدران ، والباب الذي بقي مشرعا ، تضوع نفّاذة من بدني ومن الاريكة ، رائحة مذهلة جعلت تتفشى سريعة في انفاسي .. رائحها اكاد اتحسسها بيدي . اكاد المسها كما لو إنها شيء منظور ، كانت مرآة الدولاب تتلامع قبالتي ، فيلوح ليّ وجهي كتلة هشّة بملامح ترابية مجفّفة ! ملامح من غبار خفي . بدا كما لو انه جزء مقتطع من تلك البرّية ، بريّة الحرب البعيدة الآن .. راح الوجه الغباري يقترب عبر المرآة ، يدنو مني ، كلما اخطو ، خطوة ثقيلة ناحية المرآة . كأني امرّ عابرا قنطرة من الزمن الغامض غير المنظور .. كلما اطوي خطوة .. اشعر كأني اجتاز مديّات .. كأني اعبر جسورا مهوّلة من السنوات .. جسورا من الماضي الممعن بالغياب والتلاشي .. فاحس برائحة غبار مجفّف تنتشر في فضاء الغرفة ، رائحة ملتحمة بتلك الرائحة التي تركتها سلمى تتصاعد ، تنتشر وتضوع منذ جمعتين .. كلا .. منذ شهرين ..كلا ..منذ سنتين .. كلا .. منذ سنوات .. منذ دهر ..، منذ هبوط آدم بخطيئته ، منذ زمن ما ، منذ ما قبل الزمن !
كانت الرائحة خليطا من اوجاع وفواجع وبقايا حياة كانت ذات يوم .. خليط من رائحتين ،..
عطر أنثوي وغبار .. فاهجس إني اتحوّل ، في طور من التحوّل يتنامى على مهل ، ادخل طورا من التحوّل يفضي بي إلى شكل مبهم من اشكال الغموض والغبار .. غبار الشوارع والخلوات والمنعطفات والساحات والاعشاب والغرف المشرع .. والعراءات القاتمة .. اتحوّل إلى مدى مهوّل من التيه والضّياع ، متسربلا بالغبار والخواء ، // مقطع من روايتي المخطوطة / سلمى والنهر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر