الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوجاعنا

محمد الأحمد

2014 / 2 / 26
الادب والفن


1.
اوجاعنا اين الاصدقاء في هذا التيهِ العاصف المريب، أوجاعنا مكاننا الذي صار سقيماً وما عدنا فيه نسرج خيلنا لنشرب شاي الامان، اوجاعنا غرباءهم فاضوا بين اصدقائنا وحمل المكان عاطنتهم، وسمتهم، وما عادت أوجاعنا الا أوجاعاً من أوجاعٍ سقم لن نشفى منه، ولا ألفة سنلقى بين أهلنا..
2.
اوجاعنا فراغ لا يمتلئ بالهواء، ولا ببسمة عابرة لا رصيد لها..!!...
3.
"السادةُ الراثون موت الفلاني، السادة المعزون كلهمُ، المقربون من جهته يكتبون مديحاً، وعلى عكس الناكرين من الجهة الاخرى، هم السادة الذين يمتهنون الهوس غالباً ما يسقطون من الصورة، ليس لانهم يندفعون خلف الظاهر، ولا يعرفون كيف تؤكل الكتف الباطن"
4.
هو رسامُ التماثيل، وكاد بها ان يقلب شارعاً فارغاً.. عرفتهُ طويلاً، باسماً غير متأرجح، عرفتهُ ثاقباً، مسالماً غير متراجع؛ هو الولدُ المزواجُ العاشقُ، قد بنيّ حراساً لقصره من الرخام، وكتبَ مجدهم بحبر الأيام.. حتى يجلون الهمّ والغمام. كأنما رسامُ يمسح الغبار عن المعنى، فتأتي قصص قصيرة، تطيرُ بين اصابعنا مثل سرب حمام. هو يتنفس الان؛ بما بقي عنده من ازاميل وآمال، يكتب الان ملحمةُ الجسد اللذيذ، يمسح بنسائمه شهوته، كأنما يكتب عن فنار اضاعته السفن، وعن مكان نسي، وعن زمان مضى..
هو رسامٌ؛ اشهد له لأكثر من ثلاثين عاماً مضينَ سُراعاً، عُجالاً، وكما عرفته لم يخسر شيئاً الا ما استحق ان يخسره مِمَّ خسره الجيل.. هو رسامُ التماثيل التي حملت احجارها الحمائم نتفاً، وكأنها من سجيّلْ..
5.
اليوم العاصف الذي مرّ بحياتي، انستني اياه الاغاني.. كل الاغاني التي كان يرددها رواد المقهى، كانت اغاني التخلص من الطاغوت، كالنشيد تهدر من قلوب المُحررين من العدوّ ذاته، ذلكم هم الاعداء البغاة.. سقطوا تباعاً من قلبي ومن شدة اليأس الذي المّ بهم..
6.
كلُّ هذا الدخان من احتراق غابات قلوبنا، واصحابها تيقنوا بان العدوّ لا يمتلكوا ثقاباً واحداً، ولا حتى حجر؛ لكن الولدان المخلون هم من سربوها، ليلاً .. قد كان المكان.. ليلاً قد كان الزمان، ولكن احتراق الاصابع ندماً، لم يحدث، الا بعد ان اضاعوا الأوطان.. تلك هي حكاية دخان المكان.
7.
على الساحل قبل قليل؛ الماءُ ماءٌ وان ضخّه خرطوم فيل، مسارات القلب واحدة، ولكن: الملوحون يتزايدون على الجبل، حكاية تبتعد عندما سالت عنكِ.. لا تكيدهم فهم اسباب اشتعال، وها هو الفيل يطفاها..
8.
المساء عند "يوسفل" بديع، قد كان.. مجرى الحقل الى الصنوبر، هدنةُ الببغاء الذي لا يمل من الثرثرة، كانما ابحار في عتمة الظلمة الطويلة، كانما مساء من حنظل كلما يطول دون سيدة البيت..
"يوسفل" باتت مهجورة، دونها تتسابق الافكار ولا تحطّ في مكانها.. مدينة تراجع عنها الحبّ، حتى الخطوة النبيّة وتبلل مطرها بنقيع دم.. بالكبرياء؛ "يوسفل" كانت غابة للياسمين، وصارت مرتعاً للباغين..
"يوسفل" نهر خام تعثرت فيه اقدام، هياكل ارواح سمت أبدانها، وجثثها قتلت بعضها البعض للمرة المتكررة..
"يوسفل" هي بلدة: لا يحدها من اعلاها سوى الله، ولا يحدها من كل جانب آخر سوى الطامعين.. الله اهداها ينابيعاً ومن البترول، واسكنها ناس، احبت اعواد الحراب فاقتتلت بها، ولم تكن الا "يوسفل" البريئة بلا كبرياء.. بعد نبع الكبرياء..
9.
المكان الذي يدخل منه الهواء، شباكاً، عزرائيلاً تراه أخطأ في الزحمة منافذه، ويأتي متسربلاً في ثياب الموت، مقتلعاً الاطفال من منابتهم، موقعاً النهارات في ليل وخيم.. الموت يدخل من شقوق صغيرة في الحيطان العالية، ويميت نفوساً كانت يقظة في ايام الحصاد، المكان ميت كلوحة انقلب عليها اللون الأسود، النهار آفل بالارواح العفية،
- "المكان كان يهمّ بشرب الشاي البهرزي. والمكان كان ينتظر الرجل الاخر، والاخر يعبر الى فسحة عمله، والبعض يلتقون في المكان الذي لا يختلف عنه الموعد، كنقطة واضحة"، مكان لاغنية ام كلثوم عصراً، فيروز صباحاً، وجمهرة لعملها فجراً، فالمقهى اكبر من مساحات تمتلئ بالقصائد، تسرب اليها الموت كالهواء، وحصد منها ما استطاع اليه سبيلاً..
المقهى كانت مكاناً للموت، وليست لشيء آخر.. أمكنة تلتقي بأمكنة: يا "بهرز" كم سيبقى القداح في شجيراتك حزيناً باكياً بكل الموت الذي انهمر على المكان..!!
10.
اترك خيط بالونتك قبل ان تأخذك بعيداً عنا، وربما تدفنك بين الغيوم القاتمة..!!
11.
ديك الوز: الطائر الصياد مفرود الاجنحة..
12.
خذيني ليمونة لفنجان شايك الساخن، الدفء يغري ويغوي ويثير، حيث وطن يضمّ اشواق المتغيرات، البرد يأتي بلا جمال بكل حيف وضيم.. خذيني بعيداً عن ملل الاصحاب، وخذي مني الطعم، واعطني الدفء، خذيني كما عهدتيني مواطنا صالحاً لا يشجب الحكومات التي انهكته بفسادها"
13.
اشتاق اليك بما في الهواء من رائحة انوثة، مأخوذ اليك قسراً، فالشوق عندي كانما نهر محجوز بصخور باغية، وبات أمري كمن يبحث عن تسرب، حتماً: الى كل الشقوق، كالبهجة العاتية...
14.
نشجب فلنشجب ونشجب لان الشجب بات سلاحنا الأخير، لنشجب بما بقي لنا من آمال..
15.
قال مكابيوس: "لماذا تتبع حمار الوالي، ككلب الراعي، ونعلم جيداً؛ انه لن يصيبنا الا ما يسقط من يديه، فلا الوالي أبن البلد، ولا الحمار التائه في شعابه سوف يرشدنا الى اهلينا"..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - صدقي صخر بدأ بالغناء قبل التمثيل.. يا ترى بيحب


.. كلمة أخيرة - صدقي صخر: أول مرة وقفت قدام كاميرا سنة 2002 مع




.. كلمة أخيرة - مسلسل ريفو كان نقلة كبيرة في حياة صدقي صخر.. ال


.. تفاعلكم | الفنان محمد عبده يكشف طبيعة مرضه ورحلته العلاجية




.. تفاعلكم | الحوثي يخطف ويعتقل فنانين شعبيين والتهمة: الغناء!