الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجمهورية الفرنسية هي أنثى

بودريس درهمان

2014 / 2 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


سفير الجمهورية الفرنسية بالولايات المتحدة الامريكية السيد فرانسوا ديلاتر، اذا كان قد أدلى فعلا بذلك التصريح المنحرف في حق الحكومة المغربية فانه اعطي الدليل لرئاسة الجمهورية الفرنسية على أنه يجهل كليا كنه و دلالات احد رموز و ثوابت بلاده الذي هو جنس الجمهورية الفرنسية الأنثوي، لهذا السبب يمكن التأكيد بان سعادة السفير بواسطة ذلك التصريح المنحرف المسند اليه كان يلصق بالجمهورية الفرنسية من حيث لا يدري أخلاقه الشخصية و استيهاماته الجنسية الخاصة، لأن الجمهورية الفرنسية في الاصل هي انثى. و لا يمكن لأنثى ان تضاجع انثى إلا اذا كانتا سحاقيات.
هذه الانثى هي ماريان أحد الرموز القوية المجسدة للنظام الفرنسي ككل و التي يمكن الاضطلاع عليها من خلال الموقع الخاص برئاسة الجمهورية الفرنسية كما يمكن الاضطلاع عليها كذلك من خلال كتب مجموعة من الفلاسفة و المؤرخين.
الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو كان دائما يحذر مواطنيه من الالتصاق كثيرا بالكلمات و ينصحهم بفتح أعينهم كثيرا على الصور لان فتح العيون على الصور يساهم في فتح العقول على الحقيقة لدرجة أن الفيلسوف الفرنسي ريجيس دوبري Régis Debréينصح هو الآخر مواطنيه أن يطلبوا من الصورة أن تشرح لهم المفهوم. هذا الطلب النصيحة يقدمه ريجيس دوبري للحيارى الذين احتاروا في فهم اصل فكرة الجمهورية الفرنسية لهؤلاء يقول:" إذا ما أردتم معرفة اصل الجمهورية الفرنسية فابحثوا عنها في أكاديمية الفنون الجميلة و ليس في مكتبة السربون"
منهجية بلورة فكرة الجمهورية الفرنسية عادة ما يحاول الدكاترة الجامعيون البحث عنها بين ثنايا النصوص الإنشائية في حين الحقيقة الساطعة لأصل هذه الجمهورية هي على صورة الغلاف مباشرة تحت أنوفهم.
الجمهورية الفرنسية الأولى، لم تصور قط كدوقة من الدوقات أو عذراء من العذارى. إنها امرأة ذات نهدين قويين-انظر الصورة- وصوت غليظ ولا تجد لذتها الجنسية إلا مع الفئات المعدومة و الساقطة هكذا صورها اوكيست باربييAuguste Barbier سنة1830
خلال السنة الثانية للجمهورية الفرنسية الأولى، و في خضم الحرب، حاول البعض وضع تمثال كبير لهرقل على قنطرة باريس الجديدة لكي يجسم بها صورة الجمهورية الفرنسية ولكن في الأخير انتصرت فكرة الجمهورية الأنثى على الجمهورية الهرقلية لأنه بالنسبة للثوريين الفرنسيين الحرية هي أنثى.
المعاهدة التي تمت صياغتها على اثر تقرير للأب كركوار l’abbé Grégoire تقول:" إن الجمهورية ستكون لها ملامح امرأة ترتدي ملابس تعود إلى العصر القديمantiquité واقفة تأخذ بيدها اليمنى سهم فوقه طاقية الحرية ويدها اليسرى متكئة على رزنامة من الأسلحة".
الجمهورية الفرنسية الأولى " حافظت على صورة البدايات الأولى التي هي عبارة عن صورة تموجية لسفر التكوين. ماذا تريد أن تقول هذه الصورة الأولى ؟ إنها تريد أن تقول بان ماريان، أي الجمهورية الفرنسية، جد غامضة وككل الأشكال الغامضة المؤسسة على التوازي. أنها مثلها مثل أي محاربة تختزل كل أشكال الحرية والقوة : القانون في يد والقوة في يد أخرى." هذا التعريف الذي قدمه ريجيس دوبري قد يتطابق مع حقيقة الجمهورية الفرنسية الخامسة، أما الجمهورية الفرنسية الأولى فلوحة"الحرية التي تقود الشعب إلى الخنادق" لدي لاكروى Delacroix لسنة 1830 تسير عكس هذا الاتجاه فماريان أي الجمهورية الفرنسية تأخذ البندقية في يدها اليسرى والراية عالية في يدها اليمنى-انظر الصورة-. بمعنى تحمل راية الوطنية في يد و القوة العسكرية في يد أخرى.
الجمهورية الفرنسية الخامسة قطعت مع هذا التمثل المبني على الوطنية المغلقة المجسدة في العلم الوطني الفرنسي ذو الثلاثة الوان بحكم ان ماريان هي مزدوجة الامومة كما تقول الاسطورة الأولى، هي أم لفرنسا و ام لباقي امم ما وراء البحار. بسبب هذه الامومة المزدوجة اصبحت ماريان، اي الجمهورية الفرنسية، تحمل الكتاب في اليد اليمنى، بدل الراية، و البندقية في اليد اليسرى. الكتاب يرمز الى القوة المستندة على القانون الدولي، و البندقية هي القوة العسكرية و هكذا ما هو عليه الامر حاليا حتى في المملكة المغربية بعد ان وعت الحيثيات جيدا، حيث اصبحت هي الاخرى تستند على القوة العسكرية من جهة و القانون الدولي من جهة ثانية.
هذه اللوحة التي رسمها دي لاكروى سنة1830 هي الصورة الحقيقية التي نجدها عند الجمهورية الفرنسية الأولى لأنها نفس الصورة المتجلية في أول طابع رسمي وضعته هذه الجمهورية شهر شتمبر 1792.
حتى كتاب "علوم التلميحات في خدمة الرسامين" لصاحبيه Gravelot et Cochin الذي تم نشره سنة 1791 هذان المؤلفان كانا يضعان تقابلا ما بين جنس الملكية التي يتم تصويرها هي الاخرى على شكل امرأة جالسة على العرش متوجة بتاج من شعاع و في يدها عكاز تستند به على أسد مع جنس الجمهورية الفرنسية التي كان الثوريون الفرنسيون و ما زالوا يصورونها على شكل امرأة متوجة بأشعة من شمس بجانب أسد نائم. الجمهورية الفرنسية هي انثى و لهذا السبب لا تنطبق عليها ما اسند من تصريحات لسفير الجمهورية الفرنسية بالولايات المتحدة الامريكية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم


.. على رأسها أمريكا.. 18 دولة تدعو للإفراج الفوري عن جميع المحت




.. مستوطنون يقتحمون موقعا أثريا ببلدة سبسطية في مدينة نابلس


.. مراسل الجزيرة: معارك ضارية بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال




.. بعد استقالة -غريط- بسبب تصدير الأسلحة لإسرائيل.. باتيل: نواص