الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركتنا الحقيقية ..

عمرو اسماعيل

2005 / 6 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


كلنا في مصر شعبا وحكومة و أحزاب وجماعات نعرف ما هو الحل ونحلم به مهما كانت انتماءاتنا السياسية .. كلنا نطالب بسيادة القانون والعدالة الاجتماعية وحقوق المواطنة الكاملة .. نطالب بحق انتخاب رئيس الجمهورية ونائبه بين عدة مرشحين .. نطالب بحرية تكوين الاحزاب وحرية الراي والتعبير والابداع .. نطالب بالفصل الحقيقي بين السلطات الثلاث وليس الفصل الزائف كما هو حادث الآن..
كلنا يعرف أن القانون لن يكون له احتراما أن لم يطبق علي الجميع بدون تمييز .. علي الحاكم والمحكوم ..الغني والفقير .. الرجل والمرأة .. المسلم والقبطي.. سواء كان هذا القانون مدنيا أو مستمدا من الشريعة ..
كلنا يعرف أن الرشوة والفساد لن يمكن القضاء عليهما .. أن لم يتم توفير الحد الأدني من الاجور والحياة الكريمة .. ثم معاقبة من يرتشي بعد ذلك وتطبيق القانون عليه بحذافيره .. سواء كان وزيرا أو غفيرا ..
كلنا يعرف أن الانسان لن يبذل جهدا في العمل ويبدع وينتج أن لم يجد مقابلا لهذا الجهد ..سيبدع أن وجد أن قيم الكفاءة والجهد هي معيار التقدم والترقي وليس قيم الواسطة والمحسوبية والنفاق والرياء ..
ولذا نجد أن نفس الانسان الذي يتكاسل في عمله في الشرق الاوسط أن ذهب الي دولة من الدول التي تحترم القانون وسيادته علي الجميع .. وتكافيء المجتهد علي اجتهاده وليس علي درجة قرابته من هذا المسئول أو ذاك ,, يبدع وينتج ..
كلنا يعرف الحل ولكن لاننا لا نستطيع أن نفرضه .. نتجادل ويتهم كل منا الآخر ..

ولكن هناك أمل .....
وهذا الامل ليس في معركة الرئاسة وتعديل المادة 76 من الدستور رغم أهميتها .. أن السلطة الشمولية التي استمرأت الحكم ستعمل المستحيل لأفراغ هذا التعديل من محتواه وهي نجحت نجاحا باهرا في ذلك .. لأن مجلس الشعب الحالي الذي لا يمثل الشعب .. و سيفقد أعضاؤه مقاعدهم أن كانت هناك انتخابات حرة ....
ولهذا فأن معركة الرئاسة ليست هي المهمة .. فمهما كان اسم الرئيس القادم فلن يتغير أي شيء أن بقي مجلس الشعب علي حاله .. يأخذ أعضاؤه أوامرهم من مكتب الرئيس ..
ومهما كان اسم الرئيس القادم ومهما كانت حسن نواياه فهؤلاء السادة سيحولونه الي ديكتاتور بالنفاق والتأليه .. أنهم كهنة المعبد الذين ابتلينا بهم منذ عهد الفراعنة وهم قادرين علي أفساد أي حاكم وأقناعه أن حكمه لهذا الشعب هو نعمه ..علي أفراد هذا الشعب أن يحمدوا ربهم عليها ..
هذه هي الحقيقة ..
ولهذا معركة الرئاسة ليست هي المهمة ..
المعركة المهمة هي انتخابات مجلس الشعب ..
أن استطاع الشعب المصري أن يفرض انتخاب مجلس شعب حقيقي يختارهم بحرية ونزاهة .. ويعرف أعضاؤه أن وصولهم لمقاعدهم لم يتم الا نتيجة اختيار الشعب لهم وليس نتيجة رضاء السلطة الحاكمة سواء كانت حزبا أو رئاسة ..
هذا المجلس هو الذي يستطيع تعديل الدستور ..
وهذا المجلس هو الذي يستطيع ألغاء قانون الطواريء ..
وهذا المجلس هو الذي سيصبح قادرا علي فرض الحل الذي نحلم به جميعا ..
وهذا المجلس هو الذي يستطيع أجبار الرئيس ..أي رئيس علي احترام الشعب والدستور ..
..هذا المجلس هو الذي يستطيع أن يؤكد الحقيقة البديهية وهي أن السيد الوحيد علي هذه الارض هو الشعب وأنه بكونه الممثل لهذا الشعب له اليد العليا .. وأن جميع المسئولين بدءا من رئيس الجمهورية الي أصغر موظف .. هم خدام للشعب وبقائهم في مناصبهم مرهون برضاء الشعب علي أدائهم ..
..
و أنه لا شرعية لأي حكومة أو نظام ألا شرعية صندوق الانتخاب .. الانتخاب الحر النزيه .. الذي تراقبه المؤسسات الدولية و المنظمات الغير حكومية المحايدة ويتم تحت أشراف قضائي كامل..
ولهذا فأن معركتنا الحقيقية أن أردنا المستقبل هي معركة انتخابات مجلس الشعب ..
ان شاركنا جميعا في الانتخابات ولم نتقاعس ..
وأن استطعنا أن نفرض انتخابات حرة نزيهة ونمنع التزوير بتواجدنا وحماية صناديق الانتخابات ..
أن استطعنا أن نفرض انتخابات توصل الي مجلس الشعب الشرفاء وليس كل منافق وانتهازي ..
فسنحصل علي الحل الذي نحلم به ...
سيضطر عندها الرئيس .. أيا كان اسمه أن يصغي الي الشعب ويحترم أرادته ..
أما أن لم نستطيع كشعب أن نعي هذه الحقيقة و نتكاتف لفرضها قبل نهاية هذا العام .. فعندها لا يحق لهذا الشعب ومجلسه ألا أن يكون تابعا ومطيعا لمن هو علي رأس السلطة ..سواء كان فرعون أو عمرا أو زيدا أو مبارك .. حسني كان أو جمال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ستيف بانون.. من أروقة البيت الأبيض إلى السجن • فرانس 24


.. فرنسا: حزب الرئيس ماكرون... ماذا سيقرر؟ • فرانس 24 / FRANCE




.. أوربان يزور أوكرانيا ويقترح وقفا لإطلاق النار للتعجيل بإنهاء


.. فرنسا: التعايش السياسي.. مواجهة في هرم السلطة • فرانس 24 / F




.. كبار جنرالات إسرائيل يريدون وقف الحرب في غزة حتى لو بقيت حما