الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تقدم الولايات المتحدة الأميركية على حرب اليكترونية ضد سوريا؟

ميشيل حنا الحاج

2014 / 2 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


أسئلة تحتاج الى اجابات حول الواقع العربي والربيع العربي.
السؤال الثالث والسبعون:
هل تقدم الولايات المتحدة الأميركية على حرب اليكترونية ضد سوريا؟
تدرس ادارة الرئيس "باراك اوباما" حاليا، خطة حربية أعدت منذ عام 2011 ولم تنفذها الادارة الأميركية في حينها، ومضمونها أن تقوم الولايات المتحدة بشن حرب اليكترونية على سوريا. وسميت الخطة بالحرب "السيبيرية". وهي أسلوب جديد في الحروب لم تجربه "الولايات المتحدة" بعد. ومع أن الخطة هذه، تسعى لتجنب حرب كلاسيكية ضد "سوريا" قد تعاني فيها "الولايات المتحدة" من خسائر مادية وبشرية، فانها تتردد في تنفيذها تجنبا للكشف عن سرية سلاح الحرب الأليكترونية من ناحية، وتخوفا من تطورها الى حرب شاملة قد تضطر "الولايات المتحدة" معها الى الدخول في مجابهة ربما عسكرية مع "روسيا وايران". بل وقد تفلت زمام الأمور من نطاق السيطرة، وتتحول من حرب اقليمية محدودة تضم "اسرائيل" أيضا، الى حرب نووية تدمر البشرية، رغم كون الاحتمال الأخير (احتمال الحرب النووية) قد يكون مستبعدا.
وتسعى خطة الحرب الأليكترونية الى تعطيل أجهزة الرادارات السورية، والحاق الشلل بعمل أجهزة الطائرات العسكرية بغية الحيلولة بينها وبين اصابة أهدافها بدقة، في وقت تروج فيه تقارير اخبارية عن مساعي "سعودية" لشراء حاملات صواريخ متنقلة ضد الطائرات تزود بها المعارضة، مما قد يؤدي الى اسقاط بعضها. وبدأ البحث في تنفيذ خطة الحرب الأليكترونية بعد الفشل الذي واجهته المعارضة السورية في تحقيق أهدافها من تلك الحرب.
وتقول صفحة Observeme.com التي نشرت هذه الدراسة، أنه يجري حاليا تدارس هذه الخطة التي لم يوافق عليها الرئيس "اوباما" بعد، في سرية تامة في مجلس الأمن القومي الأميركي. والتردد في اقرارها، يعود الى كون الحرب الأليكترونية لم تزل خطة عسكرية في مرحلة السرية، ويتردد مجلس الأمن القومي في الكشف عنها، رغم رغبة العسكريين في تجربتها على أرض الواقع للتأكد من نجاحها. وهناك سبب آخر للتردد في تنفيذها، وهو أن تقدم سوريا في حالة كهذه، على استخدام أسلحة جديدة يمتلكونها ولم تستخدم بعد، مع أن الولايات المتحدة تعتقد أنها قادرة على استيعاب تطور كهذا.
ويقول "بيتر سينجر"، الباحث في معهد "بروكينغز"، أن الولايات المتحدة تميل الى الحرب الأليكترونية، في حالة التصعيد، باعتبارها أقل ضررا من الضربات الجوية.
وقد يكون الكشف عن هذا الأمر في هذا الوقت بالذات، هدفه أن يشكل حربا نفسية معنوية ضد السوريين، ويضطر المفاوض السوري في "جنيف2"، اذا استؤنفت فيها المحادثات، لتقديم تنازلات. وفي رؤية أخرى، قد يكون حربا تطمينية "للسعودية" التي سيقوم الرئيس "اوباما" بزيارتها في الشهر القادم، في مسعى لاقناعها، كما ذكرت بعض التقارير، على تقديم بعض التنازلات بالنسبة للقضية السورية. وسواء كان الأمر هو الاحتمال الأول أو الثاني، فان التحليل الاستراتيجي المنطقي، كما أراه شخصيا، يقتضي استبعاد احتمال الشروع بحرب كهذه. والأسباب التي ترجح استبعاد ذلك كثيرة، ومنها:
أولا) أن حربا كهذه، قد تؤدي الى مواجهة مباشرة مع روسيا التي لن تتخلى عن "سوريا" بسبب تحالفها معها، اضافة الى وجود مصالح استراتيجية لها في القطر السوري. ثانيا) حرب كهذه، ستوفر المناسبة الملائمة للروس للتدخل في "اوكرانيا"، بل وفي خضم حرب كهذه، قد تجد المبرر الكافي لاجتياح "أوكرانيا" عسكريا بنفس الأسلوب الذي اجتاح فيها الاتحاد السوفياتي في الستينات كلا من "براغ" و"بودابست"، عاصمتي الدولتين في اوروبا الشرقية اللتين تمردتا آنئذ على النهج "السوفياتي". ثالثا) أن مجال الحرب قد يتسع ليشمل "ايران" و"حزب الله"، وهذا فيه ما فيه من خطر قد يؤدي لاغلاق مضيق "هرمز"، مما سيؤدي الى أزمة نفطية كبرى ترفع سعر النفط الى حد فاحش، مع بقاء النفط الروسي هو النفط الأكثر توفرا، رغم وجود مصادر أخرى للنفط غير نفط الخليج الذي سيتعذر تصديره بعد اغلاق المضيق، وهو التطور الذي سيهدد الاقتصاد الأوروبي بسبب اضطراره لشراء النفط بسعر مرتفع جدا، ويجعل "الاتحاد الأوروبي" بالتالي، عاجزا عن تقديم العون المالي المطلوب "لأوكرانيا" والبالغ 35 مليار دولارا. وهذا سيترك "اوكرانيا" لقمة سائغة للروس الذين سيصبحون قادرين على تقديم ذاك العون لتلك الدولة، والهيمنة عليها، دون حاجة لغزوها عسكريا كما فعل "السوفيات" في "بودابست" وفي "براغ". رابعا) ارتفاع سعر النفط، سوف يعزز القدرات الاقتصادية لروسيا، ويوفر لها فائضا ماليا كبيرا، فتصبح معه الدولة الأكثر ثروة، بل وقدرة على ادانة الولايات المتحدة التي سيتأثر اقتصادها كثيرا نتيجة لحرب كهذه خصوصا اذا ما تفاقمت الى حرب موسعة.
والواقع أنني لا أعتقد، على ضوء الاحتمالات السابقة، أن يكون الرئيس "أوباما" من الغباء ليقدم على عمل كهذا، وذلك لأسباب كثيرة منها: 1) جذوره السوداء التي دفعته لتبني الدعوة للسلام منذ بداية عهده، مما أنتج حصوله على جائزة "نوبل للسلام". وأنا لست في معرض الدفاع عن "أميركا" او عن "أوباما"، فمن المعروف أن أصحاب القرار النهائي في أميركا، لبس الرئيس وحده، بل هم المجموعة الأميركية الرأسمالية المؤثرة في القرار، اضافة الى "اللوبي الصهيوني". ولكن الرئيس "اوباما" نجح حتى الآن في الوقوف في وجههم، ولم يدخل في اية حروب منذ بداية عهده. 2) أن الرئيس "أوباما" يبدو أنه قد تعلم دروسا من أخطاء سلفه "جورج بوش الابن"، الذي دخل في حربين احداهما في أفغانستان عام 2001 ، والثانية في العراق عام 2003. وكانت نتيجة الحربين، خسائر اقتصادية كبرى وضعت الولايات المتحدة أو كادت على حافة الافلاس، مما أدى الى اغلاق العديد من البنوك ألأميركية، واعلان افلاس بعضها الآخر. 3) أن "أوباما" كانت لديه الفرصة لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا لدى اثارة قضية استخدام الكيماوي واتهام "سوريا" باستخدامه، وهو مع ذلك لم يلجأ الى الحرب، رغم توافر المبرر له استنادا الى ذلك الادعاء. بل تشبث "اوباما" بالطرح الروسي كطوق نجاة له، وهو الاقتراح القاضي باتلاف كامل السلاح الكيماوي السوري لالغاء المبرر الأميركي في اللجوء الى حرب كهذه. 4) كانت لدى "أوباما" قبل شهور، مبررات لتنفيذ عمليات عسكرية ضد "سوريا" بذريعة استخدامها " للسلاح الكيماوي. أما الآن، فأي مبرر لديه يقدمه للعالم لتفسير قيامه بعملية عسكرية ضد "سوريا"، حتى ولو أخذت شكل الحرب الأليكترونية، لا الحرب البرية أو الجوية.
في عمق الرؤيا والتحليل، أرجح أن الرئيس "أوباما" الذي عجل في خروج القوات الأميركية من "العراق" في عام 2012 ، كما قرر الآن اخراج قواته من "أفغانستان" خلال هذا العام، قد يفكر طويلا، وطويلا جدا، قبل الاقدام على خطوة خطيرة كهذه، حتى ولو كانت خطوة كهذه لا تقتضي ارسال قوات برية، أو طائرات، أو بوارج حربية الى المنطقة، وتقتصر على اللجوء الى حرب أليكترونية تنفذ عن بعد.
ميشيل حنا الحاج
عضو جمعية الكتاب الأليكترونيين الأردنيين.
عضو مركز حوار للدراسات الاستراتيجية الجديدة.
عضو مجموعة (لا للتدخل الأميركي والغربي) في البلاد العربية.
عضو منتدى العروبة - عضو (مشاهير مصر).
عضو رابطة الصداقة والأخوة اللبنانية المغربية.
عضو تجمعات أخرى كثيرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدم المنازل الفلسطينية وتوسيع المستوطنات.. استراتيجية إسرائي


.. مجدي شطة وا?غانيه ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. قتلى واقتحام للبرلمان.. ما أسباب الغضب والاحتجاجات في كينيا؟


.. الجنائية الدولية تدين إسلامياً متشدداً بارتكاب فظائع في تمبك




.. فرنسا.. أتال لبارديلا حول مزدوجي الجنسية: -أنت تقول نعم لتما