الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في سبيل حماية مصالح السوريين واستقلال قرارهم

برهان غليون

2014 / 3 / 1
مواضيع وابحاث سياسية



دور الائتلاف الوطني للمعارضة ليس على مستوى نكبة السوريين والمأساة التاريخية التي يعيشونها في ظل حكم مافيوي لا علاقة له بسورية لا شعبا ولا وطنا ولا بالمدنية ولا بالانسانية. حكم شبيحة بأكثر المعاني المبتذلة للكملة.

لكن يبقى الإئتلاف الوطني الواجهة السياسية للثورة، وهو عنوانها في الدوائر الدبلوماسية والدولية، ووجوده ضروري لضمان التأييد وتأمين الدعم الانساني والعسكري العربي والدولي، لملايين الناس المنكوبين وللكتائب المقاتلة أيضا. لا يعني ذلك تجنيب الائتلاف، أو المعارضة بأجمعها، النقد، بالعكس، علينا أن ننتقده، لكن من أجل إصلاحه وتقويم نشاطه وتحسين أدائه، لا على سبيل التشهير به ولإضعاف صدقيته وإظهار فشله وتهديد وجوده.

وقد أصبح الائتلاف بعد مؤتمر جنيف٢ محاورا رئيسيا في المفاوضات الدولية حول سورية ومستقبل بلدنا ومستقبلنا. وزاده ذلك وزنا وأهمية. ولا ينبغي أن نستهين بهذا الدور ولا أن نقبل التضحية به أو تجييره لأي طرف كان في لعبة المحاور الجارية من حولنا.

وجوده وانعقاد هيئاته في تركيا ليس مكافأة لأحد ولكنه اعتراف بحقائق جغرافية وسياسية وإنسانية. من دون التقليل من أهمية الدعم البالغ لبعض الدول العربية، لدينا مع تركيا أطول حدود وأكثرها نشاطا من كل النواحي. وبعد الثورة أصبحت تركيا الحاضنة الانسانية الأكبر إن لم تكن الوحيدة لمعاناة السوريين و مصائبهم وغربتهم وآلامهم. يدخلون ويخرجون منها من دون تأشيرة ويأوون إليها مهاجرين يعملون فيها من دون رخصة عمل ولا شروط، تداوي جرحاهم مجانا في مشافيها، وتفتح مدارسها وجامعاتها لطلبتهم من دون أي قيد، وتنفق من أموال شعبها على مئات ألوف اللاجئين في مخيمات هي الأفضل في المنطقة. هذا في الوقت الذي لا تسمح معظم الدول العربية بدخولهم إلا بالقطارة وتفرض عليهم رقابة غير مسبوقة وشروطا معقدة للدخول.

تركيا هي التي دفعت، من دون أي مساس بحربة القرار السوري ولا أي ضغط من أي نوع كان أو أي حساب للمصالح الخاصة، الكلفة الانسانية والسياسية والأمنية الأكبر للحرب التي شنها نظام أجنبي دخيل على سورية والمنطقة، نظام بدائي خرج من رحم ما قبل التاريخ، لا يعرف حقا ولا باطلا ولا مواطنا ولا إنسانا، ويستخدم سياسة المجازر والسيارات المفخخة ليس لترويع السوريين فحسب وإنما لترويع شعوب المنطقة وحكامها جميعا.

الإئتلاف الوطني السوري عندما يقيم في تركيا فهو يقيم في بيته، ردد في الأيام الأخيرة أكثر من مسؤول تركي كبير. جوابا على أخبار سربت للصحافة عن احتمال نقل الائتلاف مقره إلى القاهرة أو عقد هيئته العامة هناك. ونحن أيضا متمسكين بهذا الهدف النبيل، وليس لدينا ولا ينبغي أن يكون لدينا أي سبب ولا مصلحة في الابتعاد عن الشعب الذي ضحى كما لم يفعل أي شعب آخر من اجل احتواء محنة السوريين ومساعدتهم.

أريد بهذه المناسبة ان أعبر باسم الشعب السوري عن خالص امتنان السوريين وشكرهم واعترافهم بالجميل لحكومة تركيا وشعبها على ما أظهراه من أخوة وكرم وقيم إنسانية نادرة في تعاملهم مع نكبة سورية وشعبها. ولن أجد مهما اجتهدت الكلمات التي ترتقي إلى مستوى ما قدماه ولا يزالان يقدمانه وسيقدمانه لسورية والسوريين. أمام هذه المأساة الكبرى التي واجهها شعبنا، واشاح فيها العالم بعينيه عنا، أظهر الأتراك أنهم ليسوا جيراننا فحسب ولكنهم أشقاءنا وأخوتنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء