الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حكومة المالكي وكوردستان بين السياسة والاقتصاد
عبدالخالق صبري عقراوي
2014 / 2 / 26مواضيع وابحاث سياسية
بينت الخطوات الاخيرة التي قام بها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ضد الاكراد العراقيين من قطع رواتب موظفي الاقليم بدعاوى واهية وملفقة ومنع طائرات مدنية من الوصول الى سماء كوردستان العراق عمق المأزق الحالي الذي تعاني منه النخبة السياسية العراقية الحاكمة في بغداد وحقيقة الاوضاع المتفاقمة وذلك الموت البطيء الذي وصلت اليها ما كان يسمى بالعملية السياسية في العراق وحقيقة الامر ان مؤسسوا وواضعوا تلك العملية من قوى غربية قد استثمروا فيها الكثير ولكنها بفعل الواقع قد اصابها الموت السريرى نتيجة الانشغالات الداخلية الامريكية وعدم اكتراث القوى الاوربية الاخرى وحقيقة الواقع السياسي للحكم في العراق حيث لم يكن بالامكان خروجه من مدرسة الحكم الفردي المطلق الذي لاينفك عن كرسي الحكم في بغداد وهو يزهر بين الحين والاخر ليجلس احدهم في رحابه وهاهو رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي استعصى عليه فهم التأريخ والجغرافيا السياسية فاصبح نسخة مطابقة عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين ولربما يواجه في مرحلة لاحقة نفس المصير التراجيدي الذي لاقاه سلفه ولنكون على اطلاع ولتحليل ذلك هنا فان السياسه العراقية الحاليه برئاسة المالكي قد اختارت الفراغ السياسي عنوانا ومنهجا لها وتمكنت من جذب عدد لايحصى من الاعداء الداخليين والاقليمين والدوليين اكثرمن اي حكومة اخرى حكمت في العراق وانها استطاعت من خلال جملة الحوادث الاصطناعية التي افتعلتها في محيطها المنظور الى وضع كل الفرقاء السياسيين في خانة التشنجات السياسية وانها تدفع بالبعض الى هاوية الصراع الطائفي والقومي ودق اسفين في الانتماءات الوطنية للعراقيين وتدفع البعض الاخر الى اوضاع اقتصادية ضاغطة كما يفعل الان مع كوردستان العراق ولتقطع ماتبقى من الخطوط الوطنية الى مرحلة اللاعودة واما على الصعيد الاقليمي فكانت تلك السياسات بحق كارثية ولاتليق للعراق والعراقيين وبعيدا عن كل مايقال كان الدعم العراقي المعلن والمستور لنظام بشار الاسد الدموي من بين تلك السياسات التي تبارى فيها مع الايرانين لدعم نظام قمعي متهاوي كنظام الاسد بحجج طائفية لاتقنع وبعيدا عن قيم كل القوميات والطوائف والشعوب الحية التي تناضل لحياة افضل وتنظر بعين التفائل الى المستقبل بعين اخرى وشعوب المنطقة سوف لن تنسى لحكومة العراق والداعمين للمالكي ذلك الموقف المنافي لمنطق الحق والعدل واما على الصعيد الدولي فقد تصدر العراق مرة اخرى واجهة المسرح الاقتصادي الدولي ولكن ليس من باب الانجازات التنموية ورفع مستوى المعيشة ورفاهية الشعب العراقي ولكن من باب اكبر دولة ونظام مشتري و مورد للسلاح الشرقي الروسي والصيني والغربي الامريكي وحتى لم يسلم السلاح الايراني من نهم الحكومة العراقية للسلاح تلك الحكومة التي اصبح همها الاول والاخير توريد المعدات العسكرية جيدها وردئيها وكأن العراق لم يكن يملك ربع سلاح العالم ابان حكم صدام حسين وتدمر كله نتيجة افعال رئيسه وهاهو المالكي يناشد كل من لديه اي نوع سلاح ليشتريه وليحارب به اعدائة ومن هم ؟؟ شعبه ؟؟ فهو لن يحارب الايرانيين كما فعل سلفه لانه شركائه وهو حليفهم المطيع وهو لن يستطيع حرب اي من دول الجوار لعدم امكانية ذلك ولكن يستطيع فقط شن حروب داخلية وهاهو يفعل الان في الانبار وصلاح الدين وديالى والموصل وهو يعمل على تجهيز قوات دجلة لتكون في طريقها الى حرب حكومية جديدة مع الشعب الكردي كما فعلت كل الحكومات العراقية المتعاقبة منذ تأسيس العراق والى العام 2003 عندما سقطت دولة العراق الاولى وحينها استبشر العراقيين بمقدم دولة العراق الدستورية الفيدرالية وحكومتها التوافقية والتي يتم وادها الان وقتلها عن عمد واصرار من قبل حكومة المالكي لينبعث من رماد الحرب وانين الضحايا وحرمان موظفي اقليم كوردستان من القوت دكتاتور عراقي جديد يشتري السلاح الروسي والامريكي ولا يهم الثمن فالسياسه قد غادرت العقل المالكي ودخلت فيه روح المقامرة بمصير الشعب والوطن وراح يمارس هواية القتل الممنهج والحلول الامنية الجذرية ولعبة المال الجهنمية في يد السلطة تلك المهام التي يجب ان يتقنها الدكتاتور العراقي ليتم اعلانه دكتاتورا متوجا.
ان الشعب الكوردستاني على ثقة بأن حكومة اقليم كوردستان هي تلك الحكومة التي تملك رصيدا كافيا من العقلانية السياسية والحنكة الاقتصادية لتستوعب تصرفات حكومة المالكي وافعالها اللامنطقية التي تفوق الخيال وبما يتم وصفه بالخبل السياسي وهي بالتأكيد بصدد مراجعة شاملة للتطورات الحاصلة في المنطقة وان شعب كوردستان يضع كامل دعمه لقرارات حكومته التي هي مرجعية شعبنا وعليها تقع عاتق التصرف تجاه كل الاعمال الهوجاء التي تمارسها حكومة المالكي بما يخدم مصلحة شعب كوردستان ومصلحة حكومة اقليم كوردستان وان الشعب الكوردي يقف وراء حكومته اليوم اكثر من اي وقت مضى وليعطي حكومة بغداد درسا في التصرفات السياسية الحكيمة والمرونة الاقتصادية البارعة لقيادة شعبنا التي استطاعت ان تنهض باقليم مدمر الى مصافي الازدهار البشري في غضون عقد واحد رغم كل التحديات ونحن من جملة موظفي اقليم كوردستان ننظر بعين الرضا الى قرارات حكومتنا و شعبنا واثقون من ان القيادة الكوردستانية هي في طليعة من يقوم بالتصدي لقرارات المالكي وهي الراعي الامين على مصالح شعبنا الكوردي الابي.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. كيف تتطور أعين العناكب؟ | المستقبل الآن
.. تحدي الثقة بين محمود ماهر وجلال عمارة ?? | Trust Me
.. اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحافيون في غزة على خط النار
.. التقرير السنوي لحرية الصحافة: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريق
.. بانتظار رد حماس.. تصريحات إسرائيلية عن الهدنة في غزة