الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنقذوا شارع المتنبي في بغداد قبل ان يتحول الى سوق عكاظ جديد

عبد الحسن حسين يوسف

2014 / 2 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


التاريخ الحديث لشارع المتنبي في بغداد مليء بالتآمر على هذا الشارع ودائما يكون هذا التآمر من القوى المعادية للثقافة والكتاب وبالذات الثقافة التقدمية وقد ارتدى هذا العداء أردية مختلفة وقد كانت السلطات المتعاقبة الرجعية دائما تتبنى مختلف اساليب العداء منها العداء البوليسي والامني المعلن بزرع هذا الشارع بقوى الامن التي تراقب بائع الكتاب والمشتري او اغراق السوق بكتب تافهة مثل كتب السحر والشعوذة والكتب المعادية للفكر التقدمي وكانت قمة معاداة شارع المتنبي تبناها النظام ألصدامي عندما زرع جواسيسه في كل منعطف في هذا الشارع سواء كان هذا الجاسوس بائع كتاب او من الذين يدعون الثقافة بأسئلتهم عن كتب معينه بهدف كشف من يبيع الكتاب الممنوع ومن يريد شراء هذا الكتاب وأيضا اغرق المكتبات في هذا الشارع بأشخاص سلفيين طارئين على الشارع وبإمكانياتهم المادية الضخمة استطاعوا شراء كثير من المكتبات من أهلها الذين عضهم فقر الحصار وجور المراقبة المستمرة والاستدعاء المستمر من قبل الامن حتى حول هؤلاء السلفيين ( القيصرية ) الملحقة في الشارع الى جامع سلفي يعج باصحاب ((الدشاديش)) القصيريه وبلحاهم الكثة القذرة وكتب طائفية متخلفة تمجد بن تيميه وحثالات السلفيين الاخرين اضافة الى انتشار الكتب الهابطة وكان هؤلا ء السلفين بمثابة مركز شرطة امن في هذا الشارع يرفعون التقارير اليومية عن رواد هذا الشارع وباعته النجباء وعن طريق تقاريرهم فقد كثير من الباعة


ارزاقهم بترك الشارع والبحث عن مهن اخرى وبعضهم تم اعتقاله وغيبته سجون صدام سنيين طويله وربما بعضهم فقد حياته من جراء تقارير اصحاب ((الدشاديش القصيرة)) ولكن رغم اجرائات الامن الصدامي وتسلطهم لم يستطيعوا الغاء الطابع التقدمي لهذا الشارع واستطعنا قراءة كل الكتب التي تكشف وجه النظام الصدامي البشع وتداولنا كتب حنا بطاطو وهادي العلوي واشعار احمد مطر ومضفر النواب وكثير من المجلات العربية التقدمية التي منع النضام الصدامي وصولها للعراق وصمد شارع المتنبي امام هذه الهجمة وبقي رغم صغره (جمهورية العراق الديمقراطية الشعبية ) ولم تستطع الرياح الصفراء ان تغير الوجه الحقيقي للشارع وبعد ان ولى هذا النظام البغيض على يد اسياده بعد ان اصبح غير ذي فائده لهم تنفس البائع والقاريء التقدمي شيء من هواء الحرية وامتلا الشارع بالكتب التقدمية وبالكتب التي كنا نقراها في السر ايام المجرم صدام وبدأ الاشخاص و الاحزاب والحركات التقدمية توزع وتنشر مطبوعاتها علنا في هذا الشارع وكثر رواده الذين كان صدام يرهبهم من الحضور علنا من خلال تخويفهم وامتلاء مقهى الشابندر بالرواد التقدميين وتحولت تخوت المقهى إلى حلقات نقاش يتبادل فيها رواده مختلف شؤون البلد واختفى اصحاب اللحى القذره والدشاديش القصيرة واغلقت مكتباتهم وكسدت بضاعتهم المتخلفة وعاد اصحاب المكتبات التقدمية مرة اخرى ولكن المتخلفين السلفيين لم ينكسوا راياتهم الا من اجل العدة للانتقام من هذا الشارع الذي لفضهم مثل ما لفض غيرهم من النفايات القديمة على مر السنين وكانت باكورة انتقامهم هو تفجير في 2005 احرق بعض المكتبات واستشهاد بعض

المارة وقد قيدت الحادثة باسم الفاعل (( قنينة غاز)) انفجرت بمحض الصدفة لان المواطن العراقي لم يتخيل ان المجرمين يصلون بجريمتهم الى هذا المستوى لانه حديث عهد بالارهاب ولكن الفاريء والبائع لم ينقطع من الشارع بل تحول يوم الجمعة فيه الى عرس لكل المثقفين باعة وقراء مما اعاض الإرهاب الامر الذي دفعه الى ان تكون جريمته هذ المرة اكبر من الاولى فقام بتفجير الشارع في سنة 2009 بسيارة مفخخة ذهب ضحيتها العشرات من الرواد والباعة واصحاب المكتبات قتلى وجرحا وكنت احد هؤلاء الجرحى الذين لا يزالون يحملون اثر جروحهم وتلكأ الشارع فترة من الوقت سرعان ما عاد الى سابق عهده وكثر رواده وعادت مقهاه العتيدة (الشابندر) الى سابق عهدها وطوى صاحبها (الحاج محمد ) جراحه وأحزانه رغم انه فقد ابناءه الأربعة و حفيده في هذا التفجير الاجرامي واضيفت اليها مقهى حافظ في القيصرية التي ليس لها رواد الا يوم الجمعة عندما يكون المصرف القريب منها مغلقا وبدأت الندوات وأصبحت حلقات المثقفين تزداد بوتيرة فاقت التصور الامر الذي دفع الرجعية الى تغيير خططها هذه المرة ولكن بطريقة تبدو فيها وكأنها تريد تطوير هذا الشارع وزيادة تقديم خدماتها له وتبنى هذا الدور ((التقدمي))محافظة بغداد ومحافظها صلاح عبد الرزاق فقام باصلاح بناية الفشله والمحكمة القديمة وبدل ان يسلم هذه البنايات لباعة الكتب الذين يفترشون الارض وفي العراء سلمها الى مجاميع ليس لها علاقة بالكتاب فعقدت في هذه البنايات ندوات لمعرفة (( الأنساب )) ومجاميع عشائرية تعقد مؤتمراتها لانتخاب (( شيخ جديد )) لعشيرتهم او لتأييد الحكومة في موقف طائفي ليس له علاقة بالكتاب وكافتريات عديدة هدفها جمع الشباب

والشابات وأهازيج هابطه وزاد الاستاذ المحافظ (( خدماته )) بان وفر سفينه تاخذ الشباب من شاطء دجلة في منطقة المتنبي الى اماكن اخرى مع الدفوف والاغاني ورغم ان رواد شارع المتنبي ليس ضد هكذا اعمال او غناء او سفن سياحيه جميله ولكن مكانها ليس في هذا الشارع الذي تحول الى سوق عكاظ جديد يجمع فيه بين بائع البعير او بائع الصوف وسوقا للجواري والعبيد والشاعر الذي يقول معلقته .اتمنى لكل من يريد تحويل زيارة شارع المتنبي الى نزهة وفرفشه ومواعيد لاغراض اخرى ليس لها علاقة بالكتاب ان يختار مكان آخر ويترك لروادالكتاب وبائعيه هذا الشارع الصغير والذي لا يتجاوز طوله 500 متر واقول لهؤلاء الذين خططوا لالغاء هذا الشارع الثقافي بطريقة خبيثه ستفشلون حتما كما فشل غيركم وسيبقى الشارع شارع الثقافة والكتاب وسيبقى شارعا تقدميا مهما حاول الاخرين مسخ الشارع وتوجيهه وجهة اخرى ليس لها علاقة بالكتاب وقرائه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التفاتتك جميلة
فؤاده العراقيه ( 2014 / 2 / 27 - 20:24 )
فعلا من يرتاد هذا الشارع يلمس يوما بعد آخر أنه صار مرتعاً لكل من هب ودب ولم يقتصر على الكتب والثقافة فقط ,وكذلك لا مكان ولا متنفس للمثقف غير هذا الشارع لأقتناء ما يريد من كتب وللقاء احدهم بالآخر ولكن صار حاله كحال أي سوق
التفاتة جميلة منك ومطالب مشروعة وشكرا لك عليها وبوركت جهودكم وجهود جميع الخيّرين نحو عراق خالي من هؤلاء الأوباش


2 - شكرا عزيزتي الغاليه
عبد الحسن حسين يوسف ( 2014 / 2 / 27 - 21:57 )
تحياتي عزيزتي الغاليه فؤاده العراقيه شكرا على ملاحظاتك القيمه واكيد ان الطارئين سرعان ما يزولون اسوة بمن سبقهم ويبقى شارع المتنبي لاهله ورواده الحقيقين وسيبقى شارع الكتاب وشارع التقدمين كما كان في الماضي


3 - ارجوكم ساعدوني
ماهر علي عبد المنعم ( 2014 / 4 / 14 - 22:48 )
منذ فترة طويلة وانا ابحث في google عن عناوين مكتبات في شارع المتنبي، فمحدثكم من مدينة الموصل وأحب القراءة بشكل كبير وخصوصا قراءة الروايات العربية، إلا ان معظم الكتب التي احتاجها غير متوفرة عندنا في الموصل (وللأسف فقد اقتصرت المكتبات في شارع النجفي على كتب التراث واهملت باقي الجوانب الثقافية والاجتماعية والادبية)، لذا ارجو من كل من يقرأ استغاثتي هذه ان يرسل لي عناوين مكتبات او اشخاص (من شارع المتنبي) يهتمون بالكتب الادبية وخصوصا الروايات كي اتفق معهم من اجل ارسال الكتب التي احتاجها الى الموصل.. وانا متلهف لزيارة شارع المتنبي واستنشاق رائحة الكتبة المحببة الى نفسي ولكن سوء الاوضاع الامنية تحول دون ذلك.. ارجوكم ارجكم لا تهملوا رسالتي هذه.. بارك الله فيكم.. ورحم والدينا ووالديكم..

اخر الافلام

.. استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال غرب جنين بالضفة الغرب


.. إدارة جامعة جورج واشنطن الأمريكية تهدد بفض الاعتصام المؤيد ل




.. صحيفة تلغراف: الهجوم على رفح سيضغط على حماس لكنه لن يقضي علي


.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية




.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس