الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيخ سيدوش ------- والنار التى تحرق العراق

عبدالله مشختى احمد

2005 / 6 / 30
الارهاب, الحرب والسلام


الشيخ سيدوش كان شيخا ورعا وتقيا نهض صباح احد الايام من عام 1964 وكعادته يتحدث الى جالسيه قال ذلك الصباح انى رأيت فى منامى ان الملك فيصل الصغير قادم وبيده شعلة من النار فقلت له ماهذا النار يا صاحب الجلالة فرد على بانها النار التى ستحرق العراق ، انتهت الحكاية
ليس ما يهمنا من الحكاية سوى النار التى هب على العراق منذ ان كنا صغارا وحتى الان لم نرى فترة هدوء او امن او سلام كى نعيش كبقية الشعوب منذ ان كنا صغارا وحتى الان لم نسمع ولم نرى غير الحروب والقتال والسجون والتعذيب والتشريد وحرق القرى والديار الامنة والغابات الجميلة والاطفال اليتامى الذين يزدادون يوما بعد يوم والامهات الثكالى والارامل المنتشرات فى كل شبر من ارض العراق ولا يمر يوم الا ونرى ونشهد نحيب الامهات المفجوعات بفقدان ازواجهن اواولادهن او اخوانهن وكم من انهار جارية جففت لاغراض عسكرية وكم من عيون وينابيع مائية دمرت لئلا بستفيد منها المناضلين من معارضى الانظمة الاستبدادية وتملر السنوات بل العقود وفى العراق حروب وقتل وتعذيب وتشرد لتحول الحياة الجميلة الوادعة الى جهنم وكابوس ملازم لكل مواطن عدا ازلام السلطات الذين يعيشون على ماسى وفواجع السواد الاعظم من الشعب الميئوس من امره والذى جعلته الانظمة وقود حروبها وكبش الفداء لمغامراتها الشرسة.

بعد كل الماسى التى مر العراقيون خلال العقود الماضية استبشروا اخيرا بزوال الطاغية والدكتاتور الذى قل مثيله فى التأريخ الحديث والقديم وكان املهم ان يستقبلوا سنوات جديدة مفعمة بالراحة والطمأنينة والحرية التى حرموهم منها ردحا طويلا من الزمن لعلها تعوض عنهم ما فاتهم من ملذات العيش الكريم واعادة البسمة الى الوجوه وايجاد دموع الفرح بدلا من دموع الحزن ويتم جمع الشمل ويلتقى الاحبة الذين فرقتهم الانظمة العفنة لتلتقى العيون من فراق طويل وتتشابك الايدى وتتعالى زغاريد النساء الفرحات بلقاء الاحباب والاقرباء ممن عادوا من ديار الغربة او نجو من ايدى جلادى السلطنة البعثية ولكن الامال لم تتحقق وايام الفرحة لم تدوم اذ شب نار اخر فى الديارواكل الاخضر واليابس نار اكثر شراسة وضراوة من كل حروب وجرائم الانظمة الفاشية التى حكمت العراق الاوهو نار الارهاب والارهابيين من بقايا جلاوزة البعث الفاشى ومرتزقته والمجرمين العرب الوافدين من خارج الحدود ليحولوا فرحة اهل الرافدين الى عزاء وماتم يومية مستخدمين اشنع وسائل القتل والدمار بحق المواطنين الابرياء دون تفريق بين طفل وصبى وشاب وكهل ورجل وامرأة وباسلوب لا تبيحه كل الاديان والشرائع السماوية ولا القوانين الوضعية ولا تبيحه حتى السفلة المجرمين انفسهم الا بعضا من اصحاب العملئم ومطلقى اللحايا الذين كانوا يعيشون على فتات موائد صدام وبطانيته المجرمةحيث يطلقون الفتاوى باسم الين الحنيف تحرض الارهابيين على القتل وبيحون هدر دماء العراقيين واين منهم براء.

لقد مر اكثر من عامين ومسلسل العنف والقتل والغدر والتدمير مستمر والضحايا بعشرات الالاف وليس هناك قبس من نور فى نهاية النفق عن احتمال انتهاء دوامة العنف والقتل وليس هناك مؤشر للقضاء عليه ، ويأتينا اليوم تصريحات رئيس الحكومة العراقية ليوعد العراقيين بان هذه الدوامة ستنتهى خلال عامين ايها العراقيون اعتادوا على الامر وتحملوا المشاق وابدأوا منذ اليوم لاخذ احتياطاتكم لعامين مقبلين واستعدوا لتقديم عشرات الاف اخرى من القرابين من ابناء الرافدين للارهابيين الذين لا يستهدفون احدا لا الامريكيين ولا المسءولين المحميين جيدا والمحاطين بالاف المسلحين من الجيش والشرطة المحلية والامريكيين انما المستهدفون الرءيسيون الذى يمكن للارهابيين الوصول اليهم هم عامة الشعب المغلوب والمجرد من الحماية والامن النائم فى داره وبين اهلهانه قدر العراق والعراقيين فهذا هو حالهم منذ عصور كثيرة فكم من مجازر ارتكبت منذ عهذ يزيد والعباسيين وعهود المغول والتتر وهولاكو والعثمانيين العراق الذى كان 30 مليونا تناقص حتى وصل الى ثلاثة ملايين ورامسفيلد اكثر تشاؤما من الجعفرى حيث قدر المدة الازمة لتثبيت الاوضاع فى العراق ب 12 عاما.

ان الاوضاع المتفاقمة والتى تتفاقم يوما بعد اخر فى هذه المرحلة هى بداية لمرحلة اصعب مستقبلا ان البلاد الن تمر بمرحلة حرب اهلية شئنا او ابينا ان نسميها وستأخذ بعدا اعمق مستقبلا كما توحى بها الكثير من الوقائع والشواهد عندما اسميها حربا اهلية ليس بالمعنى الذى نعرفه ونألفه لمثل هذه الحروب التى حدثت فى بلدان اخرى انها حرب اهلية من نمط اخر حيث الخلافات المذهبية والنعرات القومية والقوى الشوفينية تبث سمومها ودول الجوار العراقى وبعض الانظمة العربية الفاسدة تفعل ما تستطيع فعله من اجل تأجيج نار الاحتراب والفرقة واثارة جماعاتها وعملاءها من اجل خلق المشاكل والفتن وايصال العراق الى مرحلة الهاوية والانقسام والتقسيو لان العراق بات اليوم ساحة الصراع وتصفية الحسابات بين القوى المتنفذة فى المنطقة وتجمع فيها شذاذ الافاق الذين اتوا من كل صوب وحدب بالاضافة الى ان الكثير من القوى العراقية اليوم هى تابعة لدول الجار او تأتمر بامرها وتنفذ مخططاتها ,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل كان حزب الله يخطط لتكرار -السابع من أكتوبر- على الحدود ال


.. اللبنانيون يهرعون إلى المستشفيات للتبرع بالدم بعد القصف الإس




.. عاجل| حزب الله: ننعى القائد الجهادي الكبير إبراهيم عقيل


.. حرائق في الجولان المحتل بعد إطلاق صواريخ من لبنان




.. تحقيقات جارية فى 4 دول والكل يتبرأ من تورطه في -هجوم البيجر-