الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر بين ثقافة الاحتقار و عقلية الانبهار .. المرّه الجايه إحملوا صفائح الزبالة

أسعد أسعد

2005 / 6 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


دي حاجه بلدي خالص .. و ده ذوق فلاحي .. انما دي حاجه الافرانكه .. دا اصل امه تركية .. و دي امها طليانية و دول جماعه جريج .. دا صعيدي جلنف .. و دا فلاح .. يا سعادة البيه .. يا سعادة الباشا .. أيوه يا هانم .. روح يا واد .. و تعالي يابت
ما رايك يا عزيزي القارئ في هذه اللغة و تلك المفردات التي تحكم ثقافتنا الاجتماعية التي نعبر بها عن استياءنا مما لا يعجبنا و استحساننا بما يعجبنا و ما رايك في تلك الالفاظ التركية التي ننادي بها بعضنا البعض في مزح و تعبير عن الترحيب او ننادي بها الهتنا من صغار كبار الموظفين الذين يملكون رقابنا و حياتنا و مصائرنا في ايديهم
ما الذي جري لنا نحن المصريين حتي اصبحنا نحتقر كل ما هو اصل بلدنا و طابعها الذي يميزها الملقب بلدي و كل ما هو من مزارعنا و حياة الريف و نلقبه انه فلاحي حتي ان كل مالا يعجبنا من اذواق اللون او الشكل او حتي الموسيقي و الفن اصبح بلدي و فلاحي
و لايقف الحد عند مجرد انتقاد الاشياء باطلاق هذه الاوصاف عليها بل ان المصيبة اكبر حين نخطط و نرتب بلادنا فان اخر شئ نعمل حسابا له هو الفلاح و الفلاحة و ابن او بنت البلد و اذا طالب احدهم بشئ نظيف او معقول يكون الرد جاهزا "يا اخي عيش عيشة اهلك "
و اليوم يقف الفلاحي و البلدي و هم حوالي تسعين بالمايه من شعب مصر يقفون موقف سلبي مهمش من اصلاح البلاد و تقدمها و هم في حالة احباط من المشاركة مع الافندية و البهاوات بتوع السياسه و احنا مالنا ياعم خلينا في حالنا عشان نعرف ناكل عيش إحنا ناس بلدي علي قد حالنا .. أو إحنا فلاحين غلابه
ويذهب الفلاح و العامل الي البلاد العربية و يذوق طعم المذلة و المهانة علي ايدي الاشقاء العرب ليعود الي مصر ليضع تحويشة العمر في شقة او دكان يقضي فيه بقية شقاء العمر و اذا انضرب العامل او الفلاح بالحذاء العربي فان افندية السفارة المصرية سيتهمونه بالتطاول علي اسياده من الامراء و ربما تركوه ليسف التراب و اشياء اخري في بلاد الاشقاء العرب قبل ان يلقوا به الي صفيحة نفاياتهم و ايه يعني دا حتة فلاح ما يساويش حاجة و الا دا حتة صنايعي بلدي
و بالامس القريب اتجهت حركة كفاية الي الاحياء الشعبية البلدي و حاولت تنظيم مظاهرة بالبلدي شعارها المكانس البلدي اي كنس الحكومة او كنس السيدة زينب علي الحكومة فانبري افنديات و باشاوات الصحافة المصريه الافندية المِلَمّعين المتنشيين انبروا علي البلدي و سخروا من البلدي و اهانوا البلدي و دلقوا عليه زبالة ابراجهم الصحفية العاجية صحافة الافندية المنشية
لقد سخر الافندية من قَبل من سياسة شعبان عبد الرحيم و ابوا الا يدعوه الا بالمكوجي و هو شخصيا لم يتبرا من اصله انه مكوجي رِجل احب الفن و الغناء و علي قدر ثقافته البلدي غني ابسط الكلمات و ابسط الالحان بكلمة بسيطة اطلقها شعبان البسيط المكوجي "انا باكره اسرائيل" هزت مشاعر اولاد البلد تجاه دوله معتديه فشل عمالقة ضد التطبيع من ذوات الاقلام العنترية المنشية ان يفعلوا معها ما فعله بها شعبان عبد الرحيم في قلوب المصريين البلدي فقط بكلمتين لانه بصراحة راجل بلدي و خاطب كل من هو بلدي و سخر رجال الفكر المتعلمين المتنشيين من فكر شعبان عبد الرحيم و عباراته البسيطة البلدي و اعتبروه وصمة عار في وجه الفن في مصر لانه راجل بلدي
و اليوم ابتدات تظهر الحقيقة .. حقيقة كراهية المدعوين مثقفين لبلدهم مصر التي غني لها المرحوم عبد الحليم بلدي يا بلدي و قال انا ها اتكلم كده بالبلدي فمن هي بلدي في تصوراتكم المنشية لقد وصف الشيخ إمام مصر فقال "مصر يا امه يا بهية يا ام طرحة و جلابيه الزمن شاب و انتي شابه هو رايح و انتي جاية" فهل من يسمع صرخات الشيخ المرحوم في وجه الافندية و هو يغني في عشق مصر البلدي الفلاحي
كم بالمائه من مصر عباره عن حواري و ازقه و عشش و مباني ايله للسقوط كم من شعب مصر صنايعية و ارزقية و باعة متجولين و اصحاب حرف و بقالين و جزارين و مكوجية و حلاقين و صغار الموظفين المطحونيين الي متي لايفهم صحافيونا و نقادنا و سياسيونا و اولي الامر منا ان مصر ليست الزمالك ولا جاردن سيتي و لا مصر الجديدة و لا مدينه نصر ان مصر هي الدكان و الورشه و القهوة و الحارة و الشقة اللي يادوبك مطرحين و عفشة مية
و اليوم تقف المعارضة مستعلية متانفة من الوصول للشعب و تلقي فشلها علي تحكم السلطة و سيطرة الحكومة و الله يرحم الشيخ عليش الذي و قف في وجه جمال عبد الناصر و هو في اوج عظمته ليقول له بالبلدي "هي الاشتراكيه عليا انا بس؟"
ان إنفصام الشخصية التي نعيشها اليوم في مصر منعكسة تماما علي اوضاعنا السياسية و لنواجه انفسنا يا سادة يا اصحاب الاقلام و الياقات المنشية ان مصر الحقيقية هي مصر شعبان عبد الرحيم و الشيخ امام .. مصر الموالد و الغوازي و المغناواتية و اللي علي باب الله .. فان كنت لا تحبها و لا تتذوقها بالطرحة و الجلابية و لاتستطيع ان تغني لها مع شعبان هييه فانت تخسر الكثير ايها الثائر المناضل الذي تؤذن في مالطة و ليس في الغورية و لا في السيدة و الحسين
انا ارجو ان يعود السياسيون في هذه الايام الي مصر و يكتشفوها و يحبوها كما هي مصر الحقيقية البلدي و الفلاحي و ان يعطوها كل شئ كما اعطتهم هي كل شئ و يكفي المثل ان اعظم من اثر في ثقافة مصر كانت ام كلثوم لانها كانت دائما تقول امام الباشوات و البهوات انا فلاحة من طماي الزهايرة و هي جذبت الشعر من افواه اشعر شعرائه و من ابراجهم اللغوية العالية و هبطت به الي الفلاحين و الصنايعية أولاد البلد
و اليوم ياليت الساسة و المناضلين الثورجيين يذهبوا الي الاحياء البلدي و يحبوها و يحبوا اهلهاو الي الحواري الفلاحي و يحبوها و يعشقوا اهلها و ياتوا بثقافتهم و علمهم و فكرهم و يضعوه في غناوي شعبان عبد الرحيم و سيجد المناضلون ان مصر كلها ستستجيب لهم و سيدهش السياسيون ان هناك قوة في هذا الشعب البلدي الفلاحي اقوي من كل نوادي مصر الجديدة و الزمالك و جاردن سيتي و مدينه نصر و اذا كانت حركة كفايه قد رفعت المكانس في وجه الحكومة فانا ادعوها هذه المرة ان تخرج في مظاهرة اخري حاملين صفائح الزبالة حتي نضع فيها زبالة البلد الذين يحتقرون البلدي و يستهزؤن بالفلاحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة:


.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت




.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24


.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي




.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ