الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف نحب .....؟

عائشة مشيش

2014 / 2 / 28
الادب والفن



كيف نحب ..؟
كيف يحدث أن نقع في الحب.. ؟
ما هو تعريف الحب ...؟
هل هو فرحة طفل بثدي أمه وهو يمتص حليبه بلذة اكتشفها بعد أول رضعة فالتصق به إلى حد البكاء ..؟
الحب..؟
هل هو حالة واحدة أم حالات متنوعة مختلفة الأحاسيس والشعور..؟
هل يختلف حين تنظر الأم إلى رضيعها وهو يمتص بعض الحياة من جسدها في لذة واستغراق إلى أن يقفل عينيه ويذهب في سبات ... وابتسامة على وجهه ويداه الصغيرتان على صدرها ..؟
هل هي نظرات أب يجلس مراقباً ذاهلاً و منتفخاً وهو يحادث نفسه : هذا الطفل لي ؟..وهذه المرأة لي ..؟
فيبتسم في غرور، وشعور بإنجازٍ عظيم يملأه ..ليمسح على رأس طفله ، ويمرر يديه على وجنتيه ...... وكأنه يطمئن إلى أن هذا الوجه حقيقي وليس حلم يقظة ... !!
هل الحب قدر أم من صنع الإنسان ..؟ هل نأمر فيأتي ..أم يأتي هو ليأمر ..؟
هل يأتي ناعماً متسللاً كأفعى مسالمة لا تبغي إلا الاختباء في مكان آمن يشبه قلوب المحبين..؟
هل هو تلك السماء الزرقاء الصافية ؟ أو وجه الشمس يطلُّ ضاحكاً كأنها سمعت للتو نكتة جديدة لم تسمعها من قبل ...؟
أم هو تلك الجبال المكسوة بالشجر والنبات ؟ والتي تحتضن المدينة بسجاد أخضر غامق وآخر فاتح و بين الأصفر والبني الفاتح ...تطلُّ من بينهما ورود لا اسم لها إلا أنها تهرب من حقولها الأم عبر عشيق طائر لتحط الرحال هنا ..فتضفي على المكان بهجة وفرحة، وتهتز لها الأعشاب راقصة على أنغام الرياح الخفيفة التي تشاغبها حين تتمايل بها تارَّة إلى اليسار وتارَّة إلى اليمين...
أتراه هناك بين أمواج البحر الهادئة في يوم ربيعي وهي تنساب في دلال على الشاطئ كأنها تحاول الإيقاع به ؟ ... ليزداد رغيّاً وهديراً حين تهرب منه ويهدأ حين تعود إليه في انسياب واستسلام .. ..
أم يختبئ في شباك الصيادين المملوءة برزق" الأبناء " وهم راجعون بعد ليلة طويلة في عرض البحار ..؟ ....
هل هو ذاك الذي رأيته في عيون " ليلي " " جروة " أخي الوفية وأنا أسقيها جرعات ماء في يوم حار وهي تحرك ذيلها فرحاً وتحاول لعق يدي مع الماء..؟
ترى هل له وجه آخر لا نعرفه...؟
حين يتقمص الأب دور ضابط الأمن.. فيقف حجر عثرة وهو يقرر مصير ابنته في اختيار ذاك الطارق على حياتها..فيقتلها عوض إحيائها ..
أو يسكن جسد امرأة تأبى إلا أن تسكن في تفاصيل حبيبها فلا تفارقه حتى وهو في غفوة..!
هل الحب سحر ...؟
ذلك السحر الدافئ لعاشقة تسكن المناطق الثلجية فلا تشعر ببرودتها ، وهي تتخيل أنامل حبيبها تمر على شعرها بحنان.. وطيفه يملأ المكان والزمان ..
تذكرني بفتاة كانت تسكن المناطق الصحراوية القاحلة..قلة الماء وندرة الهواء البارد ..إلا أنها ما أنْ تُخرج رأسها من الخيمة حتى يتهلل وجهها فرحاً وهي ترى حبيبها وفي يديه ما اصطاده من خيرات الصحراء البرية.. ترمقه بعينين ساحرتين .. فيبتسم ثم يعانقها بعينيه فتنسى حر الصحراء ووهج الشمس الحارقة ...
ما سر هذا الحب الذي له كل هذا السحر..؟ كيف يصنع معجزات حين يغمر الكون فتتمايل الطبيعة وتزغرد العصافير في السماء .. وتخضر أوراق الشجر وتزهر الورود وتتنافس على ألوان قوس قزح التي أرسلها لهن في طريقه إلى الرحيل .فتتقاسمَهُ في مرح وسرور ..
تارَّة يكون قوياً حين يقف صامداً أمام أعدائه ..فيحارب بكل أسلحته لينتصر ويستمر... ويعيد إنتاج نفسه مستمراً ضد تيار الظلام.... وتارَّة يكون ضعيفاً ...حين لا يستطيع أن يصمد في وجه العواصف والمؤامرات وأسلحة الدمار المفاجئة...
فيفتك بالمحبين ويسقط منهم الكثير وتختفي معالم الحياة ..ليحاول من جديد لملمة ما تبعثر منه وينهض محاولاً أنْ يبدأ من جديد ...

كثيراً ما سهرتُ الليل على حافة الموج أنظرُ إلى السماء لأشاهد النجوم وهي تعانق القمر في حب وتناغم وكأنها في ليلة عرس إحدى المجرات الدائرة حولها..تسابقها في حب و فرح ..
صدقاً أسأل ..ما هو الحب ..؟
لأني أحسُّه في يدِ أختي الحانية وهي تناولني الدواء.. وأحسُّه في نظرات صديقتي وهي تشاغبني .. وأحسُّه في صوت حبيبي وهو يخاطبني بلهفة ..أحسُّه في برقيات قريباتي وهن يشاغبنني ...
هل هو هذا الحب ..؟
إذن ، ما هو ذاك الذي يقتل ويدمر...؟
هل الحب مجرد حرفين ..؟ أم هو شيء يدرك حاجاتنا النفسية الإنسانية قبل الجسدية
فيعمل على بعث إشارات قليلاً ما نفهمها..؟
هل يموت الحب إن لم ندركه ..؟ فيكون الدمار ..؟
أستحضر قول المتنبي...
" فإنَّ قليلَ الحُبِّ بالعقلِ صالحُ ... وإنَّ كثيرَ الحُبِّ بالجهلِ فاسدُ ...."

عائشة مشيش....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف


.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين




.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص


.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة




.. صُناع الفيلم الفلسطيني «شكرًا لأنك تحلم معانا» يكشفون كواليس